هل الجماعة السلفية في مصر تخطط لإشعال فتنة وصراع طائفي في البلاد؟، هل يسعون إلى إشعال حرب أهلية بين المسلمين والمسيحيين من جهة، وبين الشيعة والسنة من جهة أخرى؟، هل السلفيون يعملون على تخريب مصر؟، هل سينجحون فيما فشل فيه جهاز أمن الدولة والموساد عبر السنوات السابقة؟، ما الذي سيحققه السلفيون من إشعال الصراع الطائفي والمذهبي؟، لمصلحة من زرع الكراهية والحقد بين المواطنين؟، من الذي يدفعهم إلى تخريب فكرة الأخوة في الوطن التي عاش المصري عليها آلاف السنين؟، ما الذي يريده مشايخ السلفية من مصر والمصريين؟. دخل السلفيون الحياة السياسية بالعديد من الآراء التخريبية، ربما لجذب الانتباه إليهم، وربما لكي يتعرف عليهم المواطن المصري، وربما لجهل بعضهم بأحكام الشريعة السمحاء، وربما لأجندة لا يعلمها سوى الله سبحانه وتعالى، هذه الآراء ادعوا أنها فتاوى شرعية وبثوها في مجالسهم وفى مواقعهم، فى هذه الآراء وضعوا أول بذور الكراهية والفتنة بين المواطنين، حيث كفروا المصري المسيحي، وطلبوا من المسلمين عدم مشاركتهم الأفراح والأحزان والأعياد، حتى التحية فى الطريق أو المجالس حرموها، وأفتوا بعدم عيادة مريضهم، وعدم السير في جنازة ميتهم، حتى مشاركتهم فى الأعمال التجارية حرموها، خلاصة القول إن السلفيين قاموا منذ البداية بعزل المسيحيين عن المسلمين، وزرع شعور الكراهية فى قلوب المسلمين تجاه المسيحيين، فهم كفرة ويسعون لهدم الدين الإسلامي وتشويهه، وعلى المسلمين ان يحذروا التعامل معهم. وللأسف الوضع لم يقف عند هذا الحد، بل انهم منذ أيام تركوا المسيحيين ودخلوا على المصريين الشيعة، وأصدروا أحكاما في هيئة فتاوى كفروا فيها الشيعة، وطالبوا فيها المصريين السنة بالحذر منهم، وعدم التعامل معهم. قبل أيام أصدر المصريون الشيعة بيانا بمناسبة فوز الإسلاميين السنة بأغلبية في البرلمان، حيث أكد شيعة مصر دعمهم لكافة النواب والأحزاب وفي مقدمتها الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية السنية وأحزابهم العريضة والعديدة وقالوا إن تلك الأحزاب «تمثل الطيف المختلفة ألوانه وأفكاره والذي يجمعه حب الوطن والأرض واللغة». المتوقع أمام هذا الكرم المصري الشيعي، أن تصدر الأحزاب ذات المرجعية الدينية بيانا تشكر فيه شيعة مصر، وتحث فيه على الوحدة والأخوة في الوطن، لكن للأسف لم يصدر بيان بمثل هذا المضمون، بل صدر العكس من ذلك، اجتمع بعض مشايخ السلفية، وأصدروا بيانا حذروا فيه المصريين من إخوانهم المصريين الشيعة، ووصفوا فيه الفكر الشيعي بالفاسد، وطلبوا من المسلمين جميعًا(وليس المصريين فقط) أن يقفوا يدًا واحدةً ضد الفكر الشيعي الذي بدأ يتسلل إلى البلاد، وحذر المسلمين من الوقوع في عقيدتهم الفاسدة التي منها النيل من الصحابة رضوان الله عليهم وأمهات المؤمنين». والمؤلم أن هذا البيان ليس فكرة وليدة الساعة، بل إن مشايخ السلفية قد كرسوا للكراهية هذه منذ فترة من خلال ما اسموه بالفتاوى الشرعية، حيث كفروا وحذروا من الشيعة مثلما كفروا وحذروا من المسيحيين، على سبيل المثال: تلقى الدكتور سعيد عبدالعظيم أحد مفكرى ومشايخ وقيادات السلفية، سؤالا من أحد شباب الجماعة السلفية، فى غاية الغرابة: هل يجوز قتل رجل شيعي إذا رأيناه يمشى وسطنا في الطرقات؟. رد عليه الدكتور سعيد قائلا: لا يجوز قتل الشيعي إذا رأيناه وسطنا في الطرقات، والتعذير بقتل المفسدين في الأرض إنما هو للإمام ونائبه، ولابد من إقامة الحجة الرسالية ودرء الشبهات وقطع المعاذير». والأخ سعيد فى رده هذا لم ينكر علي الشيعي كفره، ولم يرد السلفى عن كراهيته وحقده، بل طلب منه أن يترك قتله لولى الأمر، لو تركنا الأخ سعيد إلى الأخ ياسر برهامى، نجده حرم المشاركة فى بناء مسجد للشيعة، وأكد للسائل:«فبناء مسجد على البدعة والضلال الذي عليه الشيعة الرافضة منكر من المنكرات»، كما حرم زواج السنية بالشيعي:«فالشيعي الاثنا عشري مبتدع من شر أهل البدع، وعندهم عقائد كفرية كثيرة .. فليس كفئًا للمسلمة السنية؛ لأن الكفاءة في الدين معتبرة اتفاقًا؛ فلا يجوز لها أن تقبله زوجًا»، كما حرم انتخاب الشيعي لمجلس الشعب:«فانتخاب مثل هذا الرجل محرم، ومنكر عظيم، ومن يقول بتحريف القرآن كافر، وسب أبي بكر وعمر -رضي الله عنهما- من أعظم الكبائر، بل حقيقته قول الكفر؛ فإن أصر بعد قيام الحجة كان مرتدًا». خلاصة القول: نسأل قيادات السلفية: هل تخططون لحرب أهلية؟، هل تسعون إلى تخريب البلاد؟، هل تعملون على زرع الكراهية والحقد بين المواطنين؟.