«الأزهرى» يشارك فى حفل تنصيب الرئيس الإندونيسى نائبًا عن «السيسى»    بث مباشر على تيك توك.. طبيبة تونسية تنقل عملية جراحية من داخل العمليات (تفاصيل)    اليوم.. وزير التعليم يستعرض خطط وسياسات الوزارة أمام البرلمان    خاص| محمد القس يكشف عن دوره في مسلسل «برغم القانون»    بكام الطماطم؟.. أسعار الخضروات والفاكهة في الشرقية اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024    سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 22-10-2024 في البنوك.. تحديث مباشر ولحظي    الرئيس السيسي يتوجه إلى روسيا للمشاركة في قمة "بريكس"    الاحتلال يمنع انتشال الجثامين من تحت الأنقاض في جباليا    بدء ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثانى في أبو سمبل    اسعار التوابل اليوم الثلاثاء 22-10-2024 في محافظة الدقهلية    نجم الأهلي السابق يكشف مستقبل محمود كهربا مع الفريق    إغلاق كازينو بشارع الهرم لممارسة أنشطة سياحية دون ترخيص (صور)    إغلاق وتشميع محلات تحولت من سكني إلى تجاري بالجيزة (صور)    لطيفة وجنات وريهام عبد الحكيم فى ضيافة الليلة العمانية بالأوبرا (صور)    هبوط مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    عواقب صحية كارثية لشرب كوكاكولا يوميا، أخطرها على النساء    صناع عمل "مش روميو وجولييت" يعلنون تأسيس نادي أصدقاء للجمهور    تصل ل 20 ألف جنيه.. أسعار تذاكر حفل عمرو دياب نوفمبر المقبل    استطلاع: غالبية الألمان يرفضون إرسال المزيد من الأسلحة إلى إسرائيل    للمسافرين.. تعرف على مواعيد القطارات اليوم على خطوط السكك الحديد    عاجل - وزير الدفاع الأميركي: منظومة ثاد الأميركية المضادة للصواريخ باتت "في مكانها" بإسرائيل    قائد القوات البحرية: مصر نجحت في منع الهجرة الغير شرعية منذ 2016    مجدي عبد الغني ل كهربا: أنت ليك ماضي معروف.. والناس مش نسياه    رئيس جامعة بنها: ندعم أفكار الطلاب وابتكاراتهم    تغطية إخبارية لليوم السابع حول غارات الاحتلال على رفح الفلسطينية.. فيديو    الكلاب في الحضارة الفرعونية.. حراس الروح والرفاق في عالم الآلهة    حقيقة صرف مكرمة ملكية بقيمة 1000 ريال لمستحقي الضمان الاجتماعي في السعودية    ضبط المتهمين بقتل سائق توك توك وسرقته بسوهاج    الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على قيادي في حزب الله في دمشق    محمد عبدالجليل معلقًا على غرامة كهربا: حذرت لاعبي الأهلي من محمد رمضان    كسر بالجمجمة ونزيف.. ننشر التقرير الطبي لسائق تعدى عليه 4 أشخاص في حلوان    اللهم آمين| أفضل دعاء لحفظ الأبناء من كل مكروه وسوء    عاجل - تمديد فترة تخفيض مخالفات المرور وإعفاء 50% من الغرامات لهذه المدة    مصرع شاب وإصابة 2 آخرين في حادث انقلاب سيارة بأسيوط    الصحة اللبنانية تدين تعرض إسرائيل لأكبر مرفقين طبيين في البلاد وتطالب بموقف دولي إنساني    حل سحري للإرهاق المزمن    دعاء عند نزول المطر.. فرصة لتوسيع الأرزاق    ما حكم استخدام المحافظ الإلكترونية؟ أمين الفتوى يحسم الجدل    بعد منعه من السفر… «هشام قاسم»: السيسي أسوأ من حكم مصر    إسرائيل تتوعد: الهجوم على إيران سيكون كبيرًا وسيجبرها على الرد    مدحت شلبي يوجه رسائل نارية ل حسين لبيب بعد أزمة السوبر    «القابضة للمطارات»: مؤتمر المراقبين الجويين منصة للتعاون ومواجهة تحديات الملاحة    عقوبة تخبيب الزوجة على زوجها.. المفتاح بيد المرأة وليس الرجل فانتبه    ماذا كان يقول الرسول قبل النوم؟.. 6 كلمات للنجاة من عذاب جهنم    المؤتمر العالمي للسكان والصحة.. الوعى في مقابل التحديات    متحدث الصحة: نعمل بجدية ومؤسسية على بناء الإنسان المصري    شيرين عبدالوهاب تدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية (تفاصيل)    حدث بالفن| طلاق فنانة للمرة الثانية وخطوبة فنان وظهور دنيا سمير غانم مع ابنتها    الحلفاوي: "الفرق بين الأهلي وغيره من الأندية مش بالكلام واليفط"    أسامة عرابي: الأهلي يحتاج خدمات كهربا رغم أزمته الحالية    50 جنيهًا تُشعل خلافًا ينتهي بجريمة قتل في كفر الشيخ    ابتعدوا عن 3.. تحذير مهم من محافظة الإسماعيلية بسبب حالة الطقس    هل ينسحب الزمالك من نهائي السوبر أمام الأهلي؟ ثروت سويلم يُجيب    رئيس انبي: «حصلنا على 21 مليون جنيه في صفقة حمدي فتحي.. واللي عند الأهلي ميروحش»    مديرة مدرسة الندى بكرداسة تكشف تفاصيل زيارة رئيس الوزراء للمدرسة    ارتفاع جديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 (تحديث الآن)    عاجل - هجوم إسرائيل على طهران.. القناة 14 الإسرائيلية: منازل كبار المسؤولين في إيران أضيفت كأهداف محتملة    عاجل - طبيب تشريح جثة يحيى السنوار يكشف عن الرصاصة القاتلة والإصابات المدمرة (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سمير صبرى: نعيش أزمة انتماء.. ونخوض حرباً ضد التخلف
الخزانة الذهبية لنصف قرن من الفن الجميل
نشر في الوفد يوم 19 - 02 - 2017

كونه فناناً شاملاً وإعلامياً متميزاً كان كفيلاً بأن يصنع من دربه عبر سنوات طويلة ممراً لنجاح من نوع خاص، ومفتاحاً لحافظة أسرار هو وحده القادر على الإفصاح عنها بأسلوب يزيدها بهاء الغموض، ومتعة الإفصاح فى آن واحد، هو صانع لبهجة تمتد أذرعها لتطال روح المتلقى فتنعشها وتبث فيها الكثير من الفرحة والتفاؤل و«الضحكة الحلوة».
عندما تزيد حدة غضبك من الفن الحالى برعاية «بياعى اللحوم» وإفيهاته الساقطة ونجومه المتقزمين، ارجع إلى الوراء قليلاً واستمع لحكاياته عن الفن الراقى ونجومه العظام المبدعين.. وإذا انتابتك حالة من السخط على إعلام اليوم وإعلاميى هذا الزمان وعبودية «الإعلان» وتقديم الجماهير وجبة لوحوش «الاستهلاك» فابحث عن برامجه الثقافية المرصعة بلآلئ وجواهر شخصيات محفورة فى ذاكرة هذا الوطن.
أثق فى الشعب المصرى ومتفائل بالقيادة السياسية
فاتن حمامة فى االيتيمتانب جلبت السياحة العلاجية لمصر
أرفض إظهار القبح بحجة الواقعية.. وعلى الفن أن يعلم الناس تقدير الجمال
الإنجليز رفعوا علامة النصر ل اتشرشلب فى الحرب العالمية الثانية وكان نصيب الأسرة بيضة أسبوعياً
التليفزيون المصرى اصعبان عليَّب.. وهناك من يريد قتله.. ونعيش عصر الإعلان وليس الإعلام!
سمير صبرى حالة «استثنائية» فى تاريخ ثقافة مجتمعنا السينمائية والغنائية والاستعراضية والإذاعية والتليفزيونية والإنتاجية وخيط من الحرير «يلضم» شخصيات بارزة ولامعة فى كل هذه المجالات.
