« ارض ملتهبة» سيسر عليها قادة وزعماء الدول العربية لاتمام فعاليات القمة العربية المقرر عقدها فى بغداد يوم 29 مارس المقبل ، فالمناخ السياسى العراقى معبأ بالخلافات ، والاجواء الامنية لا تبدو الان مستعدة لاستقبال وتأمين المشاركين فى القمة ، خاصة بعد تصاعد موجة العنف والاقتتال والارهاب التى تفجرت فى الارجاء خلال الايام الماضية ولا تزال اصداؤها تنبئ بالمزيد ، فقد لقى امس فقط 38 عراقىاً على الاقل مصرعهم واصيب نحو 250 بجروح في سلسلة هجمات هزت مناطق مختلفة من البلاد خاصة العاصمة بغداد واعلنت مصادر امنية ان الهجمات وقعت بالعبوات الناسفة والاسلحة الرشاشة والسيارات المفخخة في 5 مناطق على الاقل في بغداد، وفي مناطق مختلفة من صلاح الدين وديالى وكركوك وبابل ووقعت الهجمات بالعبوات الناسفة والاسلحة الرشاشة والسيارات المفخخة، وكان اكبرها في جسر الصرافية شمال العاصمة حيث قتل ستة اشخاص واصيب اثنان بجروح. ورغم الاوضاع الداخلية العراقية المعقدة سياسيا والمتوترة امنيا ، فان العراق يعول على القمة طموحات كبيرة ، من اجل اعادة العراق نفسها بقوة الى الصف العربى ، لكن على ارض الوقع تبدو معطيات القمة هزيلة ، وتنبئ ايضا بنتائج هزيلة ، فالسعودية لم تعترف حتى الان رسميا بالحكم العراقي الجديد ، وسوريا مشاركتها مشكوك فيها ، خاصة بعد موقف العراق المؤيد من قرارات جامعة الدول العربية ولمجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بالعقوبات والدعوة لتشكيل قوة مشتركة لحفظ السلام في سوريا. ، والبحرين اعلنت عدم حضور قمة بغداد بسبب اعتقادها بان الشيعة العراقيين يدعمون انتفاضة الشيعية في البحرين ، ورئيس الوزراء نوري المالكي يبدو ممزقا وحائرا بين ضغوط الخارج واهتزازات وتمزق الداخل . فيما بدأت اجواء الاحباط لدى بعض العراقيين انفسهم تسبق القمة ، بسبب الأزمة السياسية الداخلية التى قد لا تمكن الحكومة من الدخول للمؤتمر بموقف موحد بسبب اختلاف مواقف الكيانات السياسية والمتمثلة فى الكتل الكردستانية والسنية والشيعية ، وتحاول التيارات السياسية الاجتماع معا فى مؤتمر وطنى بدعوة من الرئيس جلال طالباني لحل الخلافات المستشرية بين ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي والقائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، لكن لم يتم حتى الان الخروج بموعد للمؤتمر الوطنى ، من اجل توحيد موقف عراقى يمكن الدخول به للقمة العربية ، وهو اخفاق اصاب جانباً لا بأس به من العراقيين بالاحباط ، وتمثل ذلك فيما قاله عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي في العراق ، والذى قاله انه لا يجب تعويل مؤتمر القمة العربية المقبل في بغداد للخروج بنتائج فعالة على مستوى عال في ظل طبيعة الظروف والتعقيدات القائمة اليوم في الوطن العربي ، لكنه اشار فى ذات الوقت إلي ان القمة تحمل في طياتها رسالة كبيرة للعراقيين ، وسيكون لها تأثير معنوي يعيد العراق الى دوره التاريخي المحوري في المنظومة العربية وفي الواقع الدولي ويفتح الفرصة ويمد الجسور لعودة الاشقاء العرب وعودة التعامل الايجابي مع الواقع العراقي ، واشار إلي ان ترؤس العراق لجامعة الدول العربية عاما كاملا ، سيتيح له ان يلعب دورا ايجابيا وبناء في التواصل مع العرب وفي حل الإشكاليات وتذليل العقبات التي يشهدها العالم العربي .