هذه مصر الحبيبة تقف شامخة تنظر إلى أبنائها بعيون يشوبها الفخر والاقتدار تتباهى بأبنائها الذين صنعوا الثورة المجيدة فى 25 يناير 2011 بين الأمم وتعلن على الملأ أن أبناء مصر شرف لكل أمة على وجه الأرض لأنهم اقتحموا الصعاب وخاطروا بأرواحهم فداء لهذا الوطن بعد أن دنسه المخربون والفاسدون على مر التاريخ وعاثوا فيه فساداً وتخريباً حتى تحررت مصر من الطغيان الذى استمر عقوداً طويلة منذ ثورة 1952، بقيادة الزعيم عبدالناصر، وشلته الفاسدة التى قصفت بأهداف هذه الثورة النبيلة وقضت على كرامة المواطن المصرى تماماً وكلنا نتذكر زائر الفجر الذى كان يقتحم بيوتنا دون ميعاد سابق ويسوقون الأبرياء إلى السجون الحربية، يلقون أشد صنوف التعذيب التى ترقى إلى مستوى الشياطين ليأتى بعد ذلك الرئيس أنور السادات الذى كثر فى عهده الفاسدون والعملاء والمخربون ليستمر هؤلاء فى تخريب هذا الوطن إلى أن جاء الرئيس المخلوع الذى دمر كل شىء فى مصرنا الحبيبة، فالفساد يضرب بجذوره فى أعماق أرضنا الطيبة، مئات الأمتار ليسيطر الأفاقون على كل شىء، فمن اغتصاب الأراضى إلى تهريب المليارات وتخريب المؤسسات الاقتصادية وبيع القطاع العام بأبخث الأثمان وتشريد الآلاف من العمال فى الشارع المصرى والعمل على ربط مصر باتفاقيات مشبوهة فمن بيع الغاز للعدو الإسرائيلى دون ثمن حقيقى واتفاقية الكويز التى قضت على الصناعة الوطنية فى مصر، وشلت تماماً مصانع المحلة الكبرى التى أنشأها رجل الاقتصاد الوطنى طلعت حرب وكانت مفخرة لنا جميعاً ولعبت الولاياتالمتحدة وإسرائيل دوراً مشبوهاً لتكبيل القرار المصرى وتدمير سيادة هذا الوطن بالمعونة الأمريكية التى تم تقريرها إبان اتفاقية السلام المزعومة عام 1979، بين مصر وإسرائيل إثر الحرب المقدسة التى خاضها رجال مصر الأوفياء عام 1973 وتحقق فيها النصر العظيم الذى لا ينكره إلا كل حاقد لا ينتمى إلى تراب هذا الوطن. وللأسف الشديد فقدت مصر ريادتها بالمنطقة العربية وأصبح الشعب المصرى أسيراً فى المنطقة العربية يتطاول عليه الجميع من الدويلات العربية التى لا يزيد تعداد سكانها على مدينة شبرا!! وعجباً فتلك الدويلات أصبحت صاحبة القرارات المصيرية بالمنطقة العربية وترنحت السياسات الخارجية لمصر إلى الهبوط والتخلى عن عروبتها وقوميتها لأن النظام الفاسد للرئيس المخلوع حسنى مبارك الذى آلهة المنافقون وكتاب السلطة وترزية القوانين وهى الفئات التى تقضى على أى مجتمع فى العالم بأسره حتى الولاياتالمتحدةالأمريكية فمن الضربة الجوية ذاتها التى حققت النصر!! إلى وصفه بأنه صاحب الاستقرار الوهمى الذى عاش فيه الشعب المصرى طوال 30 عاماً وهو يعيش تحت خط الفقر يموت شبابه بحثاً عن لقمة العيش تحت إطار من الهجرة غير الشرعية ليموت فى البحر وتتحول مصر إلى جيش من البطالة ويشعر الإنسان الوطنى بأن مصر تغتصب وتنتهك أعراضها والزعيم الملهم!! لا يدرى شيئاً لأن غايته أن يعيش فى قصره كالملوك وترك الحبل على الغارب لشلته الفاسدة التى نهبت كل شىء وحولت هذا الوطن إلى خرابة أو تكية أو ضيعة ينهل منها الفاسدون كل شىء، وجاء المرارة القاسية بتلك المعونة التى قدرت فى بدايتها 3.4 مليار دولار ثم استمر تقليصها إلى أن أصبحت 1.4 مليار دولار للقوات المسلحة و500 مليون دولار للقطاع الاقتصادى