تحولت البرامج والفضائيات الرياضية في الفترة الأخيرة إلي ساحة للحرب السياسية ومنبراً سواء لمؤيدي ثورة يناير مثل هادي خشبة وكافة فريق عمل ميلودي سبورت التي يملكها الثنائي جمال مروان وإيهاب طلعت أحد مطاريد النظام السابق كما يطلق علي نفسه، الذي أعلن عن فك الشراكة بينه وبين مروان، وعلي النقيض من ميلودي تقف قناتا مودرن سبورت، وكورة، فالثنائي مدحت شلبي وأحمد شوبير اسمان بارزان في القوائم السوداء التي أعلن عنها ثوار ميدان التحرير علي نغمة الثورة العظيمة من خلال الاهتمام بالأخبار السياسية في برامجها واستضافة المرشحين في الانتخابات.. أيضاً تحولت البرامج والفضائيات الرياضية إلي ساحة للألفاظ التي تخدش الحياء وبدلاً من أن تعمل علي نشر الروح الرياضية، أصبحت منبراً لتصفية الحسابات بين مجموعة من الإعلاميين ونجوم الكرة السابقين وأيضاً التحيز لناد علي آخر ونشر ثقافة التعصب والتحريض. والحقيقة أن الفضائيات الرياضية قد أفلتت من الإيقاف أو توجيه لوم لها من قبل وزارة الإعلام المصرية في عصر الرئيس السابق وبسبب هذا طالب نقاد الرياضة والإعلام بإطلاق ما يعرف عالمياً بجهاز البث المرئي والمسموع الذي سيكون بديلاً عن المنطقة الإعلامية الحرة وهيئة الاستثمار التي تشرف حالياً علي إطلاق الفضائيات المصرية وإعطاء كافة التصاريح الرسمية الخاصة بها، حيث من المفترض أن يكون جهاز البث المرئي والمسموع الجهة المسئولة عن منح التراخيص للفضائيات، والسماح لها بالعمل داخل مصر ومراقبتها، وتوقيع العقوبات عليها في حالة المخالفة بخلاف تنظيم ومتابعة ورقابة كل ما يتعلق بالنشاط الفضائي بثاً، وإنتاجاً وتوزيعاً واستهلاكاً، ووضع أكواد خاصة لمحتوي المادة المذاعة والمعلنة بما يتضمن مصالح الجمهور، ويحفظ في الوقت نفسه مصالح منتجي وناقلي وموزعي تلك الخدمات في إطار المنافسة المشروعة. ويعتقد الخبراء أن هناك عدة أسباب لهذه الفوضي في مقدمتها أن الفضائيات والبرامج الرياضية اعتمدت علي اللاعبين المعتزلين في تقديم البرامج وهم لم يتعلموا أساليب وأسس مهنة تقديم البرامج أو الظهور علي شاشات التليفزيون، لأنها مثل أي مهنة لها مقوماتها وضوابطها. ويشير الخبراء إلي أن التنافس بين القنوات الرياضية أدي إلي حدوث مشاحنات عنيفة بين الإعلاميين مع عدم وجود ضوابط في كل التفاصيل المتعلقة بالعمل الإعلامي، حيث لا توجد معايير وضوابط فكل شيء مباح ومتاح لأي شخص، سواء كان متخصصاً أم لا. وأوضح الخبراء أن الإعلام من المجالات القليلة التي تقبل بالدخلاء علي عكس تخصصات أخري مثل الطبيب والمهندس، فهذه المهنة لا تسمح بهذا الخلل وتحترم التخصص، مؤكدين ضرورة أن تكون لدينا معايير لمن يعمل بالإعلام الرياضي وألا يأتي من يحمل شهادة الإعلام في آخر القائمة. ويضيف الخبراء يجب ألا يقدم البرامج الرياضية كل من ارتدي «شورت وفانلة» لأن الإعلام علم له أهميته في جميع أنحاء العالم وله نظريات وأسس وقواعد.. فأصبح كل اللاعبين المعتزلين الذين اتجهوا لتقديم البرامج يطلقون علي أنفسهم إعلاميين وهذا خطأ تقع فيه كل القنوات الفضائية، لأنه من المفترض أن يكون الإعلامي محنكاً ويمتلك أدوات تقديم البرامج، لأنها مهنة ذات مهارات خاصة، تحتاج لتدريب ودراسة ودورات في فن الإلقاء، خاصة أن كل حركة علي الشاشة لها مدلول معين، لكن تجاهل كل هذا كان وراء الفوضي والتجاوز غير اللائق علي الشاشة والتلفظ بألفاظ بذيئة.. ويضيف الخبراء: إلي جانب هذه الفوضي هناك ما هو أخطر هو انحياز بعض مقدمي البرامج الرياضية إلي طرف علي حساب الآخر وترجع الخطورة إلي قوة تأثير هذه البرامج، خاصة أن جمهورها من كافة المستويات الاجتماعية والثقافية، وطالب الخبراء اتحاد الإذاعة والتليفزيون بعقد دورات تدريبية لمقدمي البرامج الرياضية لتطوير أدائهم حتي يساهموا في انتشار الروح الرياضية لدي الجمهور وأيضاً القنوات الخاصة التي بدأت في تزايد بعد الثورة وغاب عنها أدب الحوار.