"هناك مشروعًا جديدًا يهدف للقضاء نهائيًا على مثل هذه السلوكيات غير الحضارية.. سيتم بناء مدخل جديد للهرم من ناحية طريق الفيوم بميزانية 350مليون جنيه، وسيتم إرفاقه ب"طفطف" لنقل السائحين والزوار، إضافة إلى تخصيص مكان للباعة وأصحاب الخيول والحناطير،..كل ذلك سيكون خارج حرم الهرم، وسيمنع دخول الباعة للهرم نهائيًا، وسيتم الإعلان عن الانتهاء من المشروع بالكامل في بداية 2018، هكذا علق أشرف محي الدين، مدير عام منطقة آثار الأهرامات، علي التعامل غير الراقي وعلميات النصب والمضايقات التي يقوم بها الباعة وأصحاب الخيول والجمال تجاه السائحين القاصدين منطقة الأهرامات وحتى المصريين. فبمجرد دخولك لبوابة الأهرامات وعلى بعد خطوات من أكشاك بيع تذاكر الدخول، يصطف عدد من أصحاب الجمال والخيول، محاولين إقناع الوافدين على منطقة الأهرامات سواء الأجانب أو المصريين لركوب الخيول والجمال والدخول بها إلى الهرم، مقابل أجر يتم تحديده طبقًا لهيئة الزائر سواء كان مصريًا أم أجنبيًا. شيء من الرسمية يحاول أصحاب الخيول والجمال اصطناعه لإيهام الزائرين كونهم ضمن برنامج زيارة الأهرامات ويقدمون خدمة تسهم في إمتاع الوافدين علي المنطقة، يهرولون الي السيارات التي يستقلها أصحابها أثناء رحلتهم لزيارة الأهرامات ويشيرون بأيديهم، ويرددون عبارات توحي إليك بمجرد سماعها أنهم من موظفي هيئة الآثار، قائلين بصوت حاد ورسمي:" دخول الأهرامات من البوابة دي، بداية الرحلة من هنا.. تعال أركن العربية في المكان ده، تعال من هنا عشان التذاكر". إذا كنت أتيت لزيارة الأهرامات من قبل ستتجاهلهم وتكمل طريقك ؛ سيكررون السؤال لإقناعك بطرق مختلفة وسيقومون بالسير بجوارك لمدة طويلة إلى أن تخرج من صمتك معلنًا رفضك بلهجة قد تسبب لهم مشاكل مع شرطة الآثار وحال فقدانهم الأمل سيعودون لاصطياد زائر آخر . على يمين الطريق المؤدي لأكشاك بيع التذاكر ينتشر عدد من الضباط وأمناء شرطة السياحة خصيصًا للسيطرة على هذا الوضع وللتصدي للمضايقات التي يمارسها هؤلاء علي الوافدين، فلا تمر 10 دقائق، إلا ويتكرر مشهد قيام ضابط شرطة بمطالبة أصحاب الخيول والجمال التعامل بأسلوب راقٍ مع الوافدين وعدم ممارسة مضايقات للأجانب، والالتزام بالمنطقة المخصصة لهم والتي يأتي إليها الراغبون في ركوب الجمال والخيول برغبتهم وليس بالإجبار وممارسة المضايقات. بمجرد تخلصك من مضايقات أصحاب الخيول والجمال وإلحاحهم، وشرائك تذكرة الدخول، تشعر وكأنك حققت عبورًا مجيدًا للبوابة دون تعكير مزاجك من قبل هؤلاء، وقبل أن تتهيأ للانطلاق في رحلتك والاستمتاع بالحضارة والتاريخ، ستتفاجأ بالعشرات من الباعة يعرضون عليك شراء قبعات وأغطية للرأس، وتماثيل وحلي، ومشروبات، وورق بردي، والكثير من البضائع الذين يحملونها على أيديهم ، طرق تعاملهم مع الوافدين توحي برسالة فحواها "لن تعبر المنطقة دون شرائك اي من المعروضات حتى وان كنت غير راغب في ذلك فهي سبيلك للتخلص من المضايقات، والتعامل بشكل غير لائق قد يصل لاعتراض طريقك". على يمين الهرم الأكبر خوفو ستجد خيولًا وحناطير وجمالًا أخرى، أجبرتهم الشرطة على عدم التجول في المنطقة.. تأتي الزبائن وتختار بحريتها الركوب والتجول بالحنطور أو كما يحلو لها، ولكن بعضهم بعد أن ينتهي من جولته من الزبائن يختبئ في مكان آخر بعيدًا عن أعين الشرطة في مقدمة الهرم ويبحث عن زبائن أخرين، وبمجرد رؤيته لعدد من الأجانب يقف في طريقهم بعربته ليمارس حلقة المضايقة من جديد وإجبار السائحين علي الركوب. وأمام مدخل