نصحت صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكيةواشنطن أن تكون علاقتها مع مصر الجديدة التي يقودها الإسلاميون على قدر تحقيق مصالحها ورغباتها، وألا تتخذ مواقف مسبقة قبل أن ترى كيف سيديرون البلاد، وكيف سيلتزمون بالاتفاقات الدولية وخاصة معاهدة السلام مع إسرائيل؟، وحفاظهم على التعددية السياسية والحقوق الدينية للأقليات، حتى لا تخسر مصر الحليفة القديمة وأحد أهم حلفاء أمريكا في المنطقة. وقالت الصحيفة من وجهة النظر الأمريكية إن الوضع السائد في مصر حاليا هو "كابوس" فبعد عام واحد من إطاحة ميدان التحرير بالطاغية يستعد الإسلاميون للاستفادة من "سلطة الشعب"، حيث ثبت عجز الليبراليين أو العلمانيين في حجز مقاعد تذكر في البرلمان الجديد، واكتساح الأحزاب الإسلامية سواء "الحرية والعدالة" أو "النور" لثلاثة أرباع البرلمان، ومع تصريحاتهم حول احترام التزامات مصر الدولية، يمكن لقادة أمريكا عدم تجاهل حقيقة أن الشراكة الأمنية بين واشنطنالقاهرة التي استمرت لأكثر من 30 عاما في خطر شديد. وأضافت أن بعض الخبراء يقولون إن صعود الإسلاميين للحكم سوف يدفعهم نحو الاعتدال، إلا أن التجربة تشير إلى خلاف ذلك، وما التجربة الإيرانية ببعيد، ويشير آخرون إلى أنه إذا كانت الولاياتالمتحدة قد بنت علاقات أمنية وثيقة مع بلدان مسلمة أكثر تحفظا مثل السعودية وقطر، فإنها بالتأكيد قادرة على ذلك مع جماعة الإخوان في مصر، لكن القاهرة مختلفة جدا، فالرواية الإسلامية للقتال من أجل البقاء ضد القبضة الحديدية لحاكم فاسد مدعوم من الولاياتالمتحدة، جلب العداوة لها، بجانب أن مناهضة الغرب ومعاداة إسرائيل، هو أمر مترسخ في الحمض النووي للجماعات الإسلامية المصرية. وعددت الصحيفة بعض المظاهر التي جعلتها تحذر من أن العلاقات الأمريكية المصرية من المرجح أن تعاني بشدة، ومن أبرز هذه المظاهر، أن جماعة الإخوان تعهدت بطرح معاهدة كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل للاستفتاء الشعبي، ومعروف مدى العداء في الشارع المصري لإسرائيل. وقالت الصحيفة ينبغي أن تكون رسالة واشنطن لزعماء القاهرة الجدد أن الولاياتالمتحدة سوف تقدم الدعم المباشر وغير المباشر، وغير المشروط بتعاونها في الحفاظ على السلام مع إسرائيل أو الحفاظ على التعددية السياسية والحقوق الدينية للأقليات، ويتعين على أمريكا تحديد علاقتها بناء على ما يقوم به حكام مصر الجديدة فعلا بشأن هذه القضايا.