بين الدموع والدماء وقف شباب ألتراس مصر يطالبون بدماء أصدقاء الميدان الذين ماتوا وكان المقابل تشويه وإجحاد، فطبيعة عملنا الميدانى ومشاركتنا فى تغطية الأحداث المتتالية والتى عصفت بمصر فى الآونة الأخيرة جعلتنا نقترب أكثر من هؤلاء الملائكة، وياليتنا لم نقترب منهم فقلبنا يحترق من الحسرة على فراق رفقاء الميدان فى أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء هؤلاء خيرة شباب مصر. ثقتنا بهم بلاحدود نفرح لوصولهم لمشاركتنا فى المواجهات الدامية والتى راح ضحيتها أشجع وأنبل شباب الألتراس، يضحون بأرواحهم فداءً للوطن، ينقلون المصابين، هتافاتهم تصل للسماء إيمانهم بقضية وطنهم أهم مايشغلهم، اتهموا بتلقي أموال للمشاركة وتأجيج الاشتباكات مع الشرطة فى أحداث محمد محمود رغم أن نزولهم كان بدافع وطنيتهم وغيرتهم على أبناء بلدهم ومن المشاهد التى شاهدها العالم أجمع مشاهد الضرب والسحل التى تعرض لها أصدقاؤهم ورفقاء دربهم على يد قوات الشرطة والجيش هؤلاء هم شباب الألتراس الذى لايعرفهم الكثيرون من الشعب المصري . البداية كانت فى 25 من يناير عندما قامت قوات الأمن بحصار المتظاهرين عند منطقة بولاق الدكرور ولم ينجح أى من المتظاهرين فى اختراق الحاجز الأمنى وفى لمح البصر ظهر الملائكة فى رداء أحمر ليعلنوا التحدى ونجحوا في كسر الحواجز الأمنية وأصروا على حماية المظاهرة حتى ميدان التحرير. وفى 26 من يناير تكرر الموقف مع خصوم المدرجات أصدقاء الكفاح بعد أن خرجت بولاق أبو العلا عن بكرة أبيها فى مظاهرة حاشدة ولم تجد مؤزارة سوى من رابطة مشجعى الألتراس الذين تلقوا ضربات الأمن وبادلهم تحد بتحد وصفعة بصفعة. ويوم جمعة الغضب تصدر الملائكة عمليات الكر والفر فى ميدان عبد المنعم رياض، وعند منتصف الليل تقريبا عندما حاول "أبضايات" الشرطة إخلاء الميدان فقام شباب الألتراس بالالتفاف من شارع التحرير الموازى لمحمد محمود ونجحوا من جديد فى إجهاض مساعى الأمن للسيطرة على الميدان. ولايمكننا أن ننكر دور مواطن أو فصيل شارك فى الثورة إلا أنه فى 2فبراير مع بداية الهجمة الشرسة لموقعة الجمل وقف شباب الألتراس كتف بكتف وقلب بقلب مع النشطاء السياسين وشباب الإخوان فى التصدى لبلطجية دولة طرة، وفى 3 فبراير كان أول من تجرأ على التظاهر أمام مجلس الشعب شباب الألتراس الذين استشهدوا فى صمت وسعوا للاختفاء عن أنظار الحاضرين حتى لا يخشوا الموت وينسحبوا من الثورة . وتتوالى الأحداث ويتصدر دائما الصفوف هؤلاء الذين وصفوا بالبلطجية وكراهية البلاد والعمالة لصالح الأعداء، ففى أحداث مسرح البالون وبعد التنكيل بأهالى الشهداء نزل هؤلاء الخونة! ليدفعو الدم لحماية أهالي من دفعوا قبلهم الدم، وفى موقعة محمد محمود خاض هؤلاء الأبطال معركة الميدان ضد هجمات الشرطة والشرطة العسكرية، مرددين هتافات "تضرب بغاز تضرب برصاص ... من الموت مبنخافش خلاااص ..." "يسقط يسقط حكم العسكر.. إحنا الشعب الخط الاحمر" مش ناسين التحرير ياولاد ال...الثورة بالنسبة لكم كانت نكسة هنروح ونقول مين ظباطنا ...". وتتأجج مشاعر الألتراس على خلفية أحداث مجلس الوزراء فيكونوا هم أداة الثوار للدفاع عن أنفسهم بعد أن اعتلى البلطجية أسطح مجلس الشعب ولم يتمكن أحد من التصدى لهم، ويغلى الدم فى العروق ويظل الجميع صامتين إلا هم فانتفضوا بعد أن تعرت الفتاة ومع تطور الأحداث بمصر، وأحداث شارعي محمد محمود ومجلس الوزراء اللذين شهدا مصادمات بين الأمن والمتظاهرين، نجحت مجموعات "ألتراس أهلاوي" و"ألتراس وايت نايتس" في تأمين مداخل ميدان التحرير ضد محاولات رجال الأمن لاقتحامه، وتمركز أفراد الرابطتين أمام مدخل شارع محمد محمود الذي شهد الاشتباكات الدامية بين المتظاهرين والشرطة لمنع وصولهم إلى وزارة الداخلية، ليقوم الألتراس بالدور الذي كانت تقوم به جماعة الإخوان المسلمين خلال الاعتصام الذي بدأ بعد يوم 28 يناير وحتى تنحى مبارك عن رئاسة البلاد. وختاما وعلى غرار مسيرة جيفارا سقطت الملائكة فى بئر من الخيانة نصبه بلطجية مأجورين وعاونهم عليه رجال أمن شامتون ومجلس عسكر فارحون. نالوا الشهادة فى مباراة للكرة تلك التى كانوا يسعون إليها فى الميدان.