بعد حكم القضاء بتبرئة بعض المتهمين فى قضية قتل المتظاهرين،يتسائل الشعب المصرى عن من هو القاتل ؟ فمع احترامى لسيادة القضاء المحترم وعدم التعليق على احكامه وان كانت غير معصومة وغير الهيه ويجوز نقدها ورفضها ، وربما الاجراءات التى تتبع و التفاصيل ادت الى تلك البراءة لكن هل اقتنعت المحكمة والقضاه بتلك البراءة ؟ لكننى ارى من حقنا ان نعرف المجرم الذى قام بتلك الجريمة ،فاذا كان هذا حق لاصحاب الدم -اهالى الشهداء - فهو حق ايضاً لكل الشعب المصرى ، وهذا السؤال موجه للنائب العام،لابد ان يقتنع الشعب بان هناك نزاهة فى مجريات تلك المحاكمة ،أما وان حكمت المحكمة بتبرئة البعض لابد من توجيه الاتهام من جديد لاخرين ، يكونوا على صلة بالقضية ،ولابد ان يعلم المسؤلين ان تلك القضية لا تنتهى بمرور الزمن ولن تنسى ، القاتل لابد ان يحاكم ، والا سوف يكون مبرراً لضياع الحق والحقيقة ،وان يشوب عدم الشفافية والوضوح رغبة المسؤلين فى محاكمة او ملاحقة الذين قتلوا او افسدوا فى النظام السابق ،ولا يعتقد ان هناك مبادلة بين استقرار الوضوع الامنى او الحالة العامة فى مصر فى مقابل التنازل عن محاكمة المجرمين ،لن يحدث هذا مطلقاً ،وان هذا التفكير سوف يفجر الوضع مرة اخرى ،لانه يدل على ان الفساد مازال مستمراً، والرغبة فى القضاء عليه باتت على محك وسوف تؤدى الى عدم ثقة الشعب فى المسؤلين بعد الثورة ، بل يمكن ان يمتد الى عدم الثقة فى ثوابت ونزاهة بعض الجهات والتى لا يرغب الكثيرين التعرض لها . ايضاً ان مبارك يجب ان يحاكم ليس فقط على قتله للمتظاهرين فى التحرير ، بل ايضا على احتكاره للحكم و اختزاله فى الحزب الوطنى فقط وذلك بالاضافة الى تزويره للانتخابات البرلمانية و فساده للحياة السياسية بشكل عام بجانب جرائمه الجنائية فى استغلاله للسلطة من اجل التربح و تحقيق مكاسب مادية له و لعائلته و استغلاله لنفوذه من اجل الاستيلاء على الممتلكات العامة و الاضرار بمصلحة مصر العليا ، هناك اجيال بكاملها قضى علىيها النظام السابق ،وتحت قيادة هذا الشخص ، فمن يأتى بحق هولاء ؟ المحاكمة هنا ليس فقط على قتلة المتظاهرين بل يجب ضم جميع قضايا الفساد الى تلك المحاكمة ، وهذه قضية لا تحتاج لشهود،بل تحتاج لنية خالصة فى المحاكمة،الواقع يشهد على تلك الجرائم ونتائج هذا الاجرام تظهر فى كل شارع وفى كل بيت ،وفى كل مؤسسة فى الدولة ،الفساد المنتشر فى جميع اطراف الدولة ،أهو لا يعلمه الراغبين فى المحاكمة ؟ أم ماذا ؟ يتوجب اضافة كل فساده على مدى ثلاثون عاما الى قضايا قتل المتظاهرين المنظورة حاليا امام المحاكم ووضم باقى الفلول واعوانهم ورجالهم وقاربهم وكل من استفاد من فسادهم المالى والسياسى فى مصر . ان الشعب المصرى لا يخشى ما يروج له المستفيدين من عدم المحاكمات والقضاء على الفساد ومحاكمة من قتل الشهداء ، بجحة الامن والاستقرار،والا سوف تتعرض مصر لفوضى وأن مصر سوف تحرق لو تم محاكمة مبارك!! ،هذه اقوال الفاسدين واعوان النظام السابق ومن يتواجدون داخل هيئات الدولة الذين يخشون وصول المحاكمات اليهم ، مصر لن تحرق ولن تحدث فيها فوضى ،بل سوف تتجه افضل للاستقرار واحساس كل مصرى ان الدولة بالفعل تسير الى تحقيق مطالب الثورة ومحاسبة الفاسدين ، وأن ترويج تلك الشائعات لن يغنى الشعب عن رؤية الفاسدين والقتلة امام المحكمة وان يتم محاسبتهم ، وان عامل الزمن ومرور الوقت لن يكون فى صالحهم كما يتخيلون ،لان محاكمة هولاء سوف تتم عاجلاً ام لاحقاً لتكون اساساً للمرحلة القادمة ،وان يخشى كل مسؤل من المسؤلية والمحاكمة اذا تهاون فى حقوق الشعب المصرى وان الانتخابات لن تكون كافية لارضاء الثائرين ،ما يهم الشعب المصرى هو تحقيق ثورته دون التفاف على بعضها ، وتمرير البعض الاخر . سيادة النائب العام ، مع احترامنا لاحكام القضاء المصرى ، من القاتل ؟