وبنظرة واقعية لا يشوبها الشك فإن هذه المعونة لازمها العديد من الأحداث والقرارات الإدعائية التالية: 1 فقدت مصر سيادتها تماماً وقراراتها السيادية وأصبحت تصب فى المصلحة الإسرائيلية على طول الخط دون حرية الحركة وفرضت على مصر أوجه صرف هذه المعونة، بل الأدهى من ذلك كانت مصر تتسلم صفقات مريبة من السلع دون احتياجها، وعلى سبيل المثال كان يفرض عليها شراء تبغ ودخان بأكثر من 500 مليون دولار كذلك الاستعانة ببيوت خبرة أمريكية لا ترقى بالمرة إلى مستوى الخبرات العالمية الحقيقية. 2 أصبحت مصر مكبلة بالقرارات الإسرائيلية لاعتماد المنحة من الولاياتالمتحدةالأمريكية بحسن أدائها لحماية الأمن القومى الإسرائيلى وبالتالى فإسرائيل هى التى تعطى الضوء الأخضر لصرف هذه المعونة طالما أن مصر تحمى وتحقق الأمن الإسرائيلى بنسبة مائة بالمائة ويا للعار من هذه السياسة القذرة!! 3 فرض على مصر الدخول فى اتفاقية الكويز التى قضت على صناعة المنسوجات القطنية تماماً وهى التى كانت على رأس المنتجات التصديرية إلى العالم كله بل دمرت تماماً كل المصانع بالمحلة الكبرى وبالتالى تشريد آلاف العمال لينضموا إلى جيش البطالة دون ذنب ارتكبوه. 4 اتسمت مصر بالخيانة العظمى وترك الساحة الفلسطينية ليسيطر عليها المفاوض الإسرائيلى كلية بل إن مصر ارتبطت باتفاقية فلادفيا أو اتفاقية بروتوكول المعابر، ومن يقرأها يشعر بنوع من الخزى والعار لهؤلاء الخونة من المصريين الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم إلى العدو الإسرائيلى. 5 ساعدت مصر فى فرض الحصار على قطاع غزة أسوة بالهمجية الإسرائيلية والعدوان الإسرائيلى الغادر إبان ديسمبر 2008 إلى يناير 2009 حتى أن الشعب المصرى الباسل كان ينتابه الغضب الشديد وشعر بانتكاسة مصر الحبيبة لدورها المشبوه الذى لوث رداءها الطاهر على مر التاريخ بل إن النظام السابق الذى يتصف بالعمالة والخيانة أصبح حليفاً استراتيجياً لإسرائيل. 6 وهل يمكن أن يصدق العقل أن مصر أصبحت مسئولة عن حراسة الحدود والمعابر ومنع تهريب الأسلحة إلى الشعب الفلسطينى فى الوقت ذاته يضرب بطائرات إف 15 وإف 16 وطائرات الأباتشى وغيرها من القنابل العنقودية والقنابل ذات 10 أطنان وغيرها من القذائف الصاروخية التى تدمر اليابس والأخضر ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم. 7 أصبحت مصر كلية تحت القبضة الأمريكية تنفذ سياستها العدوانية فساعدت فى تدمير العراق الشقيق وتدمير البنية الأساسية إبان العدوان الإسرائيلى على لبنان الحبيبة دون أن تستخدم نفوذها وعلى اعتبار أن هناك علاقات دبلوماسية مع هذا العدو الكريه إسرائيل وللأسف لم يكن ذلك يعنيه النظام الفاسد للرئيس الخائن المخلوع حسنى مبارك الذى يجب أن يحاكم على هذه الجناية المخلة بالشرف والملوثة لمصرنا الحبيبة وشعبها العظيم. 