لم تكن بداية حديثى مع الفنان الكبير سمير صبرى عن مشواره الفنى أو مشروعاته الحالية أو ذكرياته مع كبار الفنانين أو حتى عن أسرار ننشرها لأول مرة، لكن بشاشة وجهه وضحكته التى «لم يغيرها الزمان» وشباب روحه وحيويته دفعتنى، لأن أتحدث معه فى أمور اقتصادية وسياسية.. ربما وددت لو أنتزع منه جرعة أمل وتفاؤل أنقلها للقراء فى أيام ساد فيه الحديث عن الغلاء الفاحش وتعويم الجنيه وجنون الدولار.. الشكاوى كثيرة، والمرارة تغلف كلام الناس فى كل مكان، وسط دعوات للصبر والتحمل، وجدته مبتسماً كعادته دائماً، لم يفقده تقدم العمر شيئاً من تألقه، بل زاده حيوية وبهاء، ووجدتنى أسأله بشكل مباشر وببساطة شديدة:
■ كيف ترى مصر؟
- وبنفس البساطة والمباشرة والابتسامة قال: حلوة زى ما هى دائماً، وأنا متفائل وعندى أمل فى الشعب المصرى وفى القيادة السياسية الحالية وأشعر بأننا نسير فى طريق أمان ومن المستحيل أن تكون قرارات خطيرة مثل تعويم الجنيه مثلاً غير مدروسة ومحسوبة من قبل القيادة السياسية، وكان المفروض أن تتخذ الإجراءات الاقتصادية الحالية منذ سنوات طويلة، ربما من أيام الرئيس السادات، لكن كان هناك خوف، وأتذكر مظاهرات 17 و18 يناير التى هتفت ضد سيد مرعى «سيد بيه يا سيد بيه كيلو اللحمة بقى بجنيه»! ، فخافت الحكومة وتراجعت.
■ أين المشكلة الآن من وجهة نظرك كمواطن مصرى؟
- المشكلة أننا لا ننتج، نستورد معظم احتياجاتنا حتى السلع التافهة، ولا نصدر بالحجم المطلوب، أتذكر أننا من سنوات طويلة كنا قطعنا شوطاً كبيراً فى صناعات ثقيلة كالسيارات والحديد والصلب والغزل والنسيج.
أيام طلعت باشا حرب آمن بالصناعة المصرية وأنشأ بنك مصر وأنشأنا الأسطول التجارى البحرى، حتى على المستوى الفنى كان لدينا استوديو مصر وننتج فى السنة الواحدة 80 فيلماً، نحن لا ننتج حتى سجادة الصلاة نستوردها من الصين، وللأسف غير منتجين ونظل نصرخ، رغم أن أى حكومة مهما كانت قوية لن تستطيع فعل شىء أمام الزيادة السكانية الرهيبة فى السكان رغم أن تنظيم النسل أمر مهم جداً بالنسبة لدولة لها ظروفنا، والإنتاج فيها ضعيف، بل ونفكر فى أشياء جنونية.
■ مثل ماذا؟
- مثل الهجرة غير المشروعة إلى أوروبا، حيث يبيع الشاب أرض أبيه أو ذهب أمه ويلقى بنفسه فى البحر ويموت، والذى يبقى حياً يحاول تكرار التجربة؟
■ وفى اعتقادك ما الذى يدفعه إلى الهلاك؟
- متصور أنه سيذهب إلى أوروبا، فيجد صوفيا لورين وبرجيت باردو وأن الستات هتموت فيه وسيجد البيت والسعادة والمال فى انتظاره أو أن الحياة هناك بلا متاعب ولا يدرك أن الحياة قاسية، وأنه سيدفع ثمن كل شىء، لا يدرك أن هناك من يجلس على الرصيف «مش لاقى ياكل».
■ إذن، أنت عاتب على الشباب الذى يهاجر حتى مع صعوبة الفرصة فى مصر؟
- هو فى أوروبا مستعد يشتغل فى أدنى الأعمال، وأشكر الشباب الذى أجده يعمل فى بنزينة أو غيره وأكتشف أنه يحمل مؤهلاً، لأن العمل شرف فى أى مهنة، فالكسل وكثرة الإنجاب مشكلة ثم الشكوى من عدم المقدرة على الإنفاق على 7 أولاد مثلاً رغم أن طفلين فقط أو ثلاثة ستتوفر لهم فرص أفضل فى التربية والحياة.
