ليس غريبا علي مصر أن تستقبل خالد مشعل وإسماعيل هنية بكل ترحاب ومودة فما قدمته مصر للقضية الفلسطينية من شهداء ومصابين وأموال لا يقل عما قدمه الفلسطينيون أنفسهم للقضية فنحن لا نعتبر أنفسنا دخلاء علي القضية الفلسطينية، ولا نعتبرها ساحة للمتاجرة وتحقيق المكاسب السياسية كما يفعل بعض اخواننا من الأشقاء العرب، ولكننا نعتبرها قضية أمن قومي لمصر. لكن كل ذلك وأكثر منه لا يمنعنا من أن نسأل اخواننا في حركة حماس عن اختراق الأراضي المصرية سواء أثناء قيام الثورة عندما قامت الحركة باقتحام السجون وتهريب رجالها، وخلال ساعات قليلة كانوا أمام شاشات التليفزيون في غزة ووسط أهاليهم وهي العمليات التي أزهقت فيها أرواح العشرات من المصريين سواء كانوا من رجال الشرطة المكلفين بحراسة هذه السجون أو من المساجين، الذين شاء حظهم التعس أن يسجنوا مع قادة حماس في سجن واحد.. أليست هذه الجريمة النكراء وأقصد بها اقتحام السجون وتهريب المساجين وقتل البشر مدعاة لسؤال قادة حماس وتقديم الاحتجاجات إليهم حتي لا تتكرر منهم مثل هذه الجرائم والخروقات للأراضي والأمن المصري، كنت أتمني أن يتقدم أحد المحامين ببلاغ ضد خالد مشعل وإسماعيل هنية باعتبارهما من كبار قادة حماس حتي يتم سؤالهما حول هذه الجريمة الشنعاء، خاصة أنهم بلا شك يعلمون من ارتكبها، بل وقد اعتبروهم أبطالا في قطاع غزة.. فكان علي مصر قبل أن تقدم لضيوفها الكبار كرم الضيافة أن تسألهم وأن تحاكمهم وأن تطالبهم بإعادة تسليم المجرمين الذين كانوا في السجون المصرية، والأهم من ذلك من «داس» علي الكرامة والسيادة المصرية بأحذيتهم واقتحموا السجون وهربوهم منها، فنحن وإن كنا مع كرم الضيافة لكل الأشقاء إلا أننا نرفض «استعباطنا» أو «استكرادنا» من قبل هؤلاء الضيوف. أما الجريمة الثانية التي كنت أتمني محاسبة مشعل وهنية عليها فهي السرقات المتواصلة للسيارات المصرية ودخولها عبر الأنفاق الي غزة وقد حكي لي صديق أن سيارات شرطة مصرية تجوب شوارع مدينة غزة حاليا تحت سمع وبصر الاخوين مشعل وهنية وكل قيادات حماس، وهي عملية سرقة متواصلة حتي اليوم، بل إن بعض اللصوص يساومون أصحاب السيارات علي دفع الاتاوات مقابل إعادة سياراتهم التي دخلت الي غزة عبر الأنفاق فهل نسمح بأن تتحول هذه المدينة الحبيبة الي «وكر» للسيارات المسروقة من مصر. كل ذلك كوم وتهريب السلاح من ليبيا والسودان عبر مصر كوم آخر ويكفي أن نقول إن رجال الجيش ضبطوا مؤخرا صواريخ مضادة للطائرات في طريقها الي سيناء ومن ثم الي غزة، وللأسف جانب كبير من هذه الأسلحة وقع في أيدي ضعاف النفوس من الأشخاص واستخدموه في ترويع الآمنين في سيناء والهجوم علي مديريات الأمن والأقسام وتفجير خط الغاز أكثر من سبع مرات. ياسادة عشقنا لفلسطين وتضحياتنا لها لايمكن لأحد أن يزايد عليها لكن حفظ سيادة مصر وأمنها وأمن شعبها هو الأحق بالحماية والرعاية.. أرجوكم اسألوا قادة حماس عن هذه الجرائم حتي نأخذ حق مصر ولا تتكرر مثل هذه الأفعال الإجرامية علي أرضها.