«نجوا من الموت ليحكوا لنا أسرار احداث مجلس الوزراء، وراء كل مصاب قصة تتضمن سبب نزوله وماذا حدث له، فتشنا في ذاكرتهم عن هذه الاسرار فكان منهم من اعتصم 23 يوماً أمام مجلس الوزراء لدم الشهداء ومنهم من نزل بعد إصابة احد اقربائه أو زملائه والبعض الآخر نجا من احداث محمد محمود وماسبيرو، وأصيب في مجلس الوزراء وكان أسوأهم خطأ من رافقته الاصابة في كافة الاحداث. بولس زكي ناشط قبطي شارك في كافة المليونيات والفعاليات الثورية، لم يبرح الميدان، متذرعا بما يثنيه عن المشاركة الوطنية، اخطأته الرصاصات التي خرجت إبان احداث ماسبيرو الدامية، وخرج ولم يمسسه سوء، لكنه انضم إلي قائمة المصابين في أحداث مجلس الوزراء التي اندلعت الجمعة الماضي، بين قوات الجيش والمعتصمين. يقول بولس: نجوت في احداث ماسبيرو، وأصبت في احداث مجلس الوزراء يمكن ربنا قصد كدة علشان أثبت اني مصري، حيث تعرضت للسحل الجمعة الماضي علي يد جنود القوات المسلحة بشارع قصر العيني، ويضيف أنه حضر إلي الميدان صباح الجمعة، لتصوير الاحداث، لكنه قبل الصلاة، فوجئ بهجوم منظم ونظراً للزحام سقط علي الارض، فأشبعه المجندون ضرباً بالعصي علي مناطق متفرقة من جسده، واخذوا الكاميرا. يقول بولس: تناوبوا علي بالضرب، ومقدرتش أقوم، لكن أخويا دور عليا، ونقلني مع مجموعة إلي المستشفي، وأصبت بكدمات في اليدين، والقدمين، وفي رأسي 40 غرزة. واضاف، أنا عايز أقول، ان اخذت بركة كبيرة من ميدان التحرير، وانا عارف ان فيه ناس بتحبنا، وزي المسيحية ما علمتنا المحبة، الناس بتتعلم المحبة مننا. بولس القبطي الذي يحرص علي حضور الاحتفالات الرمضانية ب «تي شيرت» شهير يحمل رسم «هلال وصليب» قال: «لن نترك هذه البلد وسوف نموت علي ارضه رغم صعوبة الاوضاع وعدم وضوح الرؤية». اصابة طالب الطب نزلت الميدان بعد ان شاهدت صورة الشهيد علاء هذا ما قاله «حسين النجار» أحد طلاب طب الزقازيق الذي اصيب بكسر في الكوع إثر القاء احد عساكر الشرطة العسكرية طوبة رخام عليه من فوق سطح مجلس الشعب. واضاف أن السبب الآخر في نزوله ومشاركته في الاشتباكات الحالية تعرض احدي زميلاته في كلية طب الزقازيق لاعتداءات وحشية علي يد افراد الشرطة العسكرية وهي الآن في العناية المركزة، وقال «النجار»: «لن نغادر الميدان ولن نعبأ بقنابل الغاز أو الرصاص لاننا أدمناها». «من موقعة الجمل إلي مجلس الوزراء» يقول عماد حمدان: فررت من أمام مجلس الوزراء بعد اصابتي بكسر في القدم متوجهاً إلي المستشفي الميداني ولكني لم استطع بسبب ملاحقة بعض جنود الشرطة العسكرية لي وقاموا بضربي حتي اصابوني بالاغماء ويضيف أن أحد المعتصمين قام بنقله إلي المستشفي الميداني واخذت 10 غرز في رأسي غير كسر قدمي وكدمات في البطن والذراع اليمني. ويؤكد عماد أنه ذهب للاعتصام للمطالبة فقط بحق الشهداء ومحاكمة قاتليهم مشيراً إلي أنه نجا من الاصابة في موقعة الجمل ليصاب في موقعة مجلس الوزراء. واضاف «ان شاء الله نموت كلنا في الميدان ميهمناش أحسن ما نعيش في ذل». «مأساة القاضي» شربت من مياه الاسفلت، ونمت علي بطني، تلخص العبارة مأساة طارق القاضي عضو فرقة سيد درويش وأحد معتصمي مجلس الوزراء يقول طارق إنه تم احتجازه لمدة 3 ساعات داخل مجلس الشعب بصحبة 15 فرداً من قبل قوات الجيش. وأضاف «ضربونا بالعصيان والبيادة، ورشوا علينا مياه، ونيمونا علي البطن، وأمرونا أن نشرب من مياه الاسفلت، أو يكهربوا الارض من تحتنا». وأوضح طارق انه حدث اقتحام للاعتصام صباح الجمعة، وكنا في موضع الدفاع علي النفس، وفوجئت ب «5 أفراد» يضربونني ب «العصي» ويسحلوني علي الارض، حتي فقدت الوعي تماماً. وبعد ان شربت مياه الاسفلت، انتقلنا إلي مجلس الشعب، واللي كان بيرفض الشرب كان بيضرب. يستطرد قائلاً «كان في خطتهم يودونا الصحراء ويسيبونا، لولا ضغط المتظاهرين من الخارج». وألمح القاضي، إلي أن ضباط الجيش كانوا يسخرون من الثورة، أثناء ساعات الحجز، وبيقولوا لنا يبقي اعملوا الثورة الثالثة». وأردف قائلاً ذهبت بعد خروجي إلي مستشفي معهد ناصر، وعملت أشعة وتبين وجود كدمات قوية، لكنها ليست كسوراً، وعدت إلي البيت، فاقداً للوعي طوال يوم السبت. طارق الذي يشارك ب «العود» في أغلب المليونيات، شادياً ب «أغاني التراث» قال رجعت تاني الميدان علشان أكمل، والضربة بتقوي مبتخوفش». «تصرف القناصة» «طوبة لله» هذا ما كان يردده سمير زكي حنا في اشتباكات مجلس الوزراء قبل اصابته بكسر في قصبة القدم وشرخ في اليد اليسري. وقال «سمير» أول ما حدث اشتباكات فررنا من أمام مجلس الوزراء ثم عاودنا مرة اخري وعند اصابتي يوم 16/12 نزلت المترو لاعطاء اللاب توب إلي احد زملائي ثم صعدت مرة اخري واتصلت بأخي رد علي احد المعتصمين وقال لي اخوك بيموت تعالي بسرعة فذهبت إليه وجدت رأسه مفتوحاً وقدمه مكسورة فصعدت به إلي تاكسي وانا كنت مصاباً وخفنا نركب سيارة الاسعاف المتوجهة لقصر العيني لان المستشفي يسلم المصابين للجيش فتوجهنا لمستشفي آخر. واضاف في سخرية «بعض افراد القناصة الذين اعتلوا سطح مجلس الشعب اعتبرونا «دورة مياه بدلا من رشنا بمياه المطافي». شاهد الفيديو