تجربة جديدة تخوضها أحياء الاسكندرية في محاولة لفتح فرص عمل لخريجي الكليات والشباب والقضاء علي ظاهرة الباعة الجائلين علي الكورنيش وما يسببونه من إعاقة الحركة ونشر التلوث البيئي وذلك بطرح عربات متحركة وصغيرة الحجم تعمل بالطاقة الشمسية لعمل المشروبات الساخنة والعصائر يقوم الشباب بالحصول عليها من الأحياء إلا أن التجربة تواجه العديد من المشاكل نظرا لرفض الباعة الجائلين تواجد شباب الكلية والصورة الحضارية علي كورنيش الاسكندرية بالإضافة إلي البلطجية وإتاوات المقاهي. وفي البداية يقول "محمد خالد" 26 سنة حاصل علي بكالوريوس نظم معلومات إدارية عندما علمنا بإمكانية حصولنا علي عربة تعمل بالطاقة الشمسية توفر لنا عمل محترم في ظل نقص الوظائف قمنا بالتقدم لحي الجمرك بصحيفة جنائية والمؤهل الدراسي وغيرها من الأوراق المطلوبة ودفع مبلغ ستة آلاف جنيه وقمنا باستلام العربة حتي نتمكن من تحقيق مكاسب مالية تمكنا من تعويض ما دفعنا ونضطر للعمل علي ثلاث ورديات طوال 24 ساعة. ويضيف "محمد راضي" 25 سنة حاصل علي بكالوريوس خدمة اجتماعية بالرغم من أن عملنا يتوقف علي تقديم نوعية معينة من الطلبات مثل النسكافيه والشاي والقهوة أو العصائر الفريش إلا اننا فوجئنا أن أسلوب عملنا القائم علي النظافة وحماية البيئة لا يرضي الباعة الجائلين الذين أصبحوا يتحرشون بنا حتي نترك الأماكن علي الكورنيش فمنهم من ينهال علينا بالشتائم والوقوف بجوارنا لمنع الزبائن من الاقتراب منا ومحاولة إفساد العربات الخاصة بنا وهو ما يتطلب منا عمل دوريات طوال اليوم لحمايتها ولا نستطيع تركها حتي صباح اليوم التالي وإلا ستسرق ونضطر للاستغاثة بالحي لحمايتنا من خلال شرطة المرافق وابعادهم عنا ومع اقتراب الموسم الصيفي اصبحنا نفاجئ بالقادمين من القري كباعة جائلين لعرض الترمس والتين الشوكي وحمص الشام واللب والآيس كريم وبائعي لقمة القاضي الذين يقفون وبحوزتهم أنبوبة ولا يعجبهم المستوي الراقي الذي نتعامل به مع الزبائن بالإضافة إلي الأسعار المخفضة التي نقدمها واستخدام الأكواب البلاستيكية لسهولة التخلص منها والمحافظة علي الصحة العامة. قال "محمد أبو علي" 27 سنة حاصل علي بكالوريوس نظم ومعلومات إدارية إن الأغرب هو ما نعانيه من أصحاب المقاهي التي نحاول الحصول منهم علي مياه بعد نفاذ الكميات التي توجد لدينا في صناعة العصائر والمشروبات الساخنة فنفاجأ انه يطالبنا بنسبة أشبه بالاتاوة بدعوي اننا نحقق ارباحا مالية ومن حقه أن يشاركنا فيها مقابل تخزين المياه في جركن صغير الحجم لاننا لا نستطيع ملئ وتخزين كميات كبيرة من المياه حتي لا تتغير نكهات المشروبات التي نقدمها. قال "محمود عطية" 28 سنة حاصل علي بكالوريوس نظم ومعلومات إدارية فوجئنا ببلطجية يأتون إلينا ويطالبونا بدفع اتاوات يومية بدعوي انهم وافقوا علي وضع عرباتنا بمناطق خاصة بهم كما أنهم يقومون بحراسة العربات الخاصة بنا مهددين بكسر العربة في حالة الامتناع عن الدفع ونضطر لإبلاغ الشرطة طلبا لحمايتنا خوفا من السرقة والنهب موضحا أن العمل بالشارع ليس سهلا فهو أشبه بالمعركة في الغابة فكل شخص مستولي علي جزء من الشارع ويعتبر انه ملكا له ولا يريد فتح المجال لأي عمل شريف خاصة القادمين من خارج الإسكندرية والمشكلة ليست في عملية البيع فالأفراد يستقبلوننا أفضل استقبال لكوننا جامعيين ومظهرنا نظيف ونقدم سلعة نظيفة ولا نستغل أحد ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في تأمين العربة ليلا حيث تكون عرضة للنهب والسرقة والبلطجة مع الهدوء وخلو الشارع من المارة. أوضح "عمار محمد السيد" 23 سنة حاصل علي دبلوم أنه شريك مع صاحب العربة وأن اكثر المشكلات التي تواجههم نقص وقلة المياه مطالبا بتخصيص مورد للمياه بكل حي للعربات وذلك لمنع استغلال أصحاب الكافتيريات لنا. مؤكدا علي أن المشروع ايجابي وهو تجربة جديدة وتستحق المعاناة كمورد للدخل.