تعانى الوحدات الصحية بمحافظة سوهاج أشد المعاناة من عجز صارخ فى عدد الأطباء والممرضات والأجهزة والمعدات معظم هذه الوحدات تحوّل إلى خرابات بعد هجر المرضى لها، والبعض الآخر تحول إلى مراكز لتنظيم الأسرة والتطعيمات، حيث تُغلق أبواب هذه الوحدات فى تمام الساعة الثانية عشرة بالسلاسل والجنازير. ورصدت "الوفد"، عددًا من هذه الوحدات بالصور، والتقت عددًا من الأهالى للتعرف على المشاكل التى يعانون منها. كانت البداية من "نجع الفيما" بأخميم، والبالغ تعداد سكانها ما يزيد على 20 ألف نسمة، حيث تعانى الوحدة الصحية من تدني فى الخدمات كافة المقدمة لأهالى النجع، كما يقول محمد حمادى طبزة. أضاف "طبزة"، "يوجد عجز صارخ فى التمريض، ولا يوجد بها إلا طبيب واحد فقط، وتغلق أبوابها فى وجه المواطنين قبل صلاة الظهر مباشرة، ولا تقدم أى نوع من أنواع الخدمات الصحية إلا التطعيمات فقط، ما اضطر الأهالى للذهاب للمستشفى المركزي، شكونا لجميع المسئولين وطالبنا بتوفير الأدوية والمستلزمات وتدعيم الوحدة بطبيب فترة مسائية، ولكن للأسف فالوحدة الصحية بها أجهزة مكدسة داخل الكراتين دون أن يتم استخدامها، والوحدة مغلقة تمامًا بالسلاسل والجنازير، والإدارة الصحية على علم بذلك من دون اتخاذ أى إجراء". من ناحية أخرى، أكد أهالى قرية "الجريدات" بمركز طهطا، أن القرية يوجد بها وحدة صحية مجهزة، وتخدم خمسة نجوع وعدد ثلاث مدارس، هي مدرسة بنجع أبوخرص، ومعهد دينى ابتدائى، وآخر إعدادى وثانوى. أضاف الأهالى أن الوحدة الصحية من دون أطباء، لأن الطبيب الوحيد الموجود بالوحدة منتدب يومين فى الأسبوع فقط، والوحدة مغلقة باقى أيام الأسبوع، ويضطر الأهالى إلى الذهاب إلى المستشفى المركزى، مطالبين الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، بانتداب طبيب انتدابًا كاملًا، وتجهيز الوحدة الصحية بالأجهزة اللازمة. أما الوحدة الصحية بقرية "الكولة" بأخميم، التى تخدم ما يزيد على 40 ألف نسمة من أهالى القرية والقرى المجاورة، أصبحت عبارة عن مبنى بلا خدمات ولا أجهزة أو معدات، حيث إن المبنى مكون من أربعة طوابق، تم بناؤه منذ 12 عامًا، والغريب فى ذلك أن المبنى بعد أن تم بناؤه، كما يقول محمد على، تم عمل صيانة له بتكلفة وصلت 750 ألف جنيه قبل تشغيله وافتتاحه، وعندما تم تشغيل المبنى تم إحضار الأجهزة، التى كانت حبيسة الحجرات لسنوات عدة من دون أن يتم تشغيلها أو الاستفادة منها، لأنه لا يوجد أطباء لتشغيل هذه الأجهزة، كما أن هذه الأجهزة تم نقلها للمستشفيات المركزية لعدم وجود أطباء وأخصائيين لتشغيلها، حتى أن الوحدة تحتاج إلى صيانة شاملة، ولا يوجد بها حتى الإسعافات الأولية، على رغم وقوعها على الطريق الرئيسى المؤدى إلى محافظة قنا. أما الوحدة الصحية "بقرية الدويرات"، التابعة لمركز المنشأة، فهى الأخرى لا يوجد بها علاج، والأدوية توزع من العاملين بالمحسوبية والوساطة، ولا توجد تحاليل، أو أى أنواع المصل، أو الإسعافات الأولية، فضلًا عن وجود أجهزة غير مستغلة ومعظمها يحتاج إلى تعقيم. وناشد الأهالى وزير الصحة، ومحافظ سوهاج، العمل على توفير الأطباء والعمال لتوفير الخدمات لأهالى القرية، حيث يعانون للحصول على رعاية طبية بالمستشفيات البعيدة. أما الوحدة الصحية "بالزوك الغربية"، التابعة لمركز المنشأة، فتعانى من تهالكها وتآكل أثاثاتها، وأصبحت الوحدة مهجورة منذ فترة كبيرة، ما يؤدى إلى معاناة الأهالى بالقرية لعدم وجود مستشفى قريب. يعانى الأهالى أشد المعاناة فى الذهاب للمستشفى، خصوصًا فى حالة الأمراض الخطيرة، حيث يحتاج إلى تأجير سيارة تقلهم لأقرب مستشفى تكلفتها لا تقل عن 200 جنيه، وهو ما يشكل عبئًا ماديًا عليهم، لأن المسافة تزيد على 100 كيلو متر ذهابًا وإيابًا، والوحدة صدر لها قرار إزالة ولكن لم يتم تنفيذه.