لم يعرف الشاب "مصطفى سلطان" للهزيمة طعمًا، كما أنه لم يعتد بانتشار البطالة، وقام بمحاربة هذه الظروف كافة ليؤسس مشروعه الصغير، الذي هو عبارة عن «سيارة قهوة متنقلة»، بمنطقة زهراء المعادي. يقف "مصطفى" يوميًا تحت حرارة الشمس بانتظار أصحاب السيارات الذين يقفون أمامه ليتناولوا منه القهوة والمشروبات الساخنة، وهكذا يسعى "مصطفى" صاحب ال30 عامًا لكسب عيشه. بدخولك للمنطقة تجد سيارات مصفوفة بأول الطريق يهرول إليها «مصطفى»، الذي يقطن بحلوان، ليستمع لطلبات زبائنه، وفى غمضة عين يرجع لهم مرة أخرى بالمشروبات المطلوبة ببخارها الصاعد ونظافتها التي يعلمها كل كبير وصغير، قائلًا: "الواحد لازم يكون حريص عشان يعرف يربي زبون كويس، والنظافة أهم شيء". يقول "مصطفى سلطان" ل"بوابة الوفد"، إنه أتم شهادة التعليم المتوسط وحصل على دبلوم التجارة، ثم صار على نهج مثيله من الشباب المصري، وسافر لإحدى الدول العربية للعمل هناك، وعمل بإحدى الكافتيريات في جامعة خاصة بليبيا، إلا أن تدهور الأوضاع في المنطقة العربية جعله يفكر فى العودة لأرض الوطن والاستقرار ليجد الحال كما هي عليه. يضيف "مصطفى" ل"بوابة الوفد": "أنا بقالي 5 سنين فاتح مشروع عربية القهوة المتنقلة عشان مفيش حد بيشتغل بشهادته في بلدنا، والفكرة جاتلى بعد ما رجعت من ليبيا، واكتسبت خبرة في المهنة". وبنبره ثقة بالنفس، قال الشاب الثلاثيني، عن سبب تأسيسه لمشروعه الصغير "عربة القهوة المتنقلة"،: "مفكرتش افتح كافيه صغير بأى محل، لأن الإيجارات غالية قوى علشان كده تشاركت أنا وأخويا في مشروعنا"، أما عن تكلفة ماكينة القهوة "الماكنة لوحدها مستعملة ب35 ألف جنيه يعنى حطيت كل فلوسي في المشروع". أما عن المشاكل التي يواجهها، أكد "مصطفى" أنه يتعرض لمضايقات من رجال الحي لعدم وجود تراخيص رسمية تثبت أحقيته في الوقوف بالمنطقة وممارسة العمل الحر، وتم حل النزاع بعد دفع رسوم ممارسة الكهرباء للحي، حيث إن الأجهزة لديه تحتاج لتيار كهربائي بصفة مستمرة، خصوصًا فترة العمل الليلي. ولفت "مصطفى"، إلى أن السبب وراء فتح مشروع "عربة القهوة المتنقلة" بمنطقة المعادى، على خلاف نشأته بحلوان، "مفكرتش افتح في حلوان عشان منطقتي شعبية ميعرفوش غير شرب الشاي، وأنا حبيت أبيع أكتر من نوع للمشروبات الساخنة". وتابع، أن أسعاره تنافس الكافيهات، على رغم تحضيرها بنفس الجودة، لذلك اتجه لطريق المعادى بعيدًا من الأحياء الغامرة بالكافيهات، وتجنبًا لحدوث أى احتكاك لبيعه بسعر رخيص "الشاى ب3 جنيهات، والقهوة ب5 جنيهات". شاهد الفيديو كاملا