■ هل يتحمل الشعب جزءاً من المسئولية فى الأزمات الحالية؟
- بالتأكيد وللأسف هناك من يفتقد الانتماء، رغم أن المحنة تجمعنا، ونحن حالياً فى حرب ضد الإرهاب والتخلف وعدم إدراك لأهمية العمل والانتماء للبلد، لا بد أن نعطى الفرصة للقيادة السياسية لنرى إلى أين ستسير بنا السفينة، ليست القصة كيلو السكر وصل لإيه أو غيره صحيح هناك غلاء، لكن هناك خيانة وفساد واستغلال الأزمات، حتى الفن الذى أنتمى إليه يعانى من أزمة ويطوله ما يطال كل شىء الآن.
■ كيف؟
- كنا نقدم لكبار الكتاب مسرحيات عظيمة، بالإضافة لروائع الأدب العالمى، أين المسرح الآن؟.. أين الفرقة القومية للفنون الشعبية؟.. وأين فرقة رضا؟.. للأسف لم يعد هناك سوى الأوبرا هى الصرح الثقافى الوحيد الموجود بما تقدمه من فن راق، وغناء وباليه، لكننا نتحدث عن الإنتاج، عندما أنشأ طلعت حرب استوديو مصر عام 34 كنا ننتج 80 فيلماً كل عام تباع فى الخارج وتحقق دخلاً، فضلاً عن الدعاية السياحية لمصر، وعلى سبيل المثال فيلم «اليتيمتان» لفاتن حمامة عمل دعاية السياحة العلاجية لمصر فى الدول العربية وجاء العرب ليعالجوا فى مستشفى العجوزة الذى عولجت فيه البطلة من العمى، وهذا يؤكد دور الفن فى خدمة البلد ويؤكد أننا بحاجة إلى العمل وأريد أن أقول إن دولة مثل إنجلترا عاشت فترة الحرب العالمية الثانية ظروفاً صعبة وتحملها الشعب الإنجليزى الذى كان يعيش على بيضة لكل أسرة تصرف لها فى يوم الأحد، والشعب الإنجليزى يرفع علامة النصر لتشرشل وتحمل معه قنابل هتلر تسقط فى لندن، وأريد أن نتعلم هذا الدرس من الاستعمار ونتحمل وندعم قيادتنا ونثق فيها ونستغنى عن استيراد السلع وننتج ما نريده ولا أدرى لماذا تتوقف المصانع عن العمل ونحن فى أحوج ما نكون للتصنيع والإنتاج.
■ كيف تتجسد الأزمة الاقتصادية الحالية فى الوسط الفنى؟
- أولاً نحن عشنا على شركتين للإنتاج السنيمائى، شركة القاهرة والشركة العامة للإنتاج السينمائى تدعمهما الدولة، إحداهما يديرها صلاح أبوسيف، والأخرى سعد الدين وهبة، وأُنتجت فى هذه الفترة قمم سينمائية، مثل «القاهرة 30»، و«دعاء الكروان» إلى جانب قمم فى الإنتاج السينمائى أمثال رمسيس نجيب وجمال الليثى ومارى كوينى وآسيا، أنا شخصياً أنتجت 20 فيلماً بالتعاون مع هاتين الشركتين الحكوميتين، على سبيل المثال: دموع صاحبة الجلالة لموسى صبرى، ويعطينى السلفة ويكون الفيلم ملكه هو يملك دور العرض، وبعد العرض يأخذ أمواله ويعطينى المتبقى بضمان حكومى مليون فى ال100، وبالتالى كنت كمنتج سنيمائى أنتج فيلمين فى السنة، وهكذا ليصبح 80 فيلماً سنوياً بدعم من الحكومة إلى جانب وجود كبار الفنانين يتولون الإنتاج مثل صلاح ذوالفقار وماجدة الصباحى ومديحة يسرى، والشركتان الحكوميتان تمتلكان دور العرض «ميامى، ديانا، ريفولى» فتجلب دخلاً، لأن مالك دار العرض له نسبة من الدخل.
■ ولماذا توقفت شركات الحكومة عن الإنتاج؟
- لسبب ما لا أعلمه، هاتان الشركتان باعتا دور العرض ولا أعرف السر فى ذلك وأصبح هناك فقر فى الإنتاج السينمائى وتركت المجال لمن هب ودب، بحجة «أن الجمهور عايز كده» ووجدنا سينما ينتجها ناس عندها فلوس من تجارات أخرى ويضحكوا على الناس ب«شوية كلام فارغ»، ولم يعد هناك إنتاج بالمعنى الراقى إلا من فيلمين أو ثلاثة كل عام والباقى لا سينما ولا فن.
