وصفت صحيفة ( تليجراف) البريطانية, ظهور "حزب النور" بهذه القوة على المشهد السياسي بمثابة مفاجأة سياسية, على عكس فوز الإخوان المسلمين الذي كان متوقعا من قبل، وظهر دعم الصحيفة الواضح للإخوان باعتبارهم أفضل من السلفيين وأكثر تحررا منهم وفقا للصحيفة. وأشارت إلى أن حزب النور يحمل فكرا أكثر تشددا من الإخوان المسلمين, موضحة أن هذا الحزب الذي يمثل جماعة السلفيين, يتبني تفسيرا صارما للإسلام, زاعمة بأن مصدر صرامة الفكر السلفي هو اعتناقهم لفكرة "القرآن .. منبع الحريات". وأكدت الصحيفة أن الأهداف التي يسعى الحزب لتنفيذها, تقوم على تحويل مصر إلي دولة إسلامية يكون أساسها الشريعة الإسلامية، على حد زعم الحزب, مضيفة أن الحزب يعمل على تقييد الحريات الشخصية بما في ذلك حرية التعبير عن الرأي, والزي الخاص بالسيدات, وتقييد الفنون. وأشارت الصحيفة إلى إعطاء حزب النور فرصة للمرأة في المشاركة السياسية مؤخرا, حيث ظهرت اللافتات الخاصة بالمرشحات السيدات لحزب النور واللاتي حملن رمز الوردة بدلا من صورهن, وذلك لأن تناول الصور الخاصة بالسيدات ممنوع شرعا, فضلا عن أن المرشحات السيدات شغلوا آخر قوائم الحزب. وعلى الجانب الآخر, أوضحت الصحيفة أن الإخوان المسلمين والذين يمثلهم "حزب الحرية والعدالة", أكثر اعتدالا من السلفيين, وهم القوة السياسية الكبرى والمنظمة في مصر وظهر تفوقهم على القوى الليبرالية في مصر. وأظهرت الصحيفة أن نجاح القوة الإسلامية في الانتخابات البرلمانية يجعل مصر على طريق التحول بشكل كامل إلى دولة إسلامية, حيث إن القوة الإسلامية عزمت على تقسيم المقاعد البرلمانية فيما بينهم, فالإخوان عزموا الحصول على 45 % من إجمالي المقاعد البرلمانية و"حزب النور" على أكثر من ربع المقاعد. وأضافت الصحيفة أن المخاطر تزايدت في مصر بعد استحواذ القوي الإسلامية على البرلمان, ومما يدعي للقلق, أن البرلمان الإسلامي الجديد هو من سيشرف على وضع الدستور الذي ستسير عليه البلاد.