لم تكتف بطلة قصتنا بارتكاب جريمة يهتز لها عرش الرحمن، وبدلاً من أن تتوب عن الحرام وممارسة الرذيلة مع راغبى المتعة دون تمييز، استغلت علاقتها بأحد الشباب ودخولها منزله أكثر من مرة، خططت لسرقة جدته العجوز التى تسكن فى أحد طوابق المنزل بمفردها، وأثناء تنفيذ جريمتها شعرت بها الضحية، فانهالت عليها بالضرب فى مختلف أنحاء جسدها، ثم استولت على مصوغاتها الذهبية وفرت هاربة وتركت العجوز بين الحياة والموت، وكادت الجريمة تكون كاملة لولا عناية السماء التى تدخلت وقادت المباحث للقبض على المتهمة. «مريم» سيدة فى بداية العقد الثالث من العمر، من أسرة بسيطة الحال بمنطقة إمبابة بالجيزة، بدأت قصتها عندما توفى والدها، وعمرها 15 سنة، تركت المدرسة وقررت أن تعمل لتساعد والدتها فى تربية أشقائها، عملت لدى صاحب مصنع، وكانت تخرج صباح كل يوم وتعود آخر اليوم مرهقة من شدة التعب، لديها صديقة اسمها «ندى» كانت مقربة جداً إليها تقضى معها معظم الوقت، وتقص عليها كل أسرارها، كان لديها طموح طاغٍ فى جمع المال وأخذت تفكر هى وصديقتها فى الطريقة المناسبة لذلك، وأثناء ذلك همس إبليس فى أذنيهما بأن يبيعا جسديهما لراغبى المتعة الحرام مقابل المال، وبالفعل ذهبت «مريم» مع صديقتها للعمل فى شقة دعارة بالأزبكية، واستمرت على هذا الحال عدة أشهر حتى سقطت فى قبضة الشرطة للمرة الأولى، وعندما علمت أسرتها قاطعوها وطردوها من المنزل، وبعد أن خرجت من السجن تدهورت أحوالها، خاصة مع تخلى الجميع عنها، وكانت تقيم فى الفنادق بوسط البلد، وفى يوم أثناء سيرها فى أحد الشوارع تعرفت على «أحمد» وسرعان ما نشأت بينهما علاقة محرمة، وكانت تذهب إليه فى منزله لممارسة الجنس معه وعلمت منه أن جدته تقيم بمفردها داخل شقة بالعقار، وأنها تمتلك أموالاً كثيرة ومشغولات ذهبية، بعدها بأيام قليلة ألقت الشرطة القبض على «أحمد» لأنه يتاجر فى المخدرات وحكم عليه بالسجن، استغلت «مريم» الفرصة وتسللت إلى العقار وعثرت على عصا غليظة ودخلت إلى شقة جدته العجوز التى شعرت بها وحاولت أن تستغيث بالجيران، فاعتدت عليها بالضرب حتى سقطت مغشية عليها واستولت على المشغولات الذهبية وهاتفها المحمول، وفرت من المنزل متجهة إلى بولاق الدكرور وقامت ببيع الغنيمة لأحد محلات الصاغة واختفت وسط الزحام، بعد أن اعتقدت بأنها بعيدة عن مستوى الشبهات وأن الشرطة لن تستطيع التوصل إليها. بعد عدة أيام اكتشف ابن الضحية الجريمة البشعة التى تعرضت لها.. فقد أتى لزيارتها فوجدها ملقاة على أرضية الصالة.. واختفاء مجوهراتها ومبلغ مالى كبير، نقلها إلى أقرب مستشفى.. عسى أن ينقذها.. وأبلغ الشرطة بالواقعة.. بدأ البحث والتحرى وسؤال الجيران وسكان الشارع والمنطقة عن المترددين على العجوز وعلى المنطقة عموماً.. وبدأت خيوط الجريمة تفك، أرشد الشهود عن «مريم» تلك الساقطة التى اعتادت أن تأتى بصحبة حفيد العجوز فى أوقات متأخرة من الليل وتغادر فى الصباح.. ورغم أن الحفيد قد سجن فى قضية مخدرات فقد شاهدوها تدخل العقار.. ولكن لم يشاهدوها تغادره، وبدأ البحث عنها، فهى اختفت فى حوارى بولاق تنعم بما حصلت عليه من أموال ومصوغات، وظنت أنها ستنجو بفعلتها، ولكن تمكن رجال الشرطة من معرفة المكان الذى تختبئ داخله، توجهوا إليها، وما إن فتحت لهم الباب، حتى عرفت لماذا أتوا.. روت لهم كل تفاصيل الجريمة، ولها مبرراتها، نعم سرقتها، حاولت قتلها، كفاها ما عاشت، فهى عجوز تعدت السبعين، أما أنا فلم أعش رغم صغر سنى، طردنى أهلى وأصبحت مطاردة ومشبوهة وداعرة، لا بد أن أعيش، لابد أن أجد ما أنفقه على نفسى، حتى بيوت الدعارة لم تعد تقبلنى، فلم أجد أمامى سواها بعد أن روى لى «أحمد» حفيدها، وهو عشيقى ما تمتلكه من أموال.. فاتخذت قرارى وكنت أنوى سرقتها فقط، ولكن مقاومتها لى دفعتنى إلى محاولة قتلها، لست أدري من المذنب ولكن أنا أعترف.. أسرعوا باقتيادى إلى الحجز، فأنا أريد أن أنام، فمنذ أن قمت بما فعلت لم أنم من خوفى، ربما وراء قضبان السجن أجد أمامه، ويمكن أن أغط فى نوم عميق.