حفر الزمان على ملامحها قسوته بعدما تركها أبناؤها وحيدة واضطرت للجوء إلى الأرصفة والشوارع للبحث عن مصدر رزق لها، فقد اعتادت السيدة الخمسينية أن تستيقظ من السادسة صباحًا وتصطحب بضاعتها معها لتعول نفسها. شربات محمود، البالغة من العمر 55 عامًا، تعمل في بيع المناديل الورقية على أحد أرصفة منطقة الدقي، تسرد شربات قصتها مع الحياة لتقول في آسى "أنا جيت من بلدنا من 16 سنة أنا وجوزي وأولادي عشان نشوف أكل عيشنا في مصر وبعد سنين طويلة جوزي مات وأولادي اتجوزو وسبوني لوحدي وبقيت اتنقل من مكان لمكان عشان أبيع شوية المناديل". وعن طبيعة وظيفتها التي تجبرها على الاستيقاظ مبكرًا في البرد القارص تستكمل شربات: "بصحى من 6 الصبح، وبتنقل من منطقة لمنطقة يمكن حد يحن عليا بجنيه ويشتري علبة مناديل"، متابعة أن بعدما قام صاحب الغرفة القاطنة بها بطردها لعجزها عن دفع الإيجار قامت بالإقامة عند خالتها في حجرة صغيرة. وبلهجة تملؤها الحسرة تقول: "أنا عندي مشكلة في رقبتي ولازم أعمل عملية ومش معايا فلوس أتعالج". تابعت بائعة المناديل بوجه مكسور وعين تملؤها الدموع: "الناس مبقتش تساعدني زي زمان كانو بيدوني بطانية أو حتة جلابية دلوقتي مفيش حاجة والمعاش اللي باخده بعد وفاة جوزي مش بيكفيني، 214 جنيها مش بيعملوا حاجة في الغلاء اللي إحنا فيه". وطالبت شربات أهل الخير والمسئولين بمساعدتها في علاجه وتوفير مسكن ملائم لها: "أنا نفسي في أوضة يكون فيها حصيرة أعيش فيها وعايزة أتعالج ده اللي طالبه من الدنيا".