قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن مصر تجاهلت كل التحذيرات التى انطلقت من الكونجرس والخارجية الامريكية، بخصوص ملف منظمات المجتمع المدنى والتمويل الاجنبى. وقالت الصحيفة إن الموقف المصرى فاجأ الإدارة الامريكية، حيث كان متوقعا ان يستجيب المجلس العسكرى فى مصر للنداءات الامريكية بوقف محاكمات العاملين فى منظمات المجتمع المدنى. فقد أحالت السلطات المصرية 19 امريكيا الى محكمة الجنايات يوم الاحد، دون الالتفات الى الطلب الامريكى الرسمى الذى جاء على لسان وزيرة الخارجية "هيلارى كلينتون"، وعلى لسان الرئيس "باراك اوباما" نفسه، وتحذيرات اعضاء الكونجرس بوقف هذا الاجراء . وقالت الصحيفة إن المساعدات الامريكية لمصر والتى تقدر بحوالى 1,5 مليار دولار اصبحت فى مهب الريح. واشارت الى ان الاتهامات التى يواجهها الامريكيون التسعة عشر تنصب على تشغيل منظمات مجتمع مدنى بدون ترخيص وتلقى اموال من الخارج بهدف زعزعة الاستقرار فى البلاد. ورأت الصحيفة ان محاكمة الامريكيين فى مصر ستكون نقطة فاصلة فى العلاقات المصرية الامريكية. وتوقعت الصحيفة ان تتزايد الضغوط على مصر فى الفترة المقبلة من جانب الإدارة الأمريكية, الا ان الجانب المصرى ممثلا فى المجلس العسكرى الحاكم حاليا، وجماعة الاخوان المسلمين التى تسيطر على البرلمان، يحاولان استغلال هذا الموقف، فى اظهار وطنيتهما، وانهما يدافعان عن سيادة الدولة واستقلاليتها امام التدخل الاجنبى، الا انه فى الوقت نفسه ستجد مصر نفسها امام خيارين، اما التمسك بالسيادة الوطنية, وإما التخلى عن المعونة الامريكية . واشارت الصحيفة الى انه من الممكن ان يقدم كلا الطرفين تنازلات من اجل حل الازمة، حيث لا غنى لكل منهما عن الآخر فى ظل الظروف السياسية والاقتصادية فى البلدين حاليا.