تصاعدت حدة الأزمة فى روسيا، حيث ازدادت المظاهرات اشتعالا، احتجاجا على نتائج الانتخابات الأخيرة. ورأت صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية أن روسيا أصبحت على حافة الانفجار، فقد خرج الآلاف فى مظاهرات وسط العاصمة موسكو للاحتجاج على ما وصفوه بتزوير الانتخابات واشتبكت الشرطة مع المتظاهرين فيما وصفته الصحيفة بأنه بداية لمواجهات قد يمتد أمدها. كما اعتقلت الشرطة الروسية في مدينة "سانت بترسبرغ" 200 متظاهرا، على الأقل بينهم العديد من الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان لساعات طويلة. وقالت الصحيفة إن الوضع فى روسيا مرشح للانفجار، خصوصا بعد الدعوات التى أطلقتها المعارضة الروسية على الإنترنت للخروج في مظاهرة مصرح بها يوم السبت القادم بالقرب من الكرملين، ولاقت هذه الدعوة استجابة من آلاف الأشخاص عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأكدت الصحيفة أن الروس يرفضون سياسات رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، وهو ماعبرت عنه نتائج الانتخابات حيث تراجعت نسبة التصويت لحزب روسيا الموحدة الذى يرأسه "بوتين" عن انتخابات 2007 . وفى الوقت الذى تواجه فيه الحكومة الروسية المظاهرات بالعنف، تتزايد الضغوط الدولية على روسيا، فقد عبرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، "كاثرين آشتون"، عن "قلقها الكبير مما أسمته "انحياز وسائل الإعلام والتحرش بمراقبين مستقلين" أثناء فترة الانتخابات البرلمانية الروسية. " لكنها عبرت عن الأمل بأن المشاكل التي أثيرت في النتائج الأولية ستعالج عندما تجري روسيا انتخابات الرئاسة في مارس المقبل. كما دعت وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلارى كلينتون"، للتحقيق فى الشكاوى المقدمة بالتزوير والانتهاكات الأخرى التى شابت العملية الانتخابية. لكن الخارجية الروسية ردت في بيان لها على تصريحاتها بالقول إن موسكو تأمل أن يمتنع الجانب الأميركي في المستقبل عن إصدار بيانات غير ودية تتناقض مع الاتجاه الإيجابي لتطور علاقات البلدