يستعد الحزب الشيوعي الكوبي لعملية إصلاح سياسي خلال "مؤتمر" استثنائي يعقده الحزب الواحد في نهاية يناير سيكون الاول منذ انشائه العام 1965، بعدما صادق في الربيع على اصلاحات اقتصادية اطلقها الرئيس راوول كاسترو. ويرمي هذا المؤتمر بحسب السلطات الكوبية الى نشر "عقلية تغيير" خلال ثورة قامت قبل نصف قرن "حفاظا على الاشتراكية" ومواكبة "تحديث" النموذج الاقتصادي الكوبي الذي جاء نسخة عن النظام السوفيتي في سبعينات القرن الماضي. وستدرج على جدول اعمال المؤتمر في 28 يناير، بعض الاجراءات الاساسية مثل تحديد فترة حكم المسؤولين بولايتين كل منها من خمس سنوات واعتماد التكنولوجيا الحديثة في مجالي الاعلام ومكافحة الفساد. وقال راوول كاسترو الجمعة لدى اختتام الجلسة الثانية السنوية للجمعية الوطنية "في يناير سننظم المؤتمر الوطني الاول للحزب وبالتالي ليس امامنا فترة طويلة لنرتاح". ولم يعقد الحزب الشيوعي الكوبي مؤتمرا على الإطلاق، وهو اجتماع استثنائي تقرره كوادر الحزب لدرس المواضيع المهمة بين المؤتمرات التي لا تنظم الا كل خمس سنوات. وكان راوول كاسترو (80 عاما) اقترح تحديد فترة ولاية القادة باثنتين من خمس سنوات بما في ذلك ولاياته. واعرب عن الاسف الا تكون الثورة الكوبية هيأت لتولي جيل من الشباب السلطة خلفا للجيل "التاريخي" من الزعماء. وهذه المبادرة ثورة بحد ذاتها في البلد الوحيد الذي يؤمن بالحزب الواحد في اميركا اللاتينية وما زال قادته هم انفسهم الذين تولوا السلطة في 1959. وكان راوول كاسترو وزيرا للدفاع طوال نصف قرن قبل ان يخلف شقيقه فيدل كاسترو في 2006 الذي انسحب من الحياة السياسية لأسباب صحية. وينص المؤتمر على درس اعتماد التكنولوجيا الجديدة في مجال الاعلام في حين ان النقاش العام في كوبا يبقى ضعيفا ومقتصرا على صحافة رسمية صارمة انتقدها حتى الرئيس الكوبي. واستخدام الانترنت في كوبا محصور "باغراض اجتماعية" - في الجامعات والادارات وبعض المهن المحددة - ويعد عددا من المدونين الناشطين في صفوف المعارضة او الموالاة للنظام. وستكون مسألة مكافحة الفساد التي اعتبرها راوول كاسترو مؤخرا "اسوأ من الثورة المضادة"، ايضا على جدول اعمال المؤتمر. واطلق المؤتمر في 14 اكتوبر مع نشر وثيقة اساسية تتضمن 98 اقتراحا تتم مناقشتها ضمن اجتماعات للحزب الشيوعي الكوبي الذي يضم رسميا 800 الف ناشط من اصل عدد سكان من 11,2 مليون نسمة. وخلال الاجتماعات ال65 الفا تم تعديل 78 اقتراحا واضافة خمسة بحسب نائب الرئيس الكوبي والسكرتير الثاني في الحزب الشيوعي الكوبي خوسيه رامون ماشادو. وقال الاسبوع الماضي خلال اجتماع للجنة المركزية للحزب "ساهمت النقاشات في اظهار نقاط ضعفنا وقوتنا".