أصدرت مؤسسة الأزهر الشريف وثيقة لإقرار عدد من المبادئ والضوابط الحاكمة لعدد من الحريات بما لا يسمح بانتشار بعض الدعوات المغرضة، بحجة الدعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للتدخل في الحريات. أوضحت الوثيقة التى أصدرها علماء الأزهر والمثقفون اليوم الثلاثاء أن حريةُ العقيدة مكفولةٌ بثوابت النصوص الدِّينية القطعيّة وصريح الأصول الدستورية والقانونية، ويترتّب عليها تجريم أي مظهر للإكراه في الدين أو التمييز بسَبَبِه، والتسليم بمشروعية التعدد ووجوب مراعاة كل مواطن مشاعر الآخرين والمساواة بينهم وتكافؤ الفرص في جميع الحقوق والواجبات، وكذلك رفض نزعات الإقصاء والتكفير، ورفض التوجهات التي تدين عقائد الآخرين ومحاولات التفتيش في ضمائر المؤمنين بهذه العقائد. وأقرت الوثيقة أن حرية الرأي والتعبير هي المظهر الحقيقي للديمقراطية، ويجب تنشئة الأجيال الجديدة وتربيتها على ثقافة الحرية واحترام الآخرين، مع مراعاة العاملين في مجال الخطاب الديني والثقافي والسياسي في وسائل الإعلام هذا البعد المهم في ممارساتهم، وتوخي الحكمة في تكوين رأي عام يتسم بالتسامح وسعة الأفق ويحتكم للحوار ونبذ التعصب. وأضافت الوثيقة أنه يجب ان تمتلك المؤسسات البحثية والعلماء المتخصصون حرية أكاديمية تامة في إجراء التجارب وفرض الفروض والاحتمالات لا يوجههم في ذلك إلا أخلاقيات العلم ومناهجه وثوابته، حيث ان البحث العلمي الحر أصبح مناط نهضة التعليم وسيادة الفكر العلمي وازدهار مراكز الإنتاج إذ تخصص لها الميزانيات الضخمة، وتتشكل لها فرق العمل، مما يتطلب ضمان أعلى سقف للبحث العلمي والإنساني . ونصت الوثيقة علي القاعدة الأساسية التي تحكم حرية الإبداع فى الآداب والفنون وهي قابلية المجتمع له، وعدم المساس بالمشاعر الدينية أو القيم الأخلاقية المستقرة، حيث ان الإبداع الأدبي والفني من أهم مظاهر ازدهار منظومة الحريات الأساسية وأشدها فعالية في تحريك وعي المجتمع وإثراء وجدانه.
