لن يكون منتخبنا الوطني في نزهة كما يتصور البعض أمام بوركينا فاسو غدا الأربعاء، في دور الأربعة ببطولة كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم التي تستضيفها الجابون ولم يضمن الفراعنة التأهل لنهائي الأمم بمجرد عبور عقبة المغرب في الدور الربع نهائي، خاصة أن المواجهة أمام خيول بوركينا فاسو صعبة للغاية وستكون حافلة بالندية والإثارة. ساعات قليلة تحسم المنتخب الوطني عن موقعة الحسم أمام بوركينا فاسو بحثا عن التأهل لنهائي بطولة كأس الأمم الإفريقية بعد مشوار حافل بالإثارة والندية والكفاح من كتيبة المدير الفني الأرجنتيني هيكتور كوبر. وأصبح المنتخب مطالباً بإنهاء ملف الأفراح بعبور المغرب وفك العقدة التاريخية والتركيز الشديد في مباراة بوركينا فاسو، خاصة أن هذه المواجهة تحمل في طياتها العديد من الأمور الفنية وهو ما يفرض الحذر الشديد من الخيول. ويقدم «استاد الوفد» بعض النصائح مستعينا ببعض النجوم القدامى قبل اللقاء المرتقب أمام بوركينا فاسو فإلى السطور القادمة: التاريخ لن ينفع: أول نصيحة يجب أن يركز المنتخب الوطني عليها في لقاء بوركينا فاسو تجاهل الجانب التاريخي تماما خاصة أن الأحاديث التي تؤكد التفوق الدائم للفراعنة على الخيول وتحقيق 4 انتصارات من 6 مواجهات تاريخية جمعت المنتخبين وانتهى لقاءان فقط بالتعادل. ويحتاج المنتخب الوطني للاستفادة من درس المغرب بعد أن فك عقدة تاريخية وحقق الفوز رغم التفوق التاريخي لأسود الأطلس وهو ما يؤكد أن التاريخ لن ينفع الفراعنة. وأكد طاهر أبوزيد، وزير الرياضة الأسبق، أن الفوز التاريخي على بوركينا فاسو في نصف نهائي أمم إفريقيا 1998 لا يعني أن المنتخب قادر على تخطي عقبة الخيول البوركينية. وقال «أبوزيد» إن التاريخ لا ينفع على أرض الملعب ويجب التركيز الشديد لعبور بوركينا فاسو في لقاء نصف النهائي موضحاً أن الكفاح والتعب والاجتهاد والروح القتالية طريق الفراعنة للتأهل. ذكاء «دوراتي» «كوبر» سيكون على موعد مع مواجهة تكتيكية وصراع فني مثير، أما البرتغالي باولو دوراتي، المدير الفني لمنتخب بوركينا فاسو. يملك «دوراتي» الذكاء الشديد والتنظيم التكتيكي الذي يجعل المنتخب البوركيني منافساً صعباً وقوياً استطاع أن يعبر من مجموعة قوية برفقة الكاميرون على حساب الجابون صاحب الضيافة، كما أطاح بمنتخب تونس. ويقدم بوركينا فاسو منظومة تكتيكية رائعة، واستقبل الخيول هدفاً واحداً وهو ما يعكس الأداء الدفاعي المنظم لأبناء المدرب «دوراتي» بجانب الاعتماد على 4 عناصر مهمة من أجل بناء الهجمات وهم المهاجم السريع ناكولما بيرجيوس الذي يملك سرعات كبيرة بجانب الجناح بيرتران تراوري وصانع الألعاب الموهوب آلان تراوري والجناح سيريل بيالا الذي يلعب في نادي الداخلية. ويعتمد «دوراتي» على نفس طريقة لعب الفراعنة تقريبا ويلعب على الضغط الدفاعي والهجمات المعاكسة السريعة وهو ما ينذر بمواجهة صعبة وعصيبة. الإجهاد والإصابات سيكون منتخبنا الوطني في أزمة فنية بسبب عامل الإجهاد الذي يضرب الفراعنة لضيق الوقت بعد أن لعب يوم 29 يناير أمام المغرب ثم غداً، أمام بوركينا وفي مدينة أخرى وهو ما يصيب اللاعبون بالإرهاق. ويعاني المنتخب بقيادة «كوبر» من أزمة الإجهاد البدني التي تضرب اللاعبين بقوة في المرحلة القادمة وهو الأمر الذي يجعل الفراعنة بحاجة للاستشفاء وتوزيع المجهود البدني في لقاء بوركينا فاسو كي يتجنب الفريق السقوط في الفخ الذي سقطت به تونس بالانهيار البدني بعد مرور ساعة من اللعب. وأكد حماده صدقي، المدير الفني لمنتخب الناشئين، أن مباراة بوركينا سيكون العامل البدني بها مؤثر للغاية في هذه المواجهة العصيبة. وأشار إلى أن المنتخب سيتأثر بإصابة مروان محسن ومحمد النني مع عدم جاهزية محمد عبدالشافي وهو الأمر الذي يجعل الفراعنة بحاجة إلى التركيز الشديد من أجل تعويض هذه الغيابات. خليفة مروان محسن النصيحة الرابعة تتمثل في اختيار بديل مروان محسن، مهاجم الأهلي والمنتخب الوطني. ورغم أغلب الآراء التي تنادي بإشراك محمود كهربا أساسيا في لقاء بوركينا إلا أن الواقع يفرض إشراك أحمد حسن «كوكا» للاستفادة من طوله الفارع والتحاماته الهوائية ومردوده البدني. ويحتاج «كوبر» لتوفير ورقة محمود كهربا لإشراكه في الشوط الثاني، خاصة أنه لاعب سريع ويفيد المنتخب بدنيا بصورة طيبة مثلما حدث في لقاء المغرب.
