اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن التهديدات التي يطلقها الكونجرس الأمريكي بعدم التصديق على المعونة لمصر والتي تقدر 1.3 مليار دولار، تهديدات جوفاء، فرغم الشروط التي يطالبون بها لإقرار المعونة والتي يصعب تحقيقها في الوقت الحالي، إلا أنهم سوف يقرونها في النهاية، فمن يقول إن المعونة في مصلحة مصر فقط على خطأ كبير. وقالت الصحيفة على مدى العقود الثلاثة الماضية، تلقت مصر في المتوسط 2 مليار دولار سنويا من الولاياتالمتحدة، مما يجعلها اكبر متلق للمساعدات الخارجية للولايات المتحدة بجانب إسرائيل، ولكن مع مرور البلاد بمرحلة حرجة حاليا باتجاه الديمقراطية، يهدد النواب الأمريكيون بمنع المساعدات ردا على الحملة المصرية على المنظمات غير الحكومية، والتي لها صلات قوية بالحزبين الرئيسيين في أمريكا. ونقلت الصحيفة عن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قولها: "واضح جدا أن هناك مشاكل يمكن أن تؤثر على كل ما تبقى من علاقتنا مع مصر.. إننا لا نريد ذلك"، وفي ظل الظروف الجديدة التي فرضها الكونجرس، يجب على إدارة الرئيس باراك أوباما أن تشهد بأن مصر تتخذ خطوات محددة نحو الديمقراطية قبل صرف 1.3 مليار دولار المساعدات العسكرية، لكن مسئول كبير في إدارة أوباما قال لا يوجد حاليا أي وسيلة للتأكد أنه سيتم تلبية جميع الشروط، مشيرا إلى أن المصريين قالوا "إنهم في وضع صعب للغاية". وأوضحت الصحيفة أنه رغم تحذيرات المسئولين الأمريكيين من العواقب عدم تغير مصر، إلا أن حتى الآن القيادة المصرية غير متأثرة، وقال دبلوماسي مصري -رفض الكشف عن هويته-:" إن المتصور بأن هذه المساعدات لا تخدم إلا مصر هو مخطئ، وتساءل كيف يمكن للولايات المتحدة أن تقول إنها تريد الديمقراطية في مصر، ثم تقول بعد ذلك إن الجيش يجب أن يضغط على القاضي أن يفعل هذا أو ذاك؟" وأكد المسئولون المصريون أن التحقيق الذي تجريه في المنظمات غير الحكومية الأمريكية تعكس المخاوف من أن التدخل الأجنبي قد يقود لاستمرار الاحتجاجات، لكن السلطات في الآونة الأخيرة قررت منع عدد من أعضاء المنظمات غير الحكومية من مغادرة البلاد، بما فيهم سام لحود، نجل راي لحود وزير النقل الأمريكي. وبدأت المساعدات الأمريكية التدفق على القاهرة في عام 1979 بعد اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، مع مرور الوقت، أصبحت المساعدة العسكرية للجيش روتين، وأصبحت مقدسة تقريبا.