وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية جماعة الإخوان المسلمين بأنها أكثر الجماعات السياسية في مصر "قوة ودهاء" حيث سعت لتفادي الاصطدام المتوقع مع المؤسسة العسكرية بعد فوزها بنحو 41% من مقاعد البرلمان، بإعلانها أنها سوف تحتفظ برئيس الوزراء الذي عينه الجيش للستة أشهر القادمة، بجانب تأكيدها أنها سوف تمتثل للموعد الذي حدده الجيش لتسليم السلطة في يونيو القادم. وقالت الصحيفة إن جماعة الإخوان المسلمين التي تستعد للسيطرة على البرلمان الجديد تسعى لتأجيل المواجهة المتوقعة مع حكام مصر العسكريين، بالحفاظ على مسافة من بعيدة من الأحزاب الإسلامية الأخرى، وتأمل بأن تواصل الولاياتالمتحدة دعم البلد ماليا. وأضافت أن إعلان القيادي في الإخوان "عصام العريان" أن الجماعة قررت الحفاظ على رئيس الوزراء القائم حاليا والذي عينه الجيش في منصبه للأشهر الستة المقبلة، كما أنها سوف تسمح للجيش بالبقاء في السلطة حتى التاريخ الذي حدده لتسليم السلطة، بعد أن تتم الموافقة على الدستور الجديد وانتخاب رئيس للجمهورية في يونيو، ينم على دهاء حاد من الجماعة والتي كانت يتوقع الكثير أن تصطدم بالجيش فور فوزها بأغلبية مقاعد البرلمان. وأوضحت أن هذه اللهجة التصالحية تثير الانتقادات للإخوان باعتبارها تسعى لتملق من هم في السلطة، وكثيرا مازالوا يتحدثون عن الكيفية التي تعاونت في البداية مع الحكومة العسكرية بعد ثورة 1952 بقيادة جمال عبد الناصر - حتى تحول العقيد ناصر على الإخوان المسلمين، وأمر بشن حملة واسعة ضدهم أدت إلى سجن أو إعدام العديد من قادتها.