تنوعت أشكال الفنون داخل مسرح العرائس على مدار السنين من فن تحريك العرائس "الماريونيت" وخيال الظل والأرجوز وغيرها من الفنون التي كانت بمثابة ادخال البهجة على النفس، ووسيلة الترفيه لمختلف الطبقات بداية من الحكام وحتى العمال. ومن تلك الفنون فن العرائس بمختلف أنواعها، فيقوم فيه فنان الدمى او "العرائس" بتحريكها وكأنها إنساناً خاضعاً له وبالنظر لهيأتها يبدوا على ملبسها وتصميمها وكأنها من بنى البشر، ليبدع المخرج فى تجسيد شخصية تلك العرائس من خلال العديد من سيناريوهات المسرحيات التى يستمتع بها المتفرجين على أختلاف أعمارهم. فتتصاعد ضحكات الأطفال الصغار لمشاهدتهم الدمى المتحرك والمتصلة بخيوط من كافة جوانبها ليحركها شخص ما من خلف الستار، والابتسامة المتصاعدة من الوجه البشوش لكبار السن المصطحبين احفادهم ليسرحوا بخيالهم لإسترجاع أيام الطفولة، فضلاً عن الشباب متملق النظر لذلك الفنان خلف الستار الذى صنع لنفسه مستقبل فى عالم فن العرائس ولم يقف عاجزا أمام البطالة ومشاكلها كما يفعل البعض بل حاول إثبات نفسه وكيانه. مسرح العرائس أو"الدمى الخشبية" هو فن شعبي قديم يعود أصله إلى الثقافات الآسيوية وبدء فى الازدهار مع مطلع القرن الثالث عشر في البلاد العربية بعد سقوط الأندلس، وكان فى تلك الأونة وسيلة لتسلية المواطنين بجانب التعبير عن الأوضاع الإجتماعية والسياسية للدولة، عن طريق تمثيل مسرحى بعرائس الدمى او الماريونيت لعدة قصص ذو القيمة الإنسانية او السياسية دون المساس بالحاكم . وفي عروض مسرح العرائس يختبىء "المخرج" تحت طاولة ويحرك الدّمى بالخيوط الممدودة من أسفلها التي تحمل الدمى، أما عن مواكبة فن العرائس لتطور العصر الحديث فستبدل المخرج الطاولة بلوح خشبى يقف خلفه ويُدخل يديه في الدمى و يحركها بأصابعه فوق لوح الخشب، و يتكلم عن لسانها بأصوات مختلفة حيث يضع في فمه جهازاً يُغير الصوت. عروسة الماريونيت"الخيوط" تختلف عرائس الماريونيت عن الدمى الخشبية، فيقوم الفنان بتحريكها من أعلى المسرح عن طريق خيوطها المتصلة بأعضاء أجسادها المختلفة، ويتم إلباس الماريونيت ملابس تليق بشخصيتها في القصة كما تملك وجها معبراً و شعرا أو منديل رأس على حسب سيناريو القصة. وهذا النوع من العرائس يحتاج إلي تدريب وجهد كبير لتظهر على المسرح وكأنها تجسد شخصية حية، والبطل الأساسي في هذه العروض المسرحية هي العرائس وليس شخصيات بشرية بل عبارة عن مجسمات اصطناعية يتحكم في حركاتها شخص، إما بيده أو بخيوط أو أسلاك أو عصي، وتتقمص هذه الدمى أدوارا في مسرحيات تعرف باسم "عروض العرائس" على اختلاف أدوارها فيمكن أن تمثل شخصا أو حيوانا أو نباتا. خيال الظل فن بسيط يعتمد على الخيال ويطلق عليه فن" شخوص الخيال، خيال الستار، ظل الخيال، طيف الخيال"، وهو عبارة عن ضوء مسلط على ستارة بيضاء شفافة وخلفها عالم من القصص والحواديت الرومانسي منها والسياسي والاجتماعي وأخر تربوي وطفولي يقدم الحكاية بصورة ساخرة مبسطة. وتعتمد تجسيد تلك القصص على عرائس مصنوعة من جلود الحيوانات المجففة الرقيقة وبعضها تستخدم إشارات بالإيدي والجسد أحياناً، فيعتبر فن خيال الظل النواة لفكرة السينما. وكانت تعرض مسرحيات خيال الظل بمختلف المناسبات وبالأماكن العامة والخاصة من مقاهي وغيرها ويقبل عليها جميع طبقات المجتمع. اختلف الباحثون حول تاريخ فن خيال الظل وبلد نشأته فهناك من أرجعه لبلاد الشرق الأقصى ومنه للقاهرة ودول العالم العربي ومنهم من أرجع نشأته لبلاد الصين والهند وغيرهم لبلاد اليونان. أساطير وحكايات وتعددت الأساطير والحكايات حول بداية خيال الظل ومن أشهر تلك الأساطير المتعلقة ببداية فن خيال الظل "أسطورة كرة كوز وحاجي واد"، وظهرت تلك الأسطورة بتركيا حين أمر السلطان العثماني "أورخان غازي" ببناء جامع بمدينة البورصة، وكان من بين العمال عاملان يمتازان بخفة الظل وروح الدعابة والفكاهة ويضيفان جوا من البهجة والمرح أثناء العمل وهما "كره كوز وحاجي واد"، وكانا يقومان بحركات مرحة وراء ستار. والتف العمال حولهما تاركين عملهم مما تأخر الوقت في بناء الجامع وحين سأل السلطان السبب، أخبره عن العاملان فجاء بهما وأمرهما أن يقدما له عرضا مما قدماه من قبل وسعد السلطان بهما ولكنه أمرهما أن يعرضا هواياتهما في وقت الراحة. وقال الباحثون أن أول مرة عرف فيها العرب فن خيال الظل كان بالعصر العباسي، وجاء لمصر بالعصر الفاطمي، وأطلق على مسرحيات ومسلسلات خيال الظل بالعصر المملوكي أسم" بابات" ومفردها "بابة". ومن أشهر فناني خيال الظل الطبيب المصري"بن دانيال" وعرفت عنه ثلاث مسلسلات هم" عجيب وغريب، وطيف الخيال المحفوظة قصتها بدار الكتب المصرية بالقاهرة، بجانب قصة المتيم"، وهناك أحد الدمى المعروفة عنه والمحفوظة بالقسم متحف برلين داخل القسم الإسلامي هناك فرق مصرية وهناك بعض الفرق التى لاتزال تهتم بفن خيال الظل وأشهرها فرقة "ومضة" بإشراف الدكتور نبيل بهجت الذي يحاول الحفاظ على هذا الفن وتراثه وتطوره بشكل مستمر. وكان التليفزيون المصري بفترة من الفترات قرر إحياء فن خيال الظل القديم ببرنامج "حكايات خيال الظل" للأطفال، وكان يذاع بصورة يومية في شهر رمضان الكريم.