"كعك وبسكويت وغُريبة".. حلويات العيد التي باتت تنتظر من يحنو عليها مع اقتراب عيد الفطر المبارك إلا أن غلاءها جعلها خطًا أحمر أمام المارة الذين اكتفوا بالنظر للكعك وغيره من دون الاقتراب منه. تبدل المشهد الذي اعتادت عيناك أن تراه في ذلك التوقيت، فكانت المحال والمخابز قبل موجه الغلاء تمتلئ بالمعيدين قبل انصرام شهر رمضان بأسبوع على الأقل لشراء كل ما لذ وطاب للاحتفال بعيد الفطر المبارك، ولكن بعد ارتفاع الأسعار سادت حالة من الركود والهدوء جميع المتاجر. رصدت "بوابة الوفد" أسعار الكعك والبسكويت ببعض محال الحلوى والمخابز في منطقة الدقي، ومدى إقبال المواطنين على الشراء. فرحة مخطوفة يأتي العيد ذلك العام وقد فقد جزءًا من رونقه لدى كثير من المواطنين بسبب عزوفهم عن شراء كعك العيد واكتفائهم بما أنفقوه خلال شهر رمضان. في السياق ذاته أكدت ناهد محمد، بائعة بأحد المخابز، أن إقبال المواطنين ضعيف مقارنة بالسنوات الماضية، مشيرة إلى أن ارتفاع الأسعار كان السبب في عزوف بعض الطبقات عن شراء حلوى العيد. وأوضحت محمد، أن كيلو الكعك ارتفع ليسجل 80 جنيهًا، والكعك المحشو باللوز 120 جنيهًا، وبلغ كيلو البسكويت 60 جنيهًا، وكلًا من الغريبة والبيتي فور 80 جنيهًا. أشارت نور جمال، بائعة بمخبز في الدقي، إلى أن هناك بعض "العلب المشكلة" التي يلجأ إلى شرائها الكثير من المواطنين لاحتوائها على جميع أنواع الحلوى، وأسعارها تكاد تكون معتدلة، على حد قولها. أضافت جمال، أن أسعار العلب تبدأ من 50 جنيهًا، التي تكفي لفردين في بداية حياتهما، وأخرى تبلغ 75 جنيهًا، وغيرها 110 جنيهات حتى 255 جنيهًا. غضب التجار "كنت بنزل بسكويت وكعك العيد ب300 ألف، لكن السنة دي مجبتش بنفس الكميات، ومافيش بيع مع الغلاء اللي بقينا فيه، كيلو الكعك كنا بنبيعه ب50 جنيهًا، دلوقتي عدا ال100 جنيه، في بعض المحال، الأسعار بقيت لا حول لها ولا قوة، ولسة هتزيد تاني مع دخلة العيد"، هكذا أعرب محمد شعبان عن استيائه من ارتفاع الأسعار التي أثرت عليه كتاجر. أكد شعبان أن غلاء مكونات الكعك والبسكويت كالسمن واللبن والدقيق عامل أساسي في ارتفاع أسعارها هذا الموسم، مشيرًا إلى أن تلك الزيادة كانت سببًا في انخفاض نسبة البيع من 95% إلى 5% قبل أيام قليلة من عيد الفطر المبارك. وفي مشهد آخر هناك بعض محال الحلوى التي كان لديها طقوس عمل "كعك العيد"، ولكن كان العزوف ذلك العام لافتتهم بسبب ارتفاع الأسعار. مشاركة وجدانية اعتادت السيدة هدى جرجس شراء الكعك لأولادها في كل عام، كي تشارك المسلمين أعيادهم، فضلًا عن شراء ملابس العيد لتدخل البهجة على قلوب أطفالها، إلا أنها لاحظت غلاء الأسعار بصورة مبالغ فيها، الأمر الذي جعلها تقلل من الكميات التي كانت تشتريها من قبل. وطالبت جرجس الجهات المسئولة بضرورة التشديد على رقابة الأسواق، خصوصًا في المواسم والأعياد لتجنب وقوع المواطن فريسة لجشع التجار.