مع الأسعار الخيالية للحصول علي عضوية الأندية المصرية والتي أصبحت حلما للمصريين.. كان الأمل في مراكز الشباب متنفس الغلابة في اكتشاف المواهب الرياضية في كافة الألعاب الرياضية . خاصة الألعاب الفردية التي تعاني من إهمال رهيب من المسئولين عن الأندية ولم ينفذها في الفترة الأخيرة إلا أندية الجيش والشرطة.. إلا أن حلم مراكز الشباب تحول إلي كابوس مؤلم بسبب جهابذة الحزب الوطني الذين فرضوا سيطرتهم علي مجالس إدارات المراكز الشبابية لتتحول إلي أوكار خاصة بهم بدعم وتأييد من المسئولين في المجلس القومي للشباب الذين عملوا لصالح الحزب الوطني وأهدافه ووافقوا علي تحويل المراكز إلي دار مناسبات لخدمة مصالح أعضاء مجلسى الشعب والشوري والمحليات.. وتستعرض «الوفد الأسبوعي» اليوم مراكز الشباب في بعض المحافظات لكشف الحقائق وتوضيح الصورة أمام خالد عبدالعزيز رئيس المجلس القومي للشباب الجديد علي أمل إحياء دورها بما يتناسب مع ثورة 25 يناير التي أخرجت البلاد من ظلام دامس وألقت ببعض الشموع أمام المصريين للتوجه نحو بناء مصر الحديثة.. وحتي لا تتكرر الصورة الحقيقية لهذه المراكز والتي كشف عنها الفنان عادل إمام في فيلمه التجربة الدنماركية عندما قام بزيارة أحد المراكز بصفته وزيرا للرياضة والشباب وفؤجئ بتحويل المركز إلي صالة أفراح و«زريبة» لتربية المواشي وعندما سألوه من أنت يا حلاوة؟ جاء رده أنا الوزير يا ولاد الكلب. في الفيوم وللأسف لم تتغير الصورة كثيرا بعد ثورة 25 يناير اللهم إلا تغيير بعض مجالس الإدارات فى عدد من هذه المراكز, فهى لا تزال عاجزة عن جذب الشباب إليها لأنها ببساطة تفتقد عناصر الجذب فى ظل متغيرات العصر فأغلبها لا تزال تعمل بتربيزة بنج والطاولة والدومينو كما ان القائمين على هذه المراكز من موظفين وعاملين أغلبهم مشغولون بأعمالهم الخاصة وربما يتوجهون الى هذه المراكز فى أوقات فراغهم!! أحمد محمد «طالب جامعى» أكد أن وضع مراكز الشباب فى المحافظة قبل الثورة لم يختلف بعدها وأن المراكز تحتاج إلى ثورة تصحيح فى الفكر وكيفية استغلال أنشطتها بشكل يتناسب مع جيل الشباب المتواجد الآن والذى يعتمد على التكنولوجيا فى كافة تعاملاته. وأضاف أن مركز الشباب فى قريته دار السلام يفتح أبوابه يوميا ولكن هناك عزوف تام من أغلب شباب القرية عن دخوله بسبب عدم تواجد أى أنشطة تجذبهم للتواجد بداخله، مشيرا إلى أنه يفضل الجلوس فى منزله أمام جهاز الكمبيوتر الخاص به عن ذهابه إلى مركز الشباب الذى لم يجد فيه ما يساعده على الاستفادة منه. وأشار أشرف محمود «طالب ثانوى» إلى أن مراكز الشباب لم يختلف وضعها قبل أو بعد الثورة أو حتى منذ إنشائها لأنها بدون أنشطة واقتصر دورها على ذهاب الموظفين إلى المركز للتوقيع فقط حتى يحصلوا على مرتباتهم آخر الشهر، وهذا هو كل ما يعنيهم ولم تجد فيهم أحدا يريد أن يطور المركز أو يضيف إليه جديدا أو يعرف سر عزوف الشباب عنه ويبدأ فى إعداد خطط لعودتهم واجتذابهم مرة أخرى إليه. وفى قرية السيليين بمركز سنورس أكد أحد الشباب ان الإدارة الشبابية بالمركز قامت بتغيير مجلس الادارة بعد الثورة الا ان الوضع فى المركز لم يتغير كثيرا ولكن المشكلة فى نزل الشباب الدولى بالقرية الذى لا يقدم اى شئ للقرية ولا نعرف أعضاء مجلس إدارته لأنه ببساطة شديدة لا يوجد أحد من أبناء القرية فى مجلس الإدارة ورغم ان هذا النزل كان قبل الثورة يستقبل الأفواج العديدة من المحافظات الأخرى ومؤتمرات للوطنى المنحل إلا انه عقب الثورة اصبح مهجورا. وفي الإسكندرية تحولت مراكز الشباب الى أهداف أخرى خلال النظام السابق جعلها نقطة ارتكاز انتخابية وسخرها لمصلحته الشخصية ومنهم من أستغل المراكز لتحقيق مكاسب مادية وباتت مراكز الشباب عزبا خاصة لهؤلاء وهؤلاء . يقول حسام أنور مدير مركز شباب سموحة السابق أحد أكبر مراكز الشباب على مستوى مصر: إن مراكز الشباب عانت الأمرين خلال السنوات الأخيرة وتحديدا منذ تعيين صفي الدين خربوش رئيسا للمجلس القومي للشباب وأهدرت القرارات العشوائية إمكانيات الدولة والملايين التي يتم صرفها على مراكز الشباب وتحولت إلى خرابات وأنا هنا لا أتكلم عن مركز شباب سموحة ولكن عن مراكز الشباب بصفة عامة . وأضاف أنور: اتخذ صفى الدين خربوش قرارا برفع اشتراك مراكز الشباب من عشرة جنيهات للفرد الى مائة جنيه للفرد الواحد وهو ما أدى الى انهيار كامل في عدد المتقدمين الى الاشتراك فهل الأسر التي تريد الاشتراك في مراكز الشباب قادرة أن تدفع خمسمائة أو ستمائة جنيه سنويا؟ بل إن هذا القرار تسبب في عدم تجديد الاشتراك من الكثيرين الذين كانوا مشتركين بالفعل في المراكز وهو ما أدى الى ضرب فكرة مراكز الشباب من أساسها فلم تعد الكثير من الأسر تأتي الى المراكز لممارسة الرياضة. وتحدث عبد الله الخولي مدير مركز شباب الانفوشي عن أغرب قرارات صفي الدين خربوش قائلا: اتخذ رئيس المجلس القومي للرياضة قرارا عجيبا بتعيين مديرين لمراكز الشباب من الآنسات أعمارهن لا تتعدى 23 عاما و معهم عدد من الشباب لا يزيد علي الخمسة من نفس السن وكانوا جميعا يعملون مشرفين بمراكز الشباب وهم بكل تأكيد بلا أي خبرات على الإطلاق وكان من الصعب على أصحاب الخبرات العمل داخل مراكز الشباب تحت رئاسة هؤلاء لأن الوضع بات مقلوبا وهو ما أدى الى انهيار إداري كامل داخل مراكز الشباب وكان الهدف من هذا القرار هو إظهار رئيس المجلس القومي للشباب للقيادات العليا أنه يتخذ قرارات لمنح الفرصة للشباب وغيرهم لتولى المسئولية لكنها قرارات عشوائية وأصابت مراكز الشباب في مقتل. وأشار الخولي إلي أن مراكز الشباب كانت قبل عدة سنوات تنفذ مشاريع قومية في الكشافة والطلائع والكورال وكانت تشارك في مسابقات حقيقية كل هذا توقف تماما وتم إيقاف الدعم عنها وتحويل هذا الدعم الى نشاطات أخرى لا علاقة لها بالشباب. أما المأساة الحقيقية لمراكز الشباب فهي أن أغلبها تحول الى مراكز قوى لعدد من أعضاء مجلس الشعب والشورى حيث كان يتم استغلالها في الدعاية الانتخابية واستغلال الموظفين للعمل لحساب رئيس المركز بدلا من العمل لصالح مركز الشباب بل عدد كبير من هؤلاء الموظفين كانوا يعملون في الحملات الانتخابية. وفي الغربية مازالت مراكز الشباب محلك سر وخاصة أنه يزال يسيطر عليها فلول الحزب الوطنى وأعضاء المجالس المحلية وخاصة أنها تعتمد على القبليات العائلية التى مازالت تسيطر على عضويه هذه المراكز والتى تتحكم فى الانتخابات لانها تمتلك معظم عضوية الجمعية العمومية لهذه المراكز , وهو ما يتطلب تغييراً جذرياً فى لوائح مجالس إدارات مراكز الشباب. فمازال هناك الكثير من مراكز الشباب التى يتحكم فيها أعضاء الحزب الوطني المنحل والمجالس المحلية التى تحولت الى عزبه تابعه لهم مثل مركز شباب ونادى المعتمديه ومركز المحلة، هذا الصرح العملاق الذى يوجد به نزل شباب «4» نجوم لم تستخدم وأصبحت خاوية لا يسكنها أى من الشباب أو الوفود التى تشارك فى البطولات بالغربية علاوة على أن هذا المركز به صالة أفراح يتم تأجيرها للصرف على حد قولهم على الأنشطة فى المركز ليس هذا فقط بل هناك مركز شباب الهياتم مركز المحلة ومركز سباب صفط تراب وهما من أكبر قرى مركز المحلة. أكد فراج بدير نائب رئيس اللجنة العامة للوفد بالغربيه أن مراكز الشباب مازالت تحت عباءة أعضاء المنحل الذين يسيطرون عليها ويقومون بعمل عضويات من العائلات التابعة لهم ليصبح لهم النصيب الأكبر من أعضاء الجمعية العمومية التى تعيد انتخابهم مرة ثانية وهو ما يجعلهم يسيطرون على المركز تماما ويتحكمون فى جميع الأنشطة التى تدار من خلال المركز مثل مشروع توزيع رغيف الخبز الذى يتم فيه تشغيل أقاربهم دون غيرهم علاوة على صالات الأفراح التى تدر عليهم أرباحاً كثيرة من خلال تشغيلها بعيدا عن أعين أعضاء الجمعية العمومية. وأشار بدير الى انه مع قانون بند الثماني سنوات من أجل إزاحة هؤلاء لإقالة المنبوذين وبدء صفحة جديدة مع بداية ثورة «25» يناير من أجل الدفع بدم جديد من الشباب الواعى والمثقف الذى يستطيع بناء وإصلاح ما أفسده الآخرون وإعادة توجيهه.