■ أنتجت أفلاماً لايت كوميدى بجوار أفلام ضخمة، والآن يتم إنتاج أفلام بمستوى هابط تحت مسمى الكوميدى أو الشعبى.. فلماذا هبط مستوى هذه النوعية من الأفلام؟
- زمان كان الفيلم يطلق عليه شعبى، مثل أفلام إسماعيل ياسين، عبدالعزيز محمود، محمد عبدالمطلب، كارم محمود، لكن البطل الشعبى فى أفلامنا القديمة كان يمثل الحارة المصرية وينتصر لقيمها الجميلة التى نفتخر بها مثل فيلم «فاطمة» لأم كلثوم، وكيف التفت الحارة حول بطلتها لتحصل لها على حقها وتكون «نصرة قوية»، كذلك نعيمة عاكف فى فيلم «العيش والملح»، هذه هى الحارة، الآن يصورون الحارة على أنها بلطجة ومطواة.
■ من وجهة نظرك.. هل دور الفن نقل الواقع كما هو أم تجميله؟
- أنا ضد إظهار القبح بحجة الواقعية، وأرى أن دور الفن أن يعلم الناس تقدير الجمال ورعايته، ولننظر حتى فى المعمار زمان والقاهرة التاريخية وروعتها بينما نعانى الآن من القبح والتلوث السمعى والبصرى.
■ ما الذى تغير وما الذى افتقدناه لنصل لهذه النتيجة؟
- المدارس قديماً كانت تنمى الإحساس بالجمال لدى التلاميذ كانت حصص الأنشطة والموسيقى والرسم أساسية، ومن الصعب أن تتوافر هذه الفرص فى المدارس الآن بالكثافة العالية بها؟.. ثم ثقافة الجمال تعود إلى البيت أيضاً، وأعود وأقول إننا ما زلنا لا ندرك خطورة التزايد السكانى وعلاقته بالتخلف وانهيار الذوق والثقافة وغيرها.
■ هل تعتقد أن الإعلام الآن بقنواته الفضائية المتعددة يقوم بدوره التنويرى والتوجيهى؟
- ما يوجد الآن «إعلان» وليس إعلاماً، الإعلانات هى المسيطرة.. أذكر عندما بدأت مشوارى الإعلامى فى البرنامج الأوروبى، ثم إذاعة الشرق الأوسط وكنت ما زلت طالباً فى المدرسة، كان هناك قناتان، الأولى والثانية، وفى رمضان الفوازير ومسلسلان دينى وكوميدى على الأكثر، كان النجم فى التليفزيون يحصل على أربعين جنيهاً مع فارق القيمة المالية الآن، لكن لم تكن هناك المغالاة فى الأجور، كما يحدث الآن مع شباب الممثلين ومنهم من كنت أعطيهم فرصة ويطالبون الآن بالملايين فى الوقت الذى لا يوجد فيه التوزيع بمعناه الصحيح، كما كان يحدث فى الماضى، فالدول العربية تنتج الآن وكذلك تركيا والمكسيك ويحاربوننا بذلك.
■ لكن دور التليفزيون الآن ليس كما كان عليه فى الماضى؟
- بالفعل، كان التليفزيون يقدم النجوم وفى فترة السبعينات كنت أقدم النادى الدولى وكان هناك سلوى حجازى وطارق حبيب وليلى رستم ولهم برامجهم التى ينتجها التليفزيون وكانت وظيفة التليفزيون أيضاً تقديم الوجوه الجديدة والنجوم وتلميعهم، فقدم محمد رضا وأنتج له مسلسلاً، عبدالمنعم مدبولى، يونس شلبى، فؤاد المهندس، هذا إلى جانب النهضة المسرحية وقتها وحرص التليفزيون على تصوير المسرحيات وعرضها على شاشة التليفزيون لتعريفهم بفن المسرح وقيمته، وهو ما لا يحدث الآن، التليفزيون المصرى «صعبان عليا» وكان هناك من يريد قتله، لذا أتساءل عن حجم الإنفاق على الفضائيات وإنشاء قنوات جديدة بميزانيات ضخمة فيما يحتاج ماسبيرو لعملية إحياء.
