عندما انظر لهؤلاء الأشخاص الذين اتهموا بالسرقة والنهب و بقضايا الفساد و التربح أجد نفسي أتحسر عليهم وأقول هل هؤلاء أولادك يا مصر ؟ من السبب لما هم فيه الآن ؟ هل هو المجتمع المصري الذي نشئوا فيه أم هو البذخ الشديد و الطمع والجشع الذي أصبح مرضا لديهم ؟ أم هو التسيب والإهمال من الأهل في التربية والتنشئة الجيدة التي تصونهم من الوقوع في الخطأ و تحفظهم من الوقوع في الرذيلة أم هو الحرمان الذي عانى منه بعضهم في الصغر .؟ أم هل تتجمع هذه الأسباب كلها و تكون هي السبب الحقيقي فيما يعاني منه هؤلاء الأفراد الآن مما يرتكبون الأخطاء الكبيرة التي يحاسبهم الله عليها و المجتمع كله فإذا قلنا أن الحرمان يدفع بعض الناس إلى السرقة , مثل سرقة السوبر ماركت و المنازل والآثار المصرية و المستشفيات التي نعالج فيها المرضي و ما بها من أجهزة خاصة لعلاج المرضي الذين يشرفون على الموت بدونها , فهل هم لا يعرفون ذلك ؟ أين ضميرهم ؟ هل انعدم الضمير عندهم ؟ هل هو المجتمع الفاسد الذي يعيشون فيه و تربوا فيه ؟ فهم يقومون بتقليد من يسرق و يهرب إلى الخارج و لا يتم القبض عليهم , هل هؤلاء هم مثلهم الأعلى ؟. و إذا قلنا أن الفقر الشديد مع الجهل هما الدافع الحقيقي للسرقة , فإننا نجد أن المجتمع المصري يعاني كثيرا منهما خصوصا بعد اختفاء الطبقة الوسطى لأنه إما غني لا يعلم ماذا يفعل بكل هذه المليارات التي معه , أو فقيرا لا يجد لقمة العيش التي تسد جوعه هو و أولاده , فهو يعيش يوم بيوم و لا أمل عنده في الغد , وبالرغم من هذه الظروف السيئة التي يعاني منها الكثيرون نجد البعض منهم لا يسرق أبدا , لعلمه أن السرقة حرام و تغضب الله وأكثر ما يفعلوه هو التفكير في ترك البلد و الرحيل إلى بلد آخر للحصول على الرزق. فإذا كان الفقر والجهل لا يبرران السرقة فلماذا يسرق الأغنياء؟ و ما الدافع الحقيقي لذلك ؟ فأنني لا أجد مبررا لهم لذلك إلا الطمع و الجشع و عدم الشبع , و عملوا على نشر الفساد من حولهم و غرقوا فيه حتى يستطيعوا أن يعيشوا فيه , فكيف ينامون في قصورهم و هم يعلمون أن هناك من يتألم من شدة الجوع والحرمان و لا يجدون حتى المأوى الذي يسترهم من شدة البرد وقسوة المطر هم و أولادهم , فيجب ألا تأخذنا بهم رحمة ولا رأفة ويجب أن يحاسبوا على ما فعلوه من فساد ورشوة ونهب وسرقة لخيرات مصر , و إفساد الآخرين ممن يعملون تحت إمرتهم فجاءهم حساب الله و عدله في الدنيا على ما فعلوه من ظلم للآخرين و لينتظروا الحساب الأكبر يوم القيامة فهل يعقل أن أغلب الرموز الكبيرة في المجتمع المصري و هم علية المجتمع يكون مكانهم السجن , لما قاموا به من فساد وسرقة و نهب , كيف يعقل هذا ؟ هل هؤلاء هم أولادك يا مصر ؟ لا و ألف لا , و أتسائل كيف استحمل الشعب المصري هذا الظلم و هذا الفساد كل هذه السنين ؟ هل انعدم ضمير المسئولين إلى هذه الدرجة ؟ فكان لا بد أن يغضب الله عليهم جميعا و يظهر الحق و يبطل الباطل كقوله تعالى (قل ظهر الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) فالفضل لله وحده ناصر الحق و مظهره و ناصر المظلوم و مؤيده . و نحن جميعا في انتظار عطاء مصر بالخير , فإن مصر دائما تعطى أولادها المحبين لها و العاشقين لها ,حتى يحققوا أمل مصر و يبدأ عهد جديد من الحرية والديمقراطية والعدالة و ينتصر المظلوم و يعم الخير إن شاء الله