عبدالمنعم سعيد: مصر حريصة على دعم «القضية» رغم قسوة ظروفها قال الدكتور أسامة الأزهر، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، إن تجديد الخطاب الدينى يحتاج إلى ركائز أساسية للبناء عليها متمثلة فى إطفاء نيران الفكر المتطرف، ومواجهة الفكر الإلحادى، إلى جانب إعادة صياغة الشخصية الوطنية، ومن ثم إعادة صناعة الحضارة. جاء ذلك خلال فعاليات وندوات ترعاها مصر لوفود من الشباب الفلسطينى بالعين السخنة على مدار يومين تحت عنوان «تجديد الخطاب الدينى لدعم القضية الفلسطينية» بحضور عدد من رجال الدين والمفكرين السياسيين، ووصف الأزهرى الفكر المتطرف بأنه الرافد الأساسى للإلحاد. وأوضح أن العلاقة بين مصر وفلسطين ممتدة عبر التاريخ، مشيرًا إلى أسماء الكثير من العلماء الفلسطينيين الذين درسوا بالأزهر وكانوا منارة للعلم والتنوير فى بلادهم، فى الوقت الذى أكد فيه أن منهج الأزهر لم يكن مقصوراً فقط على دراسته فى مصر بل فى المغرب وتونس والعراق وفلسطين واليمن والبلاد الأخرى. وأكد الأزهرى أن الجماعات التى تنسب نفسها للدين الإسلامى لا علاقة لها بفهم الدين ودراسته التى تقوم على فهم الشرع الصحيح، وإدراكه والربط بين الفهم والإدراك، منتقداً ادعاء الجماعات المتطرفة وقيادتها لفهم الدين بل التحدث باسمه وأحكامه. واستشهد الأزهرى بجماعة الإخوان مؤكدًا حديثه أن حسن البنا أسسها رسمياً عام 1928، وهو فى سن 22عاماً، ليدعى فهم الدين بكل جوانبه وقيام الجماعة على أساسه، فى حين أن الشيخ محمد متولى الشعراوى لم يخرج للناس والحديث لهم إلا بعد بلوغه 54عاماً، متسائلاً «هل الجماعات المتطرفة وقيادتها كان لديهم وقت للإلمام بأمور الدين كافة حتى يتحدثوا باسمه ويضعوا أحكامه؟». ورفض الأزهرى طغيان الانتماء للدين على حساب الانتماء للوطن، مشيراً إلى أن اكتمال دين الفرد يكون بحب الوطن، منتقداً الهجوم والعمليات الإرهابية التى تنفذ بين حين وآخر سواء فى مصر أو خارجها لإراقة الدماء وأرواح الأبرياء باسم الدين الإسلامى. وذكر مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، أن هناك مخططاً تجاه مصر يعمل على فقدان الثقة بين المصريين ومؤسسات الدولة، سواء الأزهر أو القوات المسلحة أو الشرطة أو القضاء وغيرها من المؤسسات، محذراً من الانسياق وراء دعوات التخريب، وتبنى العنف وقتل الأنفس البريئة. وقال الجماعات المتطرفة لم تصدر سوى صورة سيئة للإسلام والمسلمين، وتصوير الدين الإسلامى فى غاية القبح والبشاعة والعنف، مشيداً بفكر ورؤية شباب فلسطين المشارك فى الفعاليات. وأكد أن مصر كانت ومازالت داعمة للقضية الفلسطينية، مطالباً الشباب بأن يكونوا سفراء داخل وطنهم لتصحيح المفاهيم، وتبنى دور قوى وفعال نحو مواجهة التطرف والإرهاب وأفكار العناصر والتنظيمات المتشددة، مختتماً حديثه بأن العلم والفهم أساس الوصول للوضوح بكل صوره وأشكاله، ومن ثم تلاشى التحمس الأهوج، والأفكار الطائشة، والاندفاع، والتكفير لدرجة رفض كل ما هو محيط بالإنسان لغرس قيم هدامة. وقال الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسى، ورئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية سابقاً، إن شباب فلسطين هم أمل القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الشباب هم من يعانون الاضطراب السياسى، وحالة الانقسام الحالية بين الفصائل الفلسطينية المختلفة. وتابع: الشعب الفلسطينى بشكل عام، والشباب خاصة هم من يدفعون ثمن الانشقاقات الداخلية، مؤكداً أن الدور المصرى له حدود فى التدخل بالقضية ربما يقوم أولاً على وحدة الصف. وذكر سعيد بأن الحلول للأزمات داخل أى دولة لن تأتى إلا بالإصلاح الداخلى، وتحقيق أكبر قدر من الوحدة واللحمة الشعبية، ثم الحل السياسى الذى يبدأ بالتفاوض. وأكد سعيد أن مصر أيضاً أمامها تحديات خطيرة فى ظل الأوضاع الحالية، ومتطلبات شعب تسعى لتدبيرها، فى الوقت الذى لم تتخل فيه عن القضية الفلسطينية تحت أى ظرف أو فى أى محفل دولى، برغم التزاماتها أمام شعبها.