انتقدت صحف إسرائيلية اليوم الخميس، تساهل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع اعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين وقوات الجيش الإسرائيلي ونشطاء يساريين إسرائيليين، رغم مصادقته أمس على توصيات من شأنها تقييد نشاط وتحركات المستوطنين. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو قبل التوصيات التي قدمها وزير الأمن الداخلي اسحاق أهرونوفيتش ووزير العدل يعقوب نئمان بشأن التعامل مع "عمليات الشغب في يهودا والسامرة أي الضفة الغربية". ولفت البيان إلى أن الوزيرين بلورا توصياتهما بعد لقاءات مع مسئولين من جهاز الأمن العام الشاباك والجيش والشرطة والنيابة العامة. من جانبه رفض نتنياهو المصادقة على توصية الوزيرين باعتبار المستوطنين الذين ينفذون الاعتداءات المعروفة بتسمية "جباية الثمن" عمليات إرهابية، كما لم يتطرق بيانه إلى تهديدات المستوطنين لنشطاء يساريين في منظمات حقوقية، مثل تهديد مسئولة ملف متابعة الاستيطان في حركة "سلام الآن" حاغيت عوفران. وتنص التوصيات التي صادق عليها نتنياهو على "إصدار فوري لأوامر إعتقال إداري بحق المشاغبين" و"زيادة فورية لعدد المبعدين عن المنطقة" و"محاكمة المشاغبين في محاكم عسكرية" و"منح صلاحيات اعتقال لجنود الجيش الإسرائيلي" و"زيادة أطقم التحقيق الخاصة التابعة لجهاز الأمن العام وللشرطة والجيش وللنيابة العامة وزيادة الموارد المخصصة لإجراء التحقيقات". من جانبها أكدت صحيفة "هاآرتس" اليوم أن هذه الصلاحيات موجودة منذ سنوات طويلة بأيدي سلطات تطبيق القانون لكنها الأخيرة لا تستخدمها. وكتب المحلل العسكري في "هاآرتس" عاموس هارئيل أن الغضب الشعبي الإسرائيلي جراء اعتداءات المستوطنين على قوات الجيش وتخريب معدات عسكرية ووصف الجنود بأنهم نازيون "دفع نتنياهو إلى تنفيذ خطوات سريعة وحازمة نسبيا، لكن ضباط الجيش والشرطة ما زالوا متشككين للغاية حيال نجاعة هذه الخطوات". وأضاف هارئيل أن "ضباطاً أكدوا أنهم يتوقعون وجود إحتمال ضئيل وحسب بأن تؤدي الإجراءات الأخيرة (ضد المستوطنين) إلى إحداث تغيير جذري في حالة تطبيق القانون في الضفة". واقتبس بوعاز أوكون القاضي السابق والمحلل القانوني في صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن الكاتبة والمفكرة اليهودية الألمانية حانا أريندت قولها في أحد كتبها إنه "ثمة أشخاص ما زالوا يعبّرون عن أسفهم على أن ألمانيا (في الفترة النازية) أبعدت ألبرت آينشتاين، من دون أن يدركوا أنه حدثت جريمة أكبر بكثير وتمثلت بقتل اليهود الذي سكنوا خلف زاوية الشارع عبثاً رغم أنهم لم يكونوا عباقرة". وأضاف أوكون "جنود الجيش الإسرائيلي وضباطه يعرفون كيف يدافعون عن أنفسهم ويوجد تحت تصرفهم ألوية بأكملها، وهناك جرائم أخطر يجري تنفيذها ضد العرب في المناطق المحتلة، وبالأمس فقط تحدثت تقارير عن إحراق 5 سيارات فلسطينية وإلقاء حجارة وحرق مسجد تاريخي في القدس وكتابة عبارات بذيئة (كتلك المسيئة للنبي محمد)، وليس هناك من يحمي العرب".