«عم إبراهيم» مصرى بسيط أجبره مرضه على الاستسلام لإهمال المستشفيات الحكومية التى يتحول فيها المريض ل «فأر تجارب»، بعض المستشفيات الخاصة تتعامل مع المريض على طريقة «السبوبة» لتحصيل أكبر مبلغ مادى بأى طريقة، والأخطر غياب الضمير لدى بعض الأطباء الذين طغى جشعهم وحبهم للمال على أخلاقيات المهنة فخانوا ميثاق الشرف وحولوا مرضاهم لأجساد مهلهلة، المهم جمع الغنيمة بشتى الطرق حتى ولو بتشخيص غير حقيقى. مأساة «عم إبراهيم» ترويها زوجته «مبروكة» التى عاشت لحظات آلامه وتحولت لممرضة خاصة بعدما أصبح جسده ممزقاً ومليئاً بالثقوب والفتحات التى تخرج منها السوائل وفضلات الطعام «البراز» بعد العديد من العمليات الجراحية الخاطئة التى أجراها له أطباء انتزعت الرحمة من قلوبهم وشخصوا له المرض من بدايته خطأ فدخل غرفة عمليات مستشفى قصر شبين الكوم العامة لإجراء جراحة إزالة الزائدة الدودية، وأثناء الجراحة أخبر الأطباء أهله بأنه لا يحتاج للعملية، ثم أدخلوه العناية المركزة لمدة 18 يوماً، ليبدأ عم إبراهيم رحلة عذاب لا طاقة لإنسان بتحملها. وداخل المستشفى تدهورت حالة «عم إبراهيم» وانتفخت بطنه بشكل مخيف، فطلب أهله إخراجه من المستشفى، إلا أن الإدارة رفضت إعطاءهم اً بحالته الصحية وهددتهم إما باستلام المريض دون التقرير أو إبلاغ قسم الشرطة بأنهم اختطفوا المريض. وأمام تدهور حالة «عم إبراهيم» رضخ الأهل لتهديدات الإدارة وأخرجوا المريض دون تقرير ليبدأ رحلة عذاب جديدة، لكن مع أحد المستشفيات الخاصة بشبين الكوم بناء على تحويل من أحد الأطباء، وهناك أخبروهم أنه أصيب بتسمم جراحى بسبب الجراحة التى أجريت له فى المستشفى العام. وتم عمل جراحة استكشافية له وتركيب شبكة كلفتهم 18 ألف جنيه ليلتئم الجرح إلا أن حالة المريض ساءت ودخل العناية المركزة لمدة 15 يوماً، ثم عاد إلى منزله على أساس أن حالته تحسنت، إلا أن حالة عم إبراهيم ازدادت سوءاً بسبب الشبكة التى تم تركيبها، وعاد لنفس الطبيب الذى أخبرهم بتركه المستشفى الخاص بعدما تم تعيينه مديراً بالمستشفى العام الذى دخله أول مرة، ورفض متابعة الحالة وطرده من المستشفى. وهنا يكمل حكاية «عم إبراهيم» ابنه محمد قائلاً: لم نجد مفراً من الذهاب لطبيب آخر والذى حولنا لمستشفى خاص آخر، وطلب منا 70 ألف جنيه لإجراء عملية، دفعنا 35 ألفاً كمقدم لإجراء العملية وتم عمل عملية إزالة الشبكة وطلب 25 ألف جنيه لإجراء عملية أخرى، وبسبب عدم توافر المبلغ تم طردنا من المستشفى، وقال الدكتور «الفلوس خلصت على كده ملكوش عمليات عندى» وتوسلنا إليه أن يجرى العملية الأخرى سريعاً لحين تحضير المبلغ كاملاً ولكنه تركنا وذهب وطردنا المستشفى، ووالدى فى حالة خطيرة جداً. ويكمل شقيق «عم إبراهيم» الحكاية قائلاً: «ولاد الحلال دلونا على مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، وهناك أخبرونا أن عملية إزالة الشبكة كانت السبب فى حدوث ورم فى المصران المعوى أدى إلى خروج البراز من البطن ، وحولونا للقصر العينى.. لكن أخويا كان زهق وفلوسنا خلصت فعدنا إلى المنزل بحالته هذه بعدما دفعنا 250 ألف جنيه لعلاج أخى، إلا أننا عدنا به ممزقاً وحالته خطيرة، وأيضاً دفعنا كل ما نملك ولم نعد نملك ما يمكننا من استكمال علاجه. لم يعد لنا أمل سوى رحمة الله وتدخل وزير الصحة لإنقاذ أخى من هذه المهزلة، رحمة به وبنا.