ظهرت مجموعة من المؤشرات الإيجابية التي تبعث الأمل مجدداً بعد إعلان وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، أمس، أن شركات الطيران الروسية ستستأنف رحلاتها الجوية إلى مصر فى غضون شهر، وذلك عقب توقيع المرسوم الخاص لاستئناف الرحلات بين القاهرةوموسكو. وأشار وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، إلى أن القرار جاء وفقاً للتقارير النهائية المقدمة إلى الحكومة الروسية، والتي أكدت جدية التدابير الأمنية في مطار القاهرة، مشيراً إلى أن الحالة الأمنية في مصر أبدت تحسناً قوياً من خلال تحسن الأوضاع بمطارات الغردقةوشرم الشيخ، الأمر الذي أحرز ثقة لدى الإدارة الروسية في استئناف رحلاتها بين البلدين مرة أخرى. وقال «سوكولوف» فى مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية على هامش المنتدى الاقتصادى الشرقى فى فلاديفوستوك: «يكفى أن تتعامل شركاتنا مع هذه المهمة بسرعة، خصوصاً أنهم مستعدون معنويا لهذه العملية ولا أعتقد أن يتطلب الأمر وقتاً طويلاً خلال شهر واحد بالضبط سيتم إنجاز المهمة». وكانت الحكومة الروسية، أعلنت تجميد كافة رحلاتها الجوية المتجهة إلى مصر، على خلفية التفجير الإرهابي الذي وقع في نهاية أكتوبر من عام 2105 على متن طائرة تابعة لشركة «كوغاليم آفيا» الروسية، وأدى إلى مصرع 224 راكباً كانوا على متنها، وأعلنت جماعة «داعش» الإرهابية مسئوليتها عن تلك العملية. ومنذ ذلك الحين انطلقت محادثات بين الحكومتين الروسية والمصرية حول تعزيز التدابير الأمنية في المطارات المصرية لاستئناف الرحلات الجوية، وقدمت روسيا جملة شروط يجب توافرها في مطارات مصر، وأرسلت لجان خبراء لفحص المطارات أكثر من مرة، كانت آخرها في نهاية يوليو الماضي. وبناءً على نتائج عمل هذه اللجنة، قال وزير النقل الروسي في تصريحات نهاية الأسبوع الماضي، وأن الجانب المصري أنجز عملاً ضخماً في هذا المجال. من جانبه، قال الدكتور محمد سليم، عضو مجلس النواب، إن السياحة فى طريقها للازدهار وعلى الجميع تحمل المسئولية فى تحسين الصورة الذهنية لمصر بالخارج عبر حملات العلاقات العامة واستغلال الأخبار الايجابية التي ترتبط بمصر كدولة وليس مقصدًا سياحياً فقط. وأوضح عضو مجلس النواب أن ارتفاع إيرادات السياحة وزيادة أعداد السياح خلال الفترة الماضية يعود إلى الجهود التسويقية المبذولة من جانب رجال الأعمال العاملين في صناعة السياحة ومساندة القطاع الحكومي، لافتاً إلى عودة السفير الإيطالي لمباشرة عمله في القاهرة خلال الأيام القليلة القادمة ما يعد إشادة واضحة بدور مصر الأمني والسياحي الدولي وتقدم مكانتها بين العالم. وأشار «سليم» إلى تحسن المؤشرات في الحركة السياحية بشرم الشيخ، بالإضافة إلى التوقعات بزيادة الحركة السياحية خلال موسم الشتاء المقبل وخاصة من السوق الأوكراني وكازاخستان، مشيراً إلى الحركة السياحية من السوق الإيطالى والألمانى. وأكد «سليم» أن جولات الرئيس عبدالفتاح السيسي فى دول العالم المختلفة فرصة حقيقية للبناء عليها في جذب مزيد من حركة السياحة الوافدة إلى المقاصد السياحية المصرية. وقال أحمد سميح، عضو لجنة السياحة والطيران المدني بمجلس النواب، إن مصر تنتظر أن تتحول تصريحات وزير النقل الروسي إلى واقع ملموس، خاصة بعدما نفدت كافة المطالب المتعلقة بالشأن الأمني، مشيراً إلى جدية الحكومة المصرية في توفير الاشتراطات الدولية بمطاراتها وتسخير إمكانياتها الأمنية والتكنولوجية والعلمية في خدمة الرحلات القادمة من الجانب الروسي خاصة– حسب قوله. وأوضح عضو مجلس النواب أن اللجنة ناقشت مع المهندس شريف فتحي، وزير الطيران المدني، اتفاقية خطوط طيران منتظمة بين مصر والمجر، وطلبات أخرى بشأن تشغيل المطارات المتوقفة بعد تجديدها وتطويرها، لضمان صلاحية تشغيلها من خلال خطوط تنفيذية تضمن سلامة وأمان الوفود. وأشاد «سميح» بقرار الحكومة الروسية بعودة رحلاتها الجوية لمصر، قائلاً: «قرار الحكومة الروسية باستئناف رحلاتها للقاهرة، يؤكد سير مصر على وفاق جيد بشأن خطط التطوير وبعض المفاهيم الخاصة بالأمن القومي ومحاربة الإرهاب والتقدم الملحوظ من العالم بدليل ما تلقاه من حفاوة غير مسبوقة من قبل العالم ورؤساء الدول التي يزورها الوفد المصري برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي – حسب قوله. وأكد محمد كارم، الخبير في مجال السياحة، أن جميع مؤسسات الدولة وعلى رأسها القيادة السياسية بذلت مجهودًا كبيراً لاستئناف الرحلات الجوية وعودة السياحة الروسية لسابق عهدها كما كانت، مشيراً إلى أن مصر نفذت جميع الملاحظات التى طلبها الجانب الروسى بشأن تأمين المطارات. وقال «كارم»، إن السياحة الروسية لها أهمية خاصة والتي تؤثر في الإيرادات السياحية المصرية بنمو قد يصل إلى 170%، وتحسين في الأرقام الخاصة بملف السياحة التي تحتاج إلى فتح مزيد من الأسواق الدولية المختلفة بزيادة أعداد السياح الوافدين من الدول الأخرى. وأكد الخبير السياحي أن مصر تشهد حالة من الازدهار السياحي الملحوظ بعد قفز الإيرادات إلى 3.5 مليار دولار في أول سبعة أشهر من العام الحالي، لافتاً إلى أهمية عودة السوق الروسية التي تعطلت رحلاتها بسبب تعطل الرحلات المباشرة من موسكو إلى القاهرة. وأشار «كارم» في حديثه ل«الوفد» إلى أن قطاع السياحة المصرية أول القطاعات التي تتأثر سريعاً بالعوامل الخارجية، معرباً عن سعادته بتصريحات وزير النقل الروسي باستئناف الرحلات الروسية لمصر والذي أعاد فتح الأسواق بمناطق شرم الشيخوالغردقة وسواحل البحر الأحمر العاشقة للسياحة والسوق الروسية– حسب وصفه. ولفت «كارم» إلى أن سوق السياحة المصرية على قدر كبير من الأهمية بالنسبة للجانب الروسي بسبب عوامل كثيرة أهمها الأسعار المناسبة للسائح الروسي، مشيراً إلى ضرورة وجود سوق بديلة مثل السوق الياباني والصيني والألماني والماليزي لسد الفراغ الذي قد يُحدثه غياب السائح الروسي.