■ هل إعلام النت ووسائل التواصل الاجتماعى تغنى عن وسائل الإعلام التقليدية من وجهة نظرك؟
- لا توجد وسيلة إعلام تغنى عن أخرى أو تلغيها أو كما يقال إن الإعلام الورقى إلى زوال بفعل المد الإلكترونى، فأنا شخصياً لا أستطيع الاستغناء عن قراءة الصحف والكتب وأركان التخاطب عن طريق التواصل الاجتماعى هو وسيلة «الخرس» وللأسف فإن وسائل التواصل الاجتماعى هى وسائل انفصال حقيقى بين الناس، وأنا ضد الموبايل أيضاً ولا أحب أن أجلس وسط من يمسكون به وأطلب منهم إغلاقه.
■ هل إيمانك بضرورة التواصل المباشر مع الناس سبب فى امتلاكك كل هذا الكم من العلاقات الإنسانية بكبار النجوم والشخصيات فى المجتمع؟
- الظروف أيضاً هيأت لى ذلك منذ صغرى، وكان عمرى 10 سنوات فى ركن الطفل وعملى فى البرنامج الأوروبى وسكنى فى عمارة يسكنها نجوم مثل حليم وعبدالوهاب، وتربطنى بحليم خاصة صداقة كبيرة ومن خلالها وكذلك جيرتى له أتيحت لى الفرصة للتعرف على عظماء العصر والتعلم منهم، وكذلك تعلمت من آمال فهمى وصفية المهندس وطاهر أبوزيد ومديحة نجيب وبابا شارو وجلال معوض كنت أجلس أستمع وأستمتع بمشاهدتهم يعملون وكان هناك المخرج الكبير محمد علوان، وأتذكر أنه فى رمضان كان التليفزيون يتوقف ساعة الإفطار ويترك الفرصة للإذاعة لتقديم مسلسلاتها وبرامجها، وكانت الإذاعة تقدم مسلسلات عظيمة من تأليف كبار الكتاب وبطولة كبار النجوم مثل عبدالوهاب فى مسلسل «شىء من العذاب»، و«أرجوك لا تفهمنى بسرعة» بطولة عبدالحليم حافظ، و«القيثارة الحزينة» لنزار قبانى ونجاة.
■ ماذا عن تجربتك فى تقديم برنامج ماسبيرو على إحدى القنوات الفضائية ويعرض الآن؟
- هذا البرنامج سجلته فى عام 2015 وما زالوا يعرضونه إلى الآن ويعيدونه أكثر من مرة كأنه فيلم قديم وليس لديهم الشجاعة الكافية ليقولوا إنه إعادة، وللأسف هذا التصرف أضاع علىّ فرص لتقديم برامج بقنوات أخرى، حيث يعتقدون أننى مرتبط بتقديم هذا البرنامج.
■ هل تشاهد برامج منوعات الآن وأنت عَلَم فى هذه النوعية؟.. ومن تجده يشبهك من المذيعين؟
- لا يوجد أحد شبه أحد وكل عصر وله نجومه الذين يعملون بروح هذا العصر ولو طلب منى تقديم منوعات من الممكن بحجم خبرتى أن أقدمها بروح هذا العصر ومش هشتغل بطريقة النادى الدولى وهذا المساء، وعندما قدمت النادى الدولى من 40 سنة كان الشكل جديداً وقتها وكان التوك شو متفرداً فى العالم العربى وقتها.
■ قدمت تجربة استعراضية مميزة جداً.. أين الاستعراض فى الساحة الفنية الآن؟
- كونت أكبر فرقة استعراضية فى مصر مكونة من 20 راقصاً وراقصة، و25 موسيقياً جابت العالم فى مهرجانات سياحية وثقافية وقدمت عروضها فى كل الدول وحققت شهرة عالمية، وأعدت سامية جمال إلى الاستعراض بعد اعتزالها ورقّصت نيلسون مانديلا بالعصا فى جنوب أفريقيا وكنت ملك الأفراح فى مصر.
■ وأين يقف فن الاستعراض الآن؟
- لا يوجد، تقلصت الفرق وما زلنا نتساءل أين فرقة رضا والفرقة القومية، كل ذلك تقلص ولا يوجد إلا دار الأوبرا ذلك الصرح الثقافى والفنى الهائل وتقوم بدورها فى هذا الصدد الدكتورة إيناس عبدالدايم وبجدارة فائقة.
