رأت صحيفة "الفاينشال تايمز" البريطانية إن أحداث بورسعيد الدموية قلبت الطاولة على الجميع في مصر وخصوصا المجلس العسكري وجماعة الإخوان المسلمين، التي تتهم بإبرام اتفاق في الخفاء مع المجلس لتقاسم السلطة والرضوخ للجدول الذي وضعه للانتقال إلى السلطة في يونيو الماضي رغم الاحتجاجات التي تطالبه بتسليم السلطة فورا. وقالت الصحيفة إن أحداث العنف في مصر وتجدد المظاهرات ضد المجلس العسكري الحاكم في أعقاب مقتل نحو 77 شخصا في مدينة بورسعيد في أعمال شغب مرتبطة بكرة القدم ألقت بظلالها على الأوضاع في مصر ووضعت المؤسستين الحاكمتين (العسكري و الإخوان) في موقف المدافع، وأججت العداء من جديد ضدهما. وأضافت إن حكام مصر من العسكر بدؤوا بالتحرك في أعقاب مقتل مشجعي كرة القدم في بورسعيد فقاموا بعزل محافظ بورسعيد والقوا القبض على اثنين من كبار مسؤول الأمن في المدينة بهدف امتصاص الغضب الشعبي. وأوضحت أن جماعة الإخوان المسلمين أيضا تواجه ضغوطا متزايدة لاتخاذ موقف صارم من الجنرالات الحاكمين، حيث يتهمها العديد من المصريين بالتوصل إلى تفاهم مع الجنرالات لتقسام السلطة معهم، وهو الاتهام الذي تسعى الجماعة إلى نفيه منذ مدة طويلة. وتشير الصحيفة إلى أن الجماعة حريصة كل الحرص على ضمان انتقال سلمي للسلطة من العسكر إلى الحكم المدني لأنها الفائز الأكبر في انتخابات مجلس الشعب، لذلك تسعى للرضوخ إلى املاءت العسكر حتى لا تخسر مكاسبها ولكن ما حدث في بورسعيد أجج نيران الغضب من جديد ضدها.