سواك الهوي في العالي هويت علي طمي النيل يا سمارة وشربت عكار لما استكفيت بس احلويت قوي يا سمارة قوي يا سمارة لما اسمريت قوي يا سمارة لفيت الشارع والحارة علي زي نقاوتك فين مالقيت يا بلح أبريم يا سمارة وهذا هو الفارس الثاني الذي التقيته في القاهرة مرات ومرات في الشوارع ثم في السجون والمعتقلات ثم جمعتنا حبسة واحدة في ليمان «أبو زعبل» 1977 علي أثر انتفاضة الخبز العارمة التي سماها الرئيس محمد أنور السادات «انتفاضة الحرامية!» انه زكي مراد المحامي والقطب اليساري الكبير الذي رفض الحوار مع الرئيس السادات بعد توقيع معاهدات كامب ديفيد وفي هذا الشأن سألته: - كنتم قد قررتم سابقا الدخول في مفاوضات مع الرئيس السادات كأحد الفصائل الوطنية فما الذي غير موقفكم؟ - حينما قررنا الدخول في مفاوضات مع الرئيس كنا نتعامل بمواقعية. قلت: - والآن قال: - أيضا تصرفنا بواقعية وموضوعية بالأمس كان السادات زعيما أو رئيسا لمصر اختلفنا معه. قلت: - واليوم؟ قال: - اليوم تبدل الموقف تماما، حيث اعتبرنا التوقيع علي معاهدة كامب ديفيد من السادات خروجا علي القومية والوطنية قلت: - ومع ذلك اسمع اصواتاً عالية من معسكركم تنادي بالحل السلمي مع إسرائيل. قال: - إذا جاء هذا الحل السلمي ووافق عليه العرب مجتمعين فلا بأس أما ان ينفرد طرف عربي بالصلح مع اسرائيل فهذه خيانة وخروج علي الاجماع العربي. قلت: - ثم ماذا؟ ضحك وقال: - دع الاجيال القادمة تقول كلمتها في هذا الشأن. قلت: - اليس هذا هروبا من المواجهة؟ قال: - اعرف ماذا تقصد وصدقني ان الهروب من المواجهة يمنحي فرصة لجولة أو جولات اخري، وكنت كلما التقيت الصديق العزيز زكي مراد نعود لنفترق فهو كان دائم الترحال كما قلت في قصيدتي - مسافر - مسافر تودي الوداد للرفاقة مسافر تجيب الحليب للولاد