علمت من بعض أهل الضبعة أن معارضتهم لإقامة المحطة النووية علي أراضيهم نابع عن علمهم خطئا أن هذه المحطة ستؤدي إلي دمارهم وهلاكهم لو تم قصفها كما ستؤدي إلي انتشار أمراض السرطان بينهم هذا بالإضافة أن المياه الجوفية التي يعتمدون عليها في شربهم وزراعتهم ستلوث إشعاعيا . ليس هذا فقط بل أن أطفالهم سيصابون بالسرطان حتي أن مستشفيات السرطان الحالية لن تستوعبهم ... وللأسف هذه المعلومات اشتقوها من جيولوجي وطبيبة وغيرهم من غير المتخصصين بالعلوم النووية والتكنولوجيا النووية وغير المتخصصين بالمفاعلات النووية .. تماما مثل مريض الرمد الذي يعالجه طبيب أسنان . هؤلاء الذي سولت لهم أنفسهم المريضة أن يشاركوا في جريمة ترويج معلومات مغلوطة وإشاعات كاذبة ليس لها أي أساس من الصحة. لقد عقد هؤلاء ، الذين يدعون العلم والتخصص ، الندوات والإجتماعات وأفهمو أهل الضبعة ؟ هذه المعلومات المغلوطة ، والسؤال لماذا نقل هولاء معلومات مغلوطة وخاطئة إلي أهل الضبعة ، ولماذا إثارة أهل الضبعة ودفعهم إلي ما فعلوه ؟ هل منهم من زار في حياته مفاعلا نوويا واحدا ؟ هل منهم من شارك في تشغيل مفاعل نووي ؟ هل كل من يستقي معلومة من الشبكة العنكبوتية يعتبر متخصصا ويسمح لنفسه بتضليل العامة ، بقصد أو بدون قصد ، ودفعهم إلي تدمير منشآت الضبعة وإرهاب من يقاومهم بالأسلحة النارية والمفرقعات والديناميت ... هل هؤلاء إذا قرأوا معلومة طبية في مجلة طبيبك أو علي صفحات الشبكة العنكبوتية إذا مرض أحدهم يعالج نفسه بنفسه ؟ بالطبع يذهب إلي طبيب متخصص . إذن لماذا غير المتخصص يسمح لنفسه بنقل معلومة خاطئة تشيع الفوضي وتتسبب في تدمير منشآت تقدر بمئات الملايين من الجنيهات ؟ ما الدافع إلي ذلك ؟ هل كان عن جهل منهم بعواقب ما يفعلونه ؟ أم أن وراءهم من يبغي هذه الفوضي وهذا الدمار أم لغرض في نفس يعقوب؟ أم هي مؤامرة لمنع دخول مصر عصر التكنولوجيا النووية ؟ أم هو طمع من رجال الأعمال في الأرض؟ .... أرجو من الجهات المسئولة البحث عن هؤلاء المضللين والتحقيق معهم ومعرفة من وراءهم . أما بخصوص هذه الأكاذيب والمعلومات المغلوطة فسأتناولها في مقالات قادمة بالفحص والتمحيص وبعرض المعلومات الصحيحة المقابلة لها. وننوه هنا أن بعض المسئولين بهيئة المحطات النووية قد وصلتهم رسائل عبر الهواتف النقالة تحمل أقصي ألفاظ السب والشتائم والتهديد بالقتل إذا استمروا في حديثهم عن الضبعة والدفاع عنها لصالح المشروع النووي ، وهو ما يلزم التحقيق فيها . ------------ خبير الشئون النووية و الطاقة كبير مفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية (سابقا) كاتب المقال حاصل علي جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الهندسية عام 1986 وحاصل علي نوط الاستحقاق من الطبقة الاولي عام 1995 وحاصل علي جائزة نوبل عام 2005 ضمن مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مناصفة مع الدكتور محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ذلك الوقت.