كارثة بورسعيد أدمت قلوبنا، ارتكبتها عناصر حقيرة، مأجورة، همها الدولار والدينار، وأدت تداعياتها إلى حرب شوارع فى المحافظات ومحيط وزارة الداخلية، وتسببت فى سقوط بعض القتلى وآلاف المصابين، وإضرام النيران فى مرافق الدولة، ومحاولات لتخريب منشآت مهمة، واستمرار هذا الشحن يؤدى الى إجهاض الثورة، والوقيعة بين الشعب وقواته من الشرطة والجيش، وإهدار هيبة الدولة، مطلوب وأد الفتنة، والبحث عن توافق عام، وتغليب مصلحة المجتمع، لتفويت الفرصة على العصابة التى سعت إلى تحقيق تهديدات مبارك قبل خلعه: يا أنا يا الفوضى، واختار المأجورون ذكرى موقعة الجمل الأولى لارتكاب فتنة كروية بعد الفتن الطائفية التى صدروها لنا. مطلوب التصدى لسيناريو الفوضى وإعادة هيكلة السلوكيات ورأب الصدع، وإعلان الحقائق فوراً فى مجزرة بورسعيد ومجلس الوزراء وماسبيرو والداخلية وتقديم المسئولين الحقيقيين عنها للمحاكمة العاجلة، والاعتراف بأن هناك خللاً فى جهاز الأمن يؤدى إغفاله إلى هدم الدولة، وصياغة مفهوم جديد لرجل الأمن فى مصر، والقضاء على موروث «طابور العمل الثابت» الذى اعتمدت عليه وزارة الداخلية، فى التعامل مع الأحداث والذى يغلب عليه البعد الأمنى، وإعادة هيكلتها. إذا كان الخطأ هو مناط المسئولية فإن الداخلية ارتكبت خطأ جسيماً فى بورسعيد ظهر فى فشل مدير الأمن المتحفظ عليه فى وضع خطة أمنية تتناسب مع حساسية المباراة التىأقيمت بين المصرى والأهلى رغم حالة الاحتقان المعروفة بين جمهور الناديين واستغل المخربون الذين يبحثون عن نقطة الضعف فى الجسد المصرى الشحن الجماهيرى وأقاموا مجزرة للجماهير وأحدثوا فتنة بدأت من بورسعيد وانتقلت إلى السويس والإسكندرية ووسط القاهرة. كل أجهزة الدولة كانت لديها إخبارية بالأحداث المحتملة فى ستاد بورسعيد، هناك شكوك قوية فى تواطؤ بعض الأجهزة الأمنية لتحدث حالة من الانفلات الأمنى وعدم الاستقرار، ربما لتبرير إعادة العمل بالطوارئ مرة أخرى وكما أن هناك علامات استفهام حول أسباب حدوث هذه الفتنة الكروية مع مطالبات القوى السياسية للعسكرى بتسليم السلطة للمدنيين وتقصير الفترة الانتقالية1! هناك معلومات خطيرة وضعت يدها عليها لجنة تقصى الحقائق التى أرسلها مجلس الشعب الى بورسعيد برئاسة أشرف ثابت وكيل المجلس وعضوية عدد من الأعضاء تشير الى اعتراف بلطجية بتحريضهم من شخصيات عامة على ارتكاب مجزرة الاستاد، وأدلي هؤلاء البلطجية بتفاصيل مريبة للغاية، سوف يكشفها تقرير اللجنة عند مناقشته فى برلمان الثورة بعد انتهاء اللجنة من مهمتها، توصلت اللجنة الى وجود تراخٍ أمنى وتسيب وانفلات وتخطيط لارتكاب هذه الجريمة، ووصول أتوبيسات الى بورسعيد يوم المباراة تحمل أشخاصاً مجهولين، ومعلومات عن دخول سنج وآلات حادة الى الاستاد واستخدمت فى ذبح بعض الشباب، وإلقاء الجثث من فوق المدرجات، سيكون تقرير لجنة تقصى الحقائق هو حبل المشنقة السياسية الذى يلتف حول رقبة عدد من المسئولين الأمنيين ويطيح بهم من مناصبهم ويحيل بعضهم للمحاكمة، كما سيفجر مفاجأة عن الفلول الذين سيتم القبض عليهم فى موقعة الجمل الثانية وهم من الشخصيات المعروفة، إن مصر لن تسقط، وسيسقط كل الذين أرادوا لها شراً.