أبدت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) الأمريكية, خوفها على احتفالات المسيحيين بأعيادهم في الشرق الأوسط, وخاصة بعد ما شهده احتفال العام الماضي بعيد الميلاد المجيد وسقوط الضحايا في حادث كنيسة القديسين. وزعمت الصحيفة أن المسيحيين عانوا كثيرا من الاضطهاد, حتى قبل انتشار الإسلام في المنطقة العربية، مدعية أن الوضع سيصبح أكثر سوءا في ظل صعود الإسلاميين إلى السلطة وما سيصاحبه من تغيرات سياسية. وأكدت الصحيفة أن أقباط مصر, وهي أكبر طائفة مسيحية في منطقة الشرق الأوسط, والذين يشكلون نحو 10 ٪ من الشعب المصري, أعربت عن خوفها من زيادة سوء وضعهم وأمنهم في البلاد, بسبب التغيير الديمقراطي, في ظل تعاملهم على أساس أنهم مواطنون من الدرجة الثانية. وأعرب "بيتر ظريف"، مسوق في شركة موبينيل, عن خوفه تجاه الأحداث المتصاعدة حاليا والإضطهاد الذي يعاني منه المسيحيون مؤكدا أنه في كل عيد لهم تندلع الاشتباكات, لذلك قرر الإحتفال ب"عيد الميلاد المجيد" خارج البلاد في زيارة لأحد اصدقائه في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقال "مايكل بوزنر"، من مكتب وزارة الخارجية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل في الكونجرس أن الأحداث تسير من الربيع العربي إلى الشتاء القبطي, مشيرا إلى أن الهجمات الطائفية التي تتعرض لها مصر قصة مثيرة للقلق. ونقلت الصحيفة عن "ميشيل دن", الباحث والدبلوماسي السابق، ومدير مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط في المجلس الأطلسي في واشنطن, تعليقا منه على وضع المسيحيين بعد الثورات العربية قائلا: "مثل هذه المجتمعات يسيطر عليها الإستبداد وينتشر طغيان الأغلبية للأقلية, مؤكدا أن العراق هي أفضل مثال على ذلك, حيث أن الأغلبية الإستبدادية من المسلمين لا تفكر في حقوق الآخرين. وأكدت الصحيفة أن أقباط مصر، ليس من المحتمل أن يلاقوا نفس العنف الذي تعرض له المسيحيين في العراق بعد زوال نظام صدام حسين, ولكنها أكدت على تزايد الإضطهاد ضدهم بشكل حاد خلال هذا العام. ولكنها أبدت مخاوفها من الإحتمالات الضعيفة لتكرر السيناريو العارقي في مصر عندما تعرض المسيحيين للإضطهاد ففر ما لا يقل عن نصف مليون من المسيحيين العراقيين منذ التدخل الأمريكي عام 2003، وتضاءل عددهم إلى مليون بعد أن كان 1,4مليون مسيحي, وتحت ضغط عمليات القتل الطائفي والهجمات على الكنائس، وإنتشار الثقافة السياسية الإسلامية على نحو متزايد في العراق وصل عدد المسيحيين إلى 500 ألف مسيحي فقط.
