يطوي اليمنيون اليوم صفحة حكم الرئيس علي عبدالله صالح عبر انتخاب نائبه عبد ربه منصور هادي رئيسا لفترة انتقالية تستمر سنتين، ليصبح اليمن بذلك اول بلد من بلدان الربيع العربي يشهد انتقالا للسلطة عبر اتفاق سياسي. وقد دعا هادي المجتمع الدولي الى تقديم دعم مالي عاجل لبلاده المنهارة اقتصاديا، واعدا اليمنيين باستعادة الدولة وحكم القانون. وأطلق هادي في خطاب الى مواطنيه سلسلة وعود مؤكدا انه سيعمل على اصلاح النظام السياسي واعادة احياء الاقتصاد والمضي قدما في الحوار لحل قضيتي الجنوب والتمرد الحوثي واعادة الوحدة للقوات العسكرية والامنية المنقسمة والقضاء على تنظيم القاعدة. كما تم دعوة 12 مليون ناخب للادلاء بأصواتهم مع العلم ان 10 ملايين ناخب مسجلون من الانتخابات الماضية في 2006 اضافة الى 2,2 مليون ناخب جدد. وتم نقل المعدات الخاصة بالانتخابات بواسطة طائرات الى بعض المناطق المضطربة، وخاصة في الشمال والجنوب. ووسط تلك الاحداث السياسية تخيم ظلال صالح الذي حكم بلاده 33 عاما على هذا الاستحقاق، وسط انباء عن عودته من الولاياتالمتحدة حيث يتلقى العلاج، فيما لايزال يسيطر اقاربه على جزء كبير من الاجهزة العسكرية والامنية. و يتخوف كثيرون في اليمن مع بقاء المناصب الحساسة في المنظومتين العسكرية والامنية في ايدي اقرباء صالح ومع امكان عودة صالح الى البلاد غدا الاربعاء ، ومن ابرز المشاكل التى ستقف بقايا النظام، فهم يعملون على تحريك الاطراف الاخرى بما في ذلك بعض الاطراف من الحوثيين والحراك الجنوبي والقاعدة ليثبتوا ان علي صالح هو الوحيد الذي يستطيع ان يحكم البلد». وتعد هذه الانتخابات بمثابة استفتاء لصالح نائب الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يخوض الانتخابات الرئاسية كمرشح توافقي ووحيد، وذلك رغم استمرار معارضة الانتخابات من قبل فصيلين مهمين في اليمن هما الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال والمتمردون الحوثيون الشيعة الذين يسيطرون على قطاعات واسعة من شمال اليمن . وسيصبح هادي، وهو عسكري جنوبي يبلغ السادسة والستين من العمر، رئيسا بموجب اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة الذي وقعه صالح في الرياض في 23 نوفمبر الماضى بعد 10 اشهر من التظاهرات المطالبة بإنهاء حكمه وتحت ضغوط دولية شديدة. ونادت الاطراف السياسية الاساسية في اليمن الى مساندة ال«هادي» فى الاقتراع والتصويت لصالحه ، وقد انتشرت صوره في العاصمة اليمنية لتحل محل صور عبد الله صالح التى تم ازالتها . ويفترض ان يطلق نائب الرئيس حوارا وطنيا شاملا في الفترة الانتقالية التي ستستمر سنتين بموجب اتفاق انتقال السلطة، على ان يهدف الحوار الى ايجاد حلول لمشاكل اليمن الاساسية بما في ذلك القضية الجنوبية ومسألة الحوثيين في الشمال. وشن الجناح المتشدد فى الحراك الجنوبى بقيادة نائب الرئيس السابق على سالم البيض عدة هجمات عدة مراكز انتخابية في الجنوب مع الدعوة الى «عصيان مدني» لمواجهة الانتخابات. وفى هذا الوقت الحساس الذى يتطلب تكاتف كل قوى اليمن للمرور من تلك المرحلة ، اعلن المتمردون الحوثيون فى شمال اليمن الذين خاضوا منذ عام 2004 6 حروب مع نظام صالح، مقاطعتهم الانتخابات، وذلك بعدما رفضوا اتفاق انتقال السلطة وخاصة الحصانة القضائية التي منحت لصالح بموجب الاتفاق.