■ عندما تنظر إلى تاريخك وما حققته من نجاحات ما الذى يجول بخاطرك؟
- دائماً أحمد ربنا الذى أعطانى كل ما أحببته وتعلمت ما قاله لى عبدالوهاب فى أول تسجيل لى معه فى النادى الدولى، حيث قال: حب اللى بتعمله واعمل اللى بتحبه، أعط لفنك كل شىء يعطيك فنك كل شىء.
■ ما الذى تحويه حافظة أسرار سمير صبرى ولم يذع بعد.. وهل صحيح أنك أحببت الفنانة شادية؟
- يا ريت، ومن الذى لم يحب شادية، أنا واحد من ملايين أحبوا شادية كفنانة عظيمة وغنيت معها «سكر حلوة الدنيا سكر» إنما حب آخر لا، ثم إنها كانت تكبرنى فى السن.
■ وماذا عن علاقتك بسماح أنور.. وهل صحيح أنك اشتريت دبل الخطوبة لها؟
- سماح تربطنى بها علاقة صداقة وكانت والدتها ووالدها من أصدقائى المقربين جداً وهى مرت بظروف صعبة جداً وقت الحادث الذى وقع لها وقفت بجانبها بحكم هذه الصداقة، لكن لا تصدقى كل ما يقال وفرق السن بينى وبينها يجعلنى لا أفكر فى شراء دبل، وأنا ضد فارق السن الكبير بين أى زوجين.. لكن بيننا عشرة وصداقة إلى الآن.
■ إذن من هى المرأة التى أحببها سمير صبرى؟
- أحببت وتزوجت إنجليزية اسمها مورين، وأنجبت ابنى الوحيد، ويعمل طبيباً فى لندن.
■ هل لك أحفاد؟
- نعم، حسن ونيللى وأزورهما ويأتون كثيراً لزيارتى؟
■ هل سميتها على اسم الفنانة نيللى؟
- نيللى تربطنى بها صداقة ولكن حفيدتى على اسم أختى نيللى.
■ هل من حق الجمهور أن يعرف الحياة الشخصية للفنان كونه شخصية عامة؟
- لا، وأنا تربيت فى بيت سكندرى محافظ ومتدين ويقدس الخصوصية ويحترمها، حتى إن والدى كان لا يقابل أصدقاءه فى البيت، بل فى النادى وتعلمنا منه ذلك، والجمهور له ما أقدمه.
■ ولماذا ينشغل الجمهور إلى الآن مثلاً بعلاقة سعاد حسنى وعبدالحليم.. أليست هذه ضريبة الشهرة؟
- سعاد وحليم حالة خاصة جداً وما زلت إلى الآن يسألوننى هل تزوجت سعاد حسنى بحليم؟.. وأنا لا أعرف، فقط أعلم أنه كان يحبها، لكننى لم أرَ وثيقة الزواج لأقر بزواجهما، وهناك من أكد ذلك، والأستاذ مفيد فوزى أكده أيضاً ومنير عامر لكننى فعلاً لا أعرف.
■ بمناسبة سعاد حسنى وأنت شخصياً أجريت تحقيقاً من لندن حول ظروف وفاتها.. ما قناعتك الآن: هل قتلت أم انتحرت؟
- هى رحلت لكن بقيت بأفلامها وفنها وأنا ضد الاتهامات التى تقال وأنا أرى أنها لم تنتحر، هى ماتت فى شقتها وتم نقلها إلى أسفل البناية وتقرير الطب الشرعى فى لندن ومصر، لم يثبت وجود أى كسر بجسدها، وليس من المنطقى أن تسقط إنسانة عمرها 58 من هذا الارتفاع دون أن تصاب بكسر، هى ماتت فى ظروف ما لا أعرف هل كانت مشاجرة أو غيره لكنها لم تنتحر، وأرفض فكرة قتلها وهى لم تكن تكتب مذكرات ولا تهدد أحداً.
■ هل تجد نفسك منتمياً للمجال الفنى أكثر أم الإعلامى؟
- كل عمل قمت به أحبه وأعتز به، وكل الأساتذة الذين قابلتهم وتعلمت منهم أعتبرهم مدرسة الحياة بالنسبة لى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.