رأت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية أن دخول عنصر الدين في الثورة السورية يطغى على مسيرة الديمقراطية بها، لأن الصراع في سوريا دخل في مرحلة ال "الصراع الطائفي المسلح" وبدأ يخرج من كونه قضية وطنية موحدة وانتفاضة شعبية ضد الاستبداد والقهر إلى التشرذم". وأكدت الصحيفة على أن خط الصدع الطائفي ينمو بوضوح مع اشتداد الصراع في سوريا، بين "العلوية" التي يهيمن عليها الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه وبين "السنية" التي تمثل أغلبية الشعب السوري، الذي يقود الانتفاضة الثورية للتغيير. وشددت الصحيفة على أن اعتماد النظام السوري على المليشيات العلوية والمعروفين بالشبيحة للمساعدة على قمع 10 أشهر من الانتفاضة السورية، يواجه عدد من عناصر قوات المنشقين عن الجيش السوري والمعروفين بالجيش السوري الحر، والذين يحملون الهوية السنية كأغلب السوريين. وتستمد الطائفة العلوية التي تُعد أقلية في سوريا بعض التقاليد الشيعية، ويعتبرها رجال السنة المحافظين خارجة عن الأصول المعروفة للشريعة. ومع نظام الأسد الذي لا يُظهر أي مؤشرات على رضوخه للضغوطات المحلية والدولية، فإن الانتفاضة السورية في خطر واضح بعد دخول مرحلة الصراع الطائفي المسلح بين السنة وبين العلوية وحلفائها الشيعة مثل إيران وحزب الله في لبنان، وليست باعتبارها انتفاضة شعبية ضد الاستبداد العلماني. ويقول رامي خوري، مدير معهد عصام فارس للسياسة العامة والشئون الدولية في الجامعة الأمريكية ببيروت في لبنان: "هناك دليل واضح لا يمكن تجنبه تشير إليه الطريقة التي تسير عليها الأمور في المنطقة بأسرها، وهو أن إيران وحزب الله والنظام السوري قد أصبحوا قوة واحدة أصبحت كعدو للمعارضة السورية ذات الأغلبية السنية".