أكدت اجتماعات منتدى تنمية التعاون الصناعي بين الصين وإفريقيا والتى أقيمت فى بكين مؤخرا عن نمو العلاقات وزيادة التعاون بين الصين والدول الإفريقية فى كافة المجالات حيث تعتبر الصين أكبر شريك تجارى لإفريقيا فقد وصل حجم التبادل التجارى بينهم إلى 126.9 مليار دولار أمريكي في العام الماضي ومن المتوقع أن يتجاوز 150 مليار دولار نهاية العام الحالى . وذكرت وكالة أنباء (شينخوا) فى تقرير لها أن وانغ تشنغ آن، نائب الرئيس الدائم لجمعية الصين لدراسة القضايا الإفريقية قال إن قيمة التجارة بين الصين والدول الإفريقية وصلت إلى 10.6 مليار دولار أمريكي في عام 2000، وازدادت الى 126.9 مليار دولار أمريكي في العام الماضي . وذكر وانغ أن قيمة التجارة بين الصين وافريقيا قد بلغت 120 مليار دولار أمريكي في فترة يناير - سبتمبر من العام الجاري، مضيفا بأن هذه القيمة قد تتجاوز 300 مليار دولار أمريكي في غضون 3 - 5 أعوام مقبلة . وعبر تشنغ تشي قانغ ، سكرتير المنتدى, أن التجارة بين الصين والدول الافريقية شهدت تطورا سريعا في السنوات الأخيرة ، حيث لقت السلع الصينية الجيدة والرخيصة اقبالا لدى السوق الافريقي ، بينما استوردت الصين منتجات الطاقة والمعادن ومنتجات متميزة مثل القهوة والالماس من افريقيا لسد طلبها المحلي . وأضاف تشنغ أن حجم التجارة بين الصين وافريقيا ما يزال صغيرا نسبيا، مشيرا إلى أنه يجب على الجانبين توسيع مجالات التعاون الثنائي مثل الزراعة والتصنيع والمالية والموارد البشرية . وفى السياق نفسه كشف الكتاب الأبيض - والذى أصدره مكتب الاعلام التابع لمجلس الدولة الصيني - ان قيمة التجارة الصينية - الافريقية شهدت نموا سريعا منذ العام 2000 ، لتصل الزيادة السنوية الى 33.5% في الفترة من عام 2000 الى 2008. وأصبحت الصين اكبر شريك تجاري لأفريقيا في العام 2009 . وفي فترة يناير - نوفمبر عام 2010 ، وصلت قيمة التجارة الثنائية الى 114.81 مليار دولار امريكي ، بزيادة 43.5% على اساس سنوي. وشهد حجم الاستثمار الثنائي ازديادا ملحوظا منذ تسعينات القرن الماضي. وحتى نهاية العام 2009 ، وصلت الاستثمارات الصينية المباشرة في افريقيا الى 9.33 مليار دولار أمريكي، وتوجهت هذه الاستثمارات رئيسيا إلى جنوب إفريقيا ونيجيريا وزامبيا والسودان والجزائر ومصر وغيرها وفي الوقت عينه ، بلغت الاستثمارات الإفريقية المباشرة في الصين 9.93 مليار دولار امريكي . إضافة إلى ذلك، اهتمت الصين ببناء القدرة التنموية الإفريقية وعززت التبادل والتعاون التعليمي مع دول افريقيا ، ولم تنظم التدريبات للإدارة والفنون فحسب، بل أرسلت الخبراء والمتطوعين الشباب إلى إفريقيا . واشار الكتاب الأبيض إلى أن الصين اكبر دولة نامية في العالم ، أما القارة الافريقية فيحتشد فيها أكبر عدد من الدول النامية . ويرى الخبراء الاقتصاديون أن أي دولة نامية لا بد أن تتخذ ميزة تفوق نسبية لها كقوة دافعة لنموها. وبالنسبة إلى الدول الإفريقية، تعد الموارد الغنية ميزة التفوق النسبية لها، لذا ظل تطوير الموارد موضوعا هاما في التعاون الصيني الإفريقي ابتداء من ثمانينات القرن الماضي . وأضافت (شينخوا ) أن فو تسي يينغ، نائب وزير التجارة الصينى قال ان الحكومة الصينية تشجع الشركات الصينية على الاستثمار فى دول اجنبية مختلفة، من بينها الدول الافريقية، وتحث الشركات على الالتزام بقوانين ولوائح الدول. واكد على ان الصين سهلت صادرات افريقيا للصين,مشيرا الى ان الحكومة الصينية تدعم الشركات الصينية التى تستورد المنتجات الافريقية وقدمت دعما للشركات التى تستورد المنتجات الافريقية. وقال ان الصين تشارك فى أنشطة يتم تنفيذها من اجل تعزيز التنمية الاقليمية فى افريقيا,مضيفا إن المشروعات التى تقوم بها الشركات الصينية فى افريقيا وفرت فرص عمل مهمة للمواطنين فى القارة ومن جهته افاد سون قوانغ شيانغ, نائب وزير التجارة الصيني السابق, ان الصين قدمت 10 مليارات دولار امريكى من القروض التفضيلية للدول الافريقية فى فترة 2010 - 2012 للمساعدة على بناء البنية الاساسية . ولعب صندوق التنمية الصينى - الافريقى الذى أسسته الصين دورا ايجابيا فى دفع استثمارات المؤسسات الصينية فى الدول الافريقية . وحتى الآن استثمر الصندوق اكثر من 1.5 مليار دولار امريكى لدعم اكثر من 50 مشروعا . وقال ان عددا كبيرا من البنوك الصينية والهيئات المالية اجرت اعمالا فى الدول الافريقية , كما أسست ستة من البنوك الافريقية لخمس دول مثل المغرب ومصر فروعا ومكاتبا لها فى الصين. واصبحت 28 دولة ومنطقة مقصدا سياحيا للمواطنين الصينيين فى الوقت نفسه. وذكر ابراهيم بوباكار كيتا, رئيس وزراء جمهورية مالى السابق, ان علاقة الصداقة الاستراتيجية الجديدة بين الصين والدول الافريقية تعد ممارسة هامة فى العلاقات الدولية الحديثة وتقدم املا جميلا للمواطنين الافريقيين. وفى السنوات الاخيرة زادت الصين من اسثتمارها فى مجالات معيشة الشعب والمجتمع فى الدول الافريقية وحققت هذه الدول فائدة ونموا كبيرا . وفى هذا أشاد رئيس زامبيا السابق كينث كاوندا بالدعم الذي قدمته الصين للقارة الافريقية في العقود الاخيرة، مؤكدا على أن الصين غيرت مجرى التاريخ بقيامها بدور استراتيجى في الصراع القائم في الجنوب الافريقى. وقال انه دون الدعم الثابت للصين، لكان تاريخ القارة اتخذ بالطبع مسارا مختلفا. وأعرب الزعيم الزامبي السابق عن امتنانه لوجود الصين في العديد من الدول الافريقية حيث تدير علاقات اقتصادية متبادلة المنفعة. وقال إن الصداقة التي تطورت بين الجانبين لن تعود بالنفع عليهما فقط، ولكنها تدرس للعالم كيفية تحقيق التنمية المستدامة. واضاف عن امله في ألا تتوطد العلاقات على المستوى الثنائي فقط، ولكن بين الشعوب ايضا. ودعا جميع اعضاء المجتمع الى تنمية هذه العلاقات والتمسك بها من اجل المنفعة المتبادلة.