الهرم خوفو تجد طريقًا مرتفعًا من الخشب يجب أن تسير عليه حتى تصل إلى السلالم التي توصلك إلى داخل ممر الهرم الأكبر، وبالتالي يمرعلى هذا الطريق الكثير من الزائرين الأجانب ولا يمكن أن تمر من هناك أيضًا إلا بعد أن يوقفك كل دقيقة أحد البائعين ليأخذ من وقتك مالايقل عن 5 دقائق لتشتري بضاعته التي يعرضها، ان أردت التخلص من مضايقاته. تعامل الأجانب مع هؤلاء الباعة يوحي بفهم السائحين لطبيعة البائعين، ورغبتهم في استنزاف أمولهم وبيع المنتجات بأسعار مرعبة جدًا، فمجرد اقتناع السائح بتمثال معين، او ورقة بردي او مخطوطة، أو رغبته في الشراء للتخلص من المضايقات، ستجد أن عددًا من الأجانب يعطون ظهرهم للبائع عندما يخرجون الأموال، لكي لا يرى البائع كمية الأموال الذي يحملها الأجنبي، ويخرج على راحته ما يريد أن يعطيه للبائع ثمنا للتمثال او المخطوطة التي اشترها، وبعد كل ذلك يرفض البائع هذه الأموال ويطلب المزيد، وتبدأ حلقة المضايقة مرة أخرى في الفصال بين مايريد الأجنبي أن يدفعه، والأموال الذي يريدها البائع. وسائل وسبل الخداع لم تنتهِ بعد فما زال هناك الكثير والكثير منها، فهناك عدد من الشباب داخل منطقة الأهرامات، يمارسون وسائل جديدة لاستنزاف أموال المصريين والأجانب من بينها التقاط صورة وكأنك تقبل أبو الهول أو تضع يدك بشكل معين وكأنك اكبر من الهرم، او ترتدي زيًا عربيًا او تجلس أمام الأهرمات في شكل فرعوني.. تتخيل لوهلة عقب مساعدة هؤلاء لك للاستمتاع برحلتك أنه عمل مجاني ، لتفاجئ بطلب هؤلاء الشباب مبالغ مالية مقابل ذلك، وبالتالي يدفع الأجنبي وهو مقتنع لأنه لا يعلم عن هذا الأمر شيئًا، وليتخلص من المضايقات. ولأن المضايقات صارت أسلوب حياة بالنسبة للبائعين وطريقة لكسب المال، لجأت شرطة السياحة لحيلة جديدة رغبة في منع تلك المضايقات والحد منها، فيقف عدد من رجال الشرطة خصيصًا داخل منطقة الأهرامات لمنع مضايقة الزائرين من قبل البائعين وأصحاب الخيول و"الحناطير"، يقف أحدهم بعيدًا يرى المشهد كاملًا من أعلى، ويمسك ب"صافرة"، وعندما يرى أحد المضايقات يطلق عددًا من الصفارات لتحذير البائع، ويأمره بالابتعاد عن الأجانب. وقال أحد البائعين: إن جميع هؤلاء البائعين مرخصين وتعرفهم الشرطة جيدًا، وكان عدد البائعين غير المرخصين أكثر بكثير الفترة السابقة، ولكن الشرطة سيطرت على الموقف وحسمته بسبب الزيارات الرسمية الكثيرة التي تأتي هذه الأيام إلى منطقة الأهرامات، مؤكدًا أن عدد الباعة كان أكثر بكثير قبل ذلك. وقال أشرف محي الدين، مدير عام منطقة آثار الأهرامات: إن الوضع حاليًا في المنطقة يعتبر أفضل بكثير على جميع النواحي الأمنية والسياحية والتنظيمية والتطويرية وغيرها، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من المشروعات التي ستنفذ في القريب العاجل وأخرى على المدى الزمني البعيد، وأن عدد السائحين قد حقق أفضل معدل في هذه الأيام. وأكد محيي، في تصريحات ل"بوابة الوفد"، أن هناك مشروعًا جديدًا يهدف للقضاء نهائيًا على مثل هذه السلوكيات غير الحضارية، وأنه سيتم بناء مدخل جديد للهرم من ناحية طريق الفيوم بميزانية 350مليون جنيه، وسيتم إرفاقه ب"طفطف" لنقل السائحين والزوار، إضافة إلى تخصيص مكان للباعة وأصحاب الخيول والحناطير، وشاشة عرض سينمائية لعرض أفلام عن الآثار. أوضح أن كل ذلك سيكون خارج حرم الهرم، وسيمنع دخول الباعة للهرم نهائيًا، وسيتم الإعلان عن انتهاء الجزء الأول من هذا المشروع في نهاية مايو، والانتهاء من المشروع بالكامل في بداية 2018.