حذرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية من مغبة ما سمته "فيروس" العنف القبائلي "الذي بات يتهدد دولة جنوب السودان ، مشيرة الى أنه بعد مرور 6 أشهر على الاعلان عن استقلال دولة جنوب السودان في يوليو من العام الماضي تعاني الدولة الوليدة من توترات عرقية وسياسية تفجرت بعد تحقيق الوعد بالاستقلال والحروب التي خاضها الجنوبيون ضد الخرطوم. وقالت الصحيفة -في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت اليوم الثلاثاء - "انه على الرغم من أن كلا من الولاياتالمتحدة وحلفائها في الغرب قد أرسلوا المليارات من أجل مساعدة دولة الجنوب لكي تصبح قطبا مستقرا مواليا للغرب في منطقة يغلب عليها الارهاب ،غير أن الهجمات العنيفة والتي تزداد وتيرتها يوما بعد يوم قد أشعلت فتيل العنف القبائلي وتنذر بتقويض قدرة الحكومة التي تواجه بالفعل سيلا من التحديات "الشاقة". ونقلت الصحيفة عن هيلدي جونسون مدير بعثة الاممالمتحدة الى دولة جنوب السودان قولها "إن وقف العنف يتطلب عملية عسكرية فى غاية الاهمية كما سيتعين على الحكومة حينها أن تنقل قوات كبيرة مؤثرة من أجل بلوغ ذلك الهدف. وأشارت الصحيفة الى تدهور الاوضاع في قرية "ليكون جول" الواقعة في ولاية "جونجلي" في جنوب السودان قائلة "انه لم يعد هناك شىء لم يهدم أو يدمر ..فلم يترك لهب النيران كوخ الا ودمره الى جانب تدمير العيادة الصحية والمدرسة المتبقيتين في المدينة ...فالمئات إما قتلوا أو جرحوا والآلاف قد هربوا من منازلهم." ونوهت الصحيفة الامريكية الى أنه على الرغم من أن ولاية "جونجلي" قد عانت على مدى عقود طويلة من وطأة الفقر والصراعات المذهبية والسياسية وتدفق هائل من الاسلحة وتاريخ حافل من الغارات والمعارك بين القبائل ،غير أن سفك الدماء والاقتتال الدائر حاليا على الارض يبدو أكثر "شراسة" و"انتشارا" عن ذى قبل فقد تم هدم قرى ومدن بكاملها وتدمير بنيتها التحتية،لافتة الى تقارير الأممالمتحدة في هذا الشأن والتي رصدت نحو 208 هجمات أسفرت عن نزوح ما يفوق 80 ألف شخص.