8 لم تتمكن مصر بالمرة خلال تلك الفترة السيئة لهذا الرئيس الخائن أن تحقق سياسة الاتزان الاستراتيجى فى منطقة الشرق الأوسط، وتسعى إلى إقامة علاقات استراتيجية مع تركيا وإيران، بل إن الولاياتالمتحدةالأمريكية فرضت عليها حصاراً سياسياً فى عدم الاقتراب من الجمهورية الإسلامية (إيران) مطلقاً وصارت العلاقات مضطربة حتى الآن فى إيجاد هذه العلاقة السوية تحقيقاً للمصلحة الوطنية لمصرنا الحبيبة. إننا بكل تأكيد نؤكد أن هذه المعونة الأمريكية لا قيمة لها لأن النظام السابق أهدر قيمتها تماماً وصارت المصالح الأمريكية تتم فى منطقة الشرق الأوسط ودون أن تدفع مليماً واحداً وهذا بالطبع بعيد جداً عن أهدافها التى من المفروض أن تساهم فى تطوير القوات المسلحة وتدعيم الاقتصاد المصرى من طور التنمية إلى طور الرفاهية وهذه نكتة حقيقية!! لأننا نسأل أنفسنا سؤالاً حقيقياً هل يمكن أن تقوم الولاياتالمتحدة بهذه المهام، وهى فى الواقع العملى تنظر بعيون إسرائيلية وتعطينا الأوامر والتعليمات للتنفيذ الفورى دون مناقشة لأن النظام الفاسد وضع هدفه الرئيسى هو توريث ابنه المدعو جمال لأنه كان يعتبر مصر عزبته وتكيته الموروثة وأؤكد هنا أن الجميع من الصحفيين الأشراف كانوا يعرفون موقفى الصادق من الاعتراض كلية عن هذه المعونة وقد حضرت فى إحدى القنوات وهى قناة الأعمال منذ سنوات عدة وكان معى أحد المنافقين الذين ابتلينا بهم فى هذا الزمن الأغبر وقلت بالحرف الواحد إنه كان على الحكومات المتعاقبة أن تعمل جدولاً زمنياً للتخلص من هذه المعونة لأنها تتدخل فى سيادتنا وكرامتنا وقراراتنا السيادية ولكنه اعترض، وقال حرفياً إن المعونة الأمريكية لا تتدخل فى سيادتنا وقراراتنا!! وكانت لى الشجاعة أن أقول له أنت منافق!! وأخيراً.. فإننى أتوجه بالشكر إلى السيد الداعية الشيخ الفاضل محمد حسان وفضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، على مبادرتهما الطيبة لرفض تلك المعونة المشبوهة تماماً والعمل على استعواضها وقد نجحا سوياً خلال أيام قليلة لا تتعدى أصابع اليد أن يجمعا 67 مليون جنيه لأن مصر مليئة بالأشراف الحقيقيين الذين يغيرون على هذا الوطن، وأنا أرى بمنتهى الموضوعية إن السياحة الوافدة إلى مصرنا الحبيبة قادرة تماماً على زيادة دخلها إلى أكثر من 20 مليار دولار، خاصة إذا تم تنظيمها والعمل على تحقيق نصيب عادل من السياحة العالمية، وهذا لن يتأتى إلا إذا كان القائمون على السياحة يفهمون أنها صناعة هشة ومركبة تتطلب الاستقرار واعتبار السائح ضيفاً عزيزاً على أرض مصر الطيبة دون استغلاله أو سرقته ويجب أن نأخذ معياراً حقيقياً ودولة شبيه مثل إسبانيا التى يتحقق بها الانفجار السياحى ويدخلها دخل لا يقل عن 42 مليار دولار، على الرغم من أن تعدادها يصل إلى 37 مليون نسمة ويدخلها أكثر من 40 مليون سائح رغم أنها لا تحتوى على المقومات السياحية التى تجود بها مصرنا الحبيبة من آثار تاريخية وسياحة الغطس والسياحة العلاجية و......إلخ. إننا نقول بأمانة فلتذهب المعونة الأمريكية إلى الجحيم لأن مصر بعد الثورة يجب أن تتحرر من القبضة الأمريكية والنفوذ الإسرائيلى لأننا شعب عظيم، سوف يلتف حول قياداته العظيمة التى سوف تأتى من الشعب ويكون قادراً على مواجهة التحديات الجسيمة فى المرحلة القادمة، فمصر قادرة على أن تنجب الزعماء الذين سوف يقودون النضال فى المرحلة المقبلة، عاشت مصر حرة أبدية لا يدنس ثوبها الأفاقون أو المنافقون أو كتاب السلطة أو ترزية القوانين مع خالص تحياتى وتقديرى لقرائى الأعزاء وأن غداً لناظره قريب. ----------- بقلم لواء دكتور وجيه عفيفي مدير المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية والمرشح المحتمل لجمهورية مصر العربية