وافقت لجنة أممية معنية بحقوق الإنسان على مشروع قرار روسي حول حظر تمجيد النازية ومحاربة العنصرية والتمييز، ورهاب الأجانب، وبفضل موافقة اللجنة الثالثة التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، سيتم طرح هذا المشروع على التصويت العام في الجمعية الشهر المقبل. وصوت لصالح المشروع الذي نظرت فيه اللجنة، 131 دولة، فيما صوتت 3 دول (الولاياتالمتحدة وأوكرانيا وجزر بالاو) ضده، في ظل امتناع 48 دولة عن التصويت. وكان من بين الدول التي لم تصوت لصالح المشروع، أغلبية دول الاتحاد الأوروبي وكندا. وتجدر الإشارة إلى أن روسيا تطرح مثل هذا المشروع في الجمعية العامة للأمم المتحدة سنويا، وذلك بغية لفت الانتباه إلى خطر تنامي مظاهر الفاشية والعنصرية في مختلف أنحاء العالم، وتصعيد العنف على أساس النزعات العنصرية ورهاب الأجانب. كما يندد هذا المشروع بتمجيد النازية ونهوض النازية الجديدة في عدد من الدول. وتصر الولاياتالمتحدة وأوكرانيا على رفض هذا المشروع سنة بعد سنة. وفيما يخص موقف كييف، بهو ليس مثيرا للاستغراب، نظرا لنهوض التيارات القومية المتطرفة هناك، التي سيطرت خلال الأحداث الدموية في فبراير عام 2014، على مقاليد السلطة في البلاد. وتعتمد أيديولوجية الدولة الأوكرانية المعاصرة على تمجيد القوميين الأوكرانيين الذين حاربوا من أجل الاستقلال بدءًا من الحرب الأهلية التي اندلعت بعد انهيار الإمبراطورية الروسية في عام 2017، وتورطوا في مذابح بشعة بحق اليهود، ومن ثم تعاون أتباعهم، أيام الحرب العالمية الثانية، مع النازيين، وشنوا عمليات إبادة بحق السكان اليهود والبولنديين الذين كانوا تحت الاحتلال الهتلري. أما الوفد الأمريكي لدى الأممالمتحدة، فبرر تصويته ضد مشروع القرار، بمخاوفه من أن "تستغله روسيا لشن هجمات سياسية على جيرانها". كما اعتبر الدبلوماسيون الأمريكيون أن هذا القرار ينتهك حق حرية التعبير ويحمل طابعًا مسيسًا ضيقًا.