رفض الشعب المصرى بكافة فئاته الهجمة الشرسة التى يقودها البعض عبر وسائل الإعلام، ضد مؤسسة الأزهر الشريف وشيخها الجليل فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، بحجة تجديد الخطاب الدينى، لاسيما بعد حادث تفجير كنيستى طنطا والإسكندرية الأحد الماضى. وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، إن الهجوم الحالى على الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية يتبع أسلوبًا غير منهجى، فى ظل تجاهل واضح لثقافة العصر- بحسب قولها. وأضافت أستاذ العقيدة والفلسفة فى تصريحات ل«الوفد» أن رفضها الهجوم والنيل من المؤسسة الدينية، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر لا يعنى الإعفاء من المسئولية، مطالبة بمزيد من النشاط والعمل فى قضية الخطاب الدينى، ومواجهة الأفكار المتطرفة. وذكرت «نصير» أنه لا يوجد عمل بشرى دون سلبيات، إلا أن هناك من يحمل كافة الأخطاء على المؤسسة الدينية، ويتناسى دور المؤسسات الثقافية والتعليمية والتربوية، إلى جانب الدور الأكبر وهو دور الأسرة فى التربية القويمة وإدراك المفاهيم الصحيحة للدين. واختتمت «نصير» تصريحاتها قائلة «كفانا البحث عن شماعة واحدة لتعليق الأخطاء عليها، ونرفض النيل من الوطن بأكمله ممثلًا فى رموزه الدينية، وتشويه صورتهم، وهناك من يتخذ الأمر لمجرد الشو الإعلامى أو حب الظهور دون جدوى». قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية إن النيل من استقرار الوطن الذى يعيش فيه المسلمون والمسيحيون جنبًا إلى جنب يبدأ بتشويه الرموز الدينية، وانتقادها بشكل موضوعى، لمواصلة مخططات هدم المؤسسات الدينية ومن ثم إخلاء الساحة لأصحاب الأفكار المتطرفة. وأوضح «الجندي» فى حديثه ل«الوفد» أن العمل البشرى فى النهاية به أخطاء، لكن هناك من يتجاهل تحقيق نجاحات للقوافل الدعوية ومرصد الفتاوى والنشاط الذى يبذله الأزهر لمواجهة الفكر المتطرف وصولًا إلى تبنى حملة فى المقاهى الشعبية عبر رجال الأزهر لمواجهة تلك الأفكار. وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية أن النقد الحالى للأزهر الشريف وشيخه لم يكن نقدًا موضوعيًا على الإطلاق، حيث يستند لمجرد كلام مرسل، وترديد قضية الخطاب الدينى دون وعى أو رؤية أو طرح أفكار من قبل غالبية المنتقدين الذين يواصلون هجومهم. وصرح «الجندي» بأنه يؤمن بأن النهضة والتقدم لن يكونا إلا بتصحيح الأخطاء والنقد البناء الذى يكون بمثابة بداية للتصحيح، وليس النقد الهدام الذى نراه الآن بين الحين والآخر دون وعى أو إدراك لحقيقة الأمور، منتقدًا تبنى بعض نواب البرلمان لمشروعات قوانين تستهدف زعزعة استقرار منصب شيخ الأزهر قائلًا «أين كان هؤلاء النواب أثناء الدستور، ولماذا لا يحترم نص الدستور الذى نظم هذه المسألة ووافق عليه الشعب؟».