سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
23 وكيلا للنيابة يحققون مع 154 متهمًا فى أحداث مجلس الوزراء (الشروق) تنشر نص التقرير المبدئى لمستشفى (قصر العينى) عن 182 مصابًا بينهم 57 تعرضوا لإطلاق نار
واصلت نيابة جنوبالقاهرة برئاسة المستشار طارق أبوزيد المحامى العام لنيابات جنوبالقاهرة، التحقيق مع 154 متهما جديدا فى أحداث مجلس الوزراء، والتى أسفرت عن استشهاد 9 مواطنين، وإصابة المئات. واستعجلت النيابة العامة تقرير الأدلة الجنائية عن حرق مبانى هيئة الطرق والكبارى والمجمع العلمى ومبنى اللجان التابع لمجلس الشعب، وشكلت لجنة لحصر التلفيات التى نتجت عن الحريق، وأمرت بسرعة تفريغ بعض مقاطع الفيديو التى تحتوى على مشاهد لمن ألقوا زجاجات المولوتوف على المبانى وإشعال النيران فيها وذلك لتحديد بعض مثيرى الشغب. وكان المستشار عبد المجيد محمود، كلف 23 وكيل نيابة من نيابات جنوبالقاهرة، بإجراء التحقيقات الموسعة مع المتهمين، فيما قررت النيابة أمس الأول، حبس 16 متهما من المتظاهرين الذين ألقى القبض عليهم «أثناء اقتحام مبنى مجلس الشعب، وإشعال النيران فيه»، ونسبت إلى المتهمين 5 اتهامات هى: «مقاومة السلطات، والتجمهر، وإشعال الحريق عمدا بمبانى حكومية، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة المتمثلة فى منشآت وسيارات عامة وأخرى مملوكة للمواطنين، وحيازة وإحراز مفرقعات وعبوات مشتعلة».
وكانت النيابة انتدبت خبراء مصلحة الأدلة الجنائية لفحص الأماكن والمبانى التى تعرضت للحريق العمدى، لمعرفة بداية انتشار النيران بها ونهاية الحريق وأسبابه على وجه الدقة والتفصيل.
كما أمرت بندب مصلحة الطب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى على المتوفين فى تلك الأحداث، وتحديد أسباب الوفاة، وكذلك الكشف على المصابين، وتحديد إصاباتهم وأسبابها، مع استمرار التحقيقات فى جميع الوقائع لمعرفة ظروفها وملابساتها.
استمعت النيابة العامة إلى المصابين فى مستشفى قصر العينى، وبينهم طفلان مصابان بطلقات نارية، أحدهما أصيب برصاص حى، والآخر خرطوش، وتبين من الأقوال التى سجلتها النيابة أن «معظم المصابين لم يكونوا من بين المتظاهرين، إنما الصدفة قادتهم إلى منطقة الأحداث، وتعرضوا للضرب بالرصاص أو العصى على يد عساكر القوات المسلحة».
وقال الطفل محسن حسين (10 أعوام) فى أقواله للنيابة إنه لا يعلم معنى التظاهر ويعمل بائعا سريحا أمام مسرح السلام وبعد انتهاء يومه توجه إلى موقف عبدالمنعم رياض بصحبة ابن عمه، وأثناء مرورهما من أمام مجلس الوزراء اختفى ابن عمه فحاول أن يبحث عنه وسط الاشتباكات إلا أنه فوجئ بإصابته وأن جسده ينزف ووقع على الأرض، قبل أن يتم نقله إلى مستشفى قصر العينى، وفى المستشفى علم أنه اصيب بخرطوش بجميع أنحاء جسده.
وقال الطفل نبيل حمدى (12 عاما) تلميذ بالمرحلة الإعدادية،إنه ذهب إلى الميدان وهو وزملاؤه للتنزه ولكنه بعد وصولهم للميدان شاهدوا ضرب النار من جميع الاتجاهات، فحاول هو أصدقاؤه الخروج من الميدان وبدأوا بتجميع اصحابهم فأصيب بطلق نارى فى البطن.
وقال كريم أحمد (21 عاما) طالب بأكاديمية المستقبل، أنه كان متوجها إلى كورنيش النيل لحضور حفل زفاف صديقه، ولكن حب الاستطلاع دفعه إلى الذهاب إلى الميدان لمتابعة الاشتباكات، إلا أنه فوجئ إصابته بطلق نارى.
وتبين من تقرير تشخيص الحالة من قبل أطباء قصر العينى أن الرصاصة «تسببت فى إحداث تمزق بالكبد والرئة»، لكن الأطباء تمكنوا من توقيف النزيف.
وسألت النيابة العامة سامح ساويرس (55 عاما) مصور بأحد معامل التصوير فى شارع جانبى متفرع من ميدان التحرير، والذى قال إنه أثناء مروره بالميدان شاهد مجموعة من الشباب تجرى بسرعة غريبة، فارتبك ووقع على الأرض ففوجئ بأكثر من 10 عساكر جيش يلتفون حوله ويضربونه بالشوم على رأسه حتى فقد الوعى تماما، وقال فى التحقيقات: «ربنا يعلم.. أنا ماليش فى التظاهر رغم أن حال البلد لا يرضى عدوا ولا حبيبا».
أما إيهاب أشعيا (35 عاما) صاحب شركة استيراد وتصدير، فقال إنه كان من المعتصمين أمام مجلس الوزراء منذ بداية الأحداث، لأنه «غير راض على حال البلد»، وأنهم منذ أن تجمعوا للاعتصام لم تحدث اشتباكات، «الا عندما دخلت الكرة فى مبنى مجلس الوزراء ودخل عبودى إبراهيم، ليأخذها ولكننا فوجئنا بثلاثة من قوات الامن يلقون عبودى والدماء تنزف من رأسه وجسده فحاولنا الدفاع عنه، وتجمعت حولهم أعداد كثيفة من قوات الأمن».
وأَضاف: «عندما بدأت عمليات الكر والفر، شاهدت قوات الأمن يضربون بنتا ويمزقون ملابسها، حاولت الدفاع عنها، ولكنى أصبت بطلق نارى فى الفخذ وتجمع حولى أكثر من 30 عسكريا يضربوننى بطريقة بشعة».
وحصلت «الشروق» على نص التقرير المبدئى الصادر من مستشفى قصر العينى والذى تسلمته النيابة أمس. ويكشف التقرير أن المستشفى «استقبل 182 مصابا بإصابات مختلفة، منهم 8 مصابين بجروح قطعية بالرأس، إثر ارتطام الرأس بالأرض، و10 بطلق نارى بالرأس، و8 مصابين بطلق نارى بالبطن وحالتهم غير مستقرة، و17 مصابا بكدمات فى الوجه، و10 بجروج قطعية بالرأس وكسور بالجمجمة إثر ضرب بآلة حادة، و4 مصابين بتجمع دموى ونزيف بالمخ، و9 آخرين بشروخ قطعية فى المخ، ومصابين اثنين بحروق بنسبة 10%، وآخر مصاب بكدمة فى الرئة، و6 مصابين بخرطوش داخل مستشفى قصر العينى»، وتبين أن الموجودين حاليا بالمستشفى 57 حالة، وأن من بين من دخلوا قصر العينى 5 متوفين من أصل التسعة الذين تم نقلهم إلى مشرحة زينهم.