نصح الكاتب الأمريكى توماس فريدمان واشنطن اليوم الأربعاء في مقال له بصحيفة " نيويورك تايمز" واشنطن بأن تقدم صورة ثابتة وهادئة بشأن سياستها في التعامل مع الإسلاميين في دول الربيع العربي، مشيرة إلى أن سياسة الرجل الواحد- في إشارة للرئيس السابق حسني مبارك - التى اعتمدتها أمريكا فى التعامل مع مصر ولت الآن. وأضاف فريدمان في مقاله تعليقًا على زيارة بيل بيرنز، نائب وزير الخارجية الامريكي لمحمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة: "إن مصر ليست إيران، والإخوان المسلمين ليسوا نسخة من المسيحيين الديمقراطيين، فهناك عملية حراك سياسي تجرى الآن فى المجتمع المصرى". وأشار إلى التغيرات في مصر الآن تفرض على الأمريكيين تحديا صعبا لوضع سياسة متعددة الأطراف نظرا إلى أن الأحزاب الإسلامية التى فازت بالسلطة فى دول الربيع العربي تضم فى نسيجها كغيرها من الأحزاب الأخرى تيارات مختلفة بين معتدلين ووسطيين ومتشددين . وقال: "إن السؤال حول من من تلك التيارات سيتولى زمام الأمور يبقى سؤالا مفتوحا، ويجب على الولاياتالمتحدة أن تقدم للإسلاميين صورة ثابتة وهادئة تتسم بالصبر، فعلى سبيل المثال تؤمن الولاياتالمتحدة بالانتخابات النزيهة الحرة وحقوق الإنسان والمرأة والأقليات والسوق الحرة وحكم مدنى للجيش والتسامح الدينى ومعاهدة السلام المصرية- الاسرائيلية، وسنقوم بمساندة من سيحترم تلك المبادئ." اوضح: "إن السبيل الأفضل لكى يكون للامريكيين تأثير فيما يحدث يأتى عن طريق العمل على وضع مبادئ وأسس للطريقة التى سيتعاطون بها مع الإسلاميين والمؤسسة العسكرية فى مصر".مشيرا إلى أنه يجب على واشنطن ان تدعم المؤسسة العسكرية فى مصر لتنشئ دورا "بناءً" على غرار الدور الذى لعبته المؤسسة العسكرية فى تركيا. ولفت الكاتب الى ان: "الجيش يسعى لصياغة دور له فى مصر الجديدة بين رغبة فى حماية المصالح الاقتصادية وبين الحفاظ على هيبته وصورته كحامى للقومية العلمانية فى مصر". واختتم المقال قائلا: "إن أيام التعامل مع مصر باتصال هاتفي واحد لرجل واحد مرة واحدة فقط قد ولت. وسوف يتطلب الامر الآن الكثير من الدبلوماسية ".