سؤال قد يبدو غريباً بعض الشىء، ولكنك لو اطلعت على وجوه وأحوال أهالى شهداء ومصابى ثورة 25 يناير أثناء حضورهم جلسات محاكمة الرئيس السابق ونجليه وأعوانه، تجد أنهم قد ضاقت صدورهم من تلك «المسرحية الهزلية» التى تسمى بالمحاكمات وبدأت الشكوك والظنون تدب فى نفوسهم حول جدية تلك المحاكمات، فقد مضى عام كامل حتى الآن ولم يشعر أهالى الشهداء بالعدالة السريعة الناجزة، وبطء المحاكمات قد قتلهم، كما أن التهم المنسوبة إلى مبارك ونجليه هى تهم فكاهية من الدرجة الأولى لا تستوجب عقوبات بمقتضاها يشعر الشعب أن الثورة قد نجحت بالفعل، فمبارك وأبناؤه الذين أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد على مدار ثلاثين عاماً يحاكمون الآن بتهمة قبول هدايا من فلان أو علان أو الحصول على فيلا أو قطعة أرض فى المنطقة الفلانية، أيعقل هذا؟ لذلك كان من غير المستغرب أن تسمع أهالى الشهداء وهم يقولون أنهم لو لم يشعروا بجدية المحاكمات فسيأخذون القصاص بأيديهم، وهذا مؤشر خطير يدل على فقدان الثقة فى جدية محاكمات قتلة الشهداء، لذلك نطرح السؤال هل فى ظل حالة الضبابية التى تشوب حكم المجلس العسكرى وعدم حسمه لكثير من الملفات الهامة التى لا تقبل التردد ستظل الثورة سلمية؟ الثورة حتى الآن سلمية ويجب أن تستمر سلمية، ونجاحها مرهون بسلميتها، ولكن هل ستستمر الثورة سلمية فى ظل مشهد دراماتيكى مسرحى هزيل يسمى بالمحاكمات، وهل ستستمر الثورة سلمية مع اقتراب الذكرى الأولى لثورة يناير والحال كما هو ولم يتغير؟ وهل ستستمر الثورة سلمية والمجلس العسكرى يستخدم نفس العقلية الأمنية والقمعية لمبارك فى التعامل مع مطالب الثوار؟ وهل ستستمر الثورة سلمية ورجال صفوت الشريف وأنس الفقى يسيطرون على الإعلام المصرى حتى الآن؟ وهل ستستمر الثورة سلمية والمجلس العسكرى يستعين بنفس النخبة التى أنتجها مبارك لتسويق خطاياه؟ وهل ستستمر الثورة سلمية دون أن يقدم من قتلوا المتظاهرين فى العباسية وماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء إلى المحاكمة؟ وهل ستستمر الثورة سلمية ومبارك ونجلاه وحبيب العادلى يلقون معاملة مرفهة فى الوقت الذى يعالج فيه الثوار وهم مقرنون بالأصفاد؟ وهل ستستمر الثورة سلمية فى ظل المخطط المكشوف لتشويه الثورة ووصف الثوار بالعملاء دون أدلة دامغة تثبت صحة ادعاءات العسكرى؟ كل هذه الأسئلة ستجيب عنها الأيام القادمة؟.. نسأل الله أن يحفظ وطننا وأن يقيه كل شر وسوء
