تساءلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية عما إذا كان تنظيم القاعدة متورطا فى الانتفاضة الشعبية فى سوريا. وقالت الصحيفة "رغم الاتهامات التى وجهها نظام الرئيس السورى "بشار الأسد" للقاعدة، بأنها وراء التفجيرات الأخيرة التى وقعت فى دمشق، إلا أن بعض المحللين يشككون فى ذلك". وأشارت الصحيفة إلى أن النظام السورى يصر على أن الاحتجاجات الشعبية المندلعة فى البلاد منذ 10 أشهر، تمول وتدار من خلال جماعات إرهابية فى الخارج، وعلى رأسها تنظيم القاعدة، وتعززت اتهامات النظام السورى، بالإنفجارات الثلاثة التى هزت دمشق خلال شهر وأوقعت 70قتيلا. وأكدت الصحيفة رغم أراء المحللين بعدم وجود دليل حتى الآن على تورط القاعدة أو أيا من الجماعات التابعة لها فى النزاع السورى، إلا أن النظام السورى له تاريخ غامض فى العلاقة مع الحركات الإسلامية السنية، ففى أوقات يكون الراعى لهذه الميليشيات، وأوقات أخرى يكون العدو اللدود لها. ورأت أن انزلاق سوريا إلى حرب أهلية من شأنه أن يوجد موقعا للقاعدة وحلفائها وفروعها المتنوعة فى سوريا. ونقلت الصحيفة عن "عماد سلامى" أستاذ العلوم السياسية فى الجامعة الأمريكية اللبنانية فى بيروت قوله "إنه لا يوجد دليل واحد على مشاركة القاعدة أو أيا من فروعها فى الثورات التى إنطلقت فى بلدان الربيع العربى لإزاحة الأنظمة المستبدة". وأضاف أن قادة هذه الدول يبالغون فى دور القاعدة فى الحركات الاحتجاجية، بهدف تشويه المعارضة لخدمة مصالحهم". ونقلت الصحيفة عن الشيخ "عمر بكرى" عالم الدين السلفى اللبنانى، قوله "إن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل، قرر عدم التورط فى الانتفاضات الشعبية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وذلك قبل وفاته فى غارة أمريكية على منزله فى باكستان فى مايو الماضى". وأضاف "عمر" إذا طلبت السنة فى سوريا مساعدة القاعدة ، فأن عناصر القاعدة سينتشرون فى كل مكان فى سوريا، إلا أن السنة السوريين لا يفضلون العنف فى مظاهراتهم السلمية، ومع ذلك فإن القاعدة تؤيد المعارضة السورية التى ينتمى أغلبها الى السنة والذين يشكلون الاغلبية فى البلاد، فى حين تتحكم الاقلية العلوية فى مقاليد الحكم. ورأت الصحيفة أن النزعات الطائفية سبب تأجج الصراع فى البلاد، حيث ينظر بعض السنة السوريون المحافظين إلى الطائفة العلوية الشيعية على أنهم مرتدون. وقالت الصحيفة إن الدكتور "أيمن الظاهرى" الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة، أشاد فى شريط فديو مسجل ظهر فى يوليو الماضى بالانتفاضة السورية، إلا أنه أعلن عدم مشاركة القاعدة فى الأحداث. فى حين دعا "أسامة الشهابى" زعيم جماعة "فتح الاسلام" اللبنانية الجهادية المنبثقة عن القاعدة فى نوفمبر الماضى، إلى الجهاد المسلح ضد النظام السورى. و صدرت فتوى من الشيخ "ابومنذر الشنكيتى" على موقع "منبر التوحيد والجهاد الجهادى" على الإنترنت بإجازة إستخدام القوة ضد نظام "الأسد" . واستعرضت الصحيفة تاريخ علاقة النظام البعثى السورى بجماعة الإخوان المسلمين السنية التى قادت حملة اغتيالات وتفجيرات ضد النظام فى الثمانينات من القرن الماضى، قبل المذبحة التى ارتكبها النظام فى "حماة" ضدهم فى عام 1982 . وقالت الصحيفة: رغم أن النظام البعثى علمانى، إلا أنه تحالف مع الجماعات الاسلامية فى كثير من المراحل، لأهداف تكتيكية، كما أنه تحالف مع النظام الإيرانى الشيعى على مدار ثلاثة عقود، من أجل المصلحة. وتحالف مع القاعدة خلال الحرب الأمريكية على العراق فى عام 2003 وكانت سوريا منفذا لدخول عناصر القاعدة إلى العراق. كما دعم الجماعات الإسلامية الجهادية فى لبنان ضد الحكومة الموالية للغرب عام 2006 والتى أسست جماعة "فتح الاسلام" الجهادية فيما بعد، ونفذت العديد من العمليات ضد الجيش اللبنانى، والتى تنادى اليوم بالجهاد ضد النظام السورى. وختمت الصحيفة بأنه فى حالة اندلاع حرب اهلية فى سوريا، فإن البيئة ستكون نموذجية للقاعدة وغيرها من الجماعات الجهادية التى ستكون فى مقدمة الحرب، خصوصا أن المنطقة التى توجد بها إسرائيل من المناطق الحساسة.