اعتبرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية في تقرير نشر في عددها الأسبوعي الأخير يوم الجمعة الماضي أن اضطهاد الحكومة المصرية للأقباط في مصر أحد أهم العوامل التي تتسبب في تراجع أعداد المسيحيين في منطقة الشرق الأوسط، وهو عامل يأتي مباشرة بعد الحوادث الدامية التي يتعرض لها المسيحيون في العراق، حيث يتم قتل أعداد كبيرة منهم علي يد المسلحين المتطرفين هناك. وقالت الصحيفة الأمريكية في تقريرها إنه إلي جانب الاضطهاد الذي يعانيه الأقباط في مصر من جانب الحكومة التي تقوض الكثير من حقوقهم، فإن ارتفاع معدل مواليد المسلمين في مصر - وغيرها من دول منطقة الشرق الأوسط - وانخفاض معدلات مواليد الأقباط، إلي جانب الهجرة التي يقوم بها عدد كبير من الأقباط نتيجة الاضطهاد تتسبب في تراجع أعدادهم. وأشارت الصحيفة إلي أن التقارير القديمة كانت تشير إلي أن المسيحيين يشكلون نسبة 20% من تعداد سكان الدول العربية ودول الشرق الأوسط، إلا أن هذا العدد تراجع بسرعة كبيرة خلال السنوات الأخيرة حيث أصبح سكان المنطقة من المسيحيين لا يتعدون نسبة 10% من إجمالي السكان. وأكدت الصحيفة الأمريكية أنه من المستغرب أن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين تشهد توترًا ضخمًا في مصر والعراق بالرغم من الانسجام التام بينهم في إسرائيل، مشيرة إلي أن العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل تشهد استقرارًا ملحوظًا، فيما تتصاعد وتيرة العنف الطائفي في الدول الأخري التي من المفترض أن المسيحيين جزء لا يتجزأ من نسيجها الوطني. وأوضحت كريستيان ساينس مونيتور أن وجهات النظر تتعارض فيما يخص هذه التوترات، ففيما أجمع الكثيرون علي أن العنف الطائفي في مصر والعراق زاد في السنوات الأخيرة بشكل قوي، والدليل علي ذلك المذابح الدموية التي تحدث بشكل شبه يومي للمسيحيين في العراق، وكذلك حادثة نجع حمادي في مصر الأخيرة والتي راح ضحيتها 6 أقباط وبررتها الحكومة بأنها حادث ثأر بسبب اغتصاب شاب مسيحي لفتاة مسلمة. ومن جانب آخر توجد آراء تؤكد أن هذا النمط من العنف موجود منذ فترة طويلة، وأن العلاقات متوترة أصلاً ولم تشهد زيادة خلال السنوات الأخيرة، وإنما الاختلاف ظهر من خلال التركيز الزائد مؤخراً علي كل حوادث العنف التي تحدث ضد الأقباط سواء في مصر أو في العراق أو غيرهما من دول منطقة الشرق الأوسط. جدير بالذكر أن صحيفة كريستيان ساينس مونيتور هي صحيفة أمريكية تملكها كنيسة «ساينتست» - التي تتخذ من مدينة بوسطن بالولايات المتحدةالأمريكية مقرًا لها- وقد أنشئت هذه الصحيفة لمتابعة الشئون العامة بما فيها قضايا المسيحيين في العالم، وكذلك تحقيق التوازن بين القضايا الدينية والأمور السياسية وهو الأمر الذي تري الكنيسة أن الصحف الأمريكية بجميع توجهاتها الفكرية تفتقر إليه.