قالت صحيفة "اندبندنت" البريطانية إن الرياح الإسلامية التي تهب على المنطقة العربية والإسلامية أجبرت لندن على الرضوخ والإقرار بالواقع الجديد الذي تشهده المنطقة وخاصة في مصر. حيث أكدت جماعة الإخوان المسلمين للسفير البريطاني في القاهرة أنها لا نية لديها بإلغاء معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل أو تطبيق الشريعة الإسلامية، وهو ما جعل لندن تقول إنها ستتعامل مع من يصل لسدة الحكم أي ما كان توجهه. وأضافت الصحيفة إن الثورات العربية فاجأت الغرب وأربكته وجعلته يفكر في مواقفه من المنطقة وأنظمتها، وفي النهاية حولت عقودا من الدبلوماسية الغربية إلى هباء منثور، فقد كانت لندن تستبعد سقوط الرئيس المصري حسني مبارك ، حيث أكد أحد الدبلوماسيين الأوروبيين الذين يعتبرون من الخبراء في شئون مصر في شهر فبراير أنه لا يعتقد أن مبارك سيتنحى قريبا. وتابعت إن حكومة المحافظين التي حلت محل حكومة حزب العمال الذي كان يقيم علاقات جيدة مع نظام العقيد الليبي السابق معمر القذافي، شاهمت في فرض حظر جوي فوق ليبيا من أجل عرقلة العمليات العسكرية للقوات الليبية الموجهة ضد الثوار كأنها تستبدل السياسية البريطانية القريبة من نظام القذافي بأخرى تتعاطف مع الثوار. واشارت الصحيفة الى ان مرحلة ما بعد الثورات في العالم العربي ستشكل تحديا من نوع جديد للغرب، فها هي الانتخابات المصرية تتمخض عن تقدم للإخوان المسلمين والسلفيين، وفي تونس فاز حزب النهضة الإسلامي، فكيف سيتعامل مع ديمقراطية جلبت الإسلاميين؟". نيك كليغ رئيس الوزراء البريطاني هنأ حزب النهضة بالفوز، والتقى السفير البريطاني في القاهرة بهدوء مسئولين رفيعي المستوى في حزب الحرية والعدالة عقب الجولة الأولى للانتخابات، في بادرة تشير إلى أن بريطانيا على استعداد للتعامل مع من تجلبه الانتخابات، كائنا من كان. وتساءلت الصحيفة :"لكن ماذا لو فاز مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية ميت روني، وهو الذي ينظر الى الإسلاميين كخطر يحدق في العالم، دون أن يأخذ بعين الاعتبار كيف حجمت ثورات الربيع العربي نفوذ القاعدة؟". واختتمت الصحيفة :"إن الغرب لم يصنع الثورات في العالم العربي كما لا يستطيع إيقافها، وبإمكانه أن يتجاهل ما تجلبه أو يقرر التعامل معها بإيجابية، ولكن بعيون مفتوحة. لا خيار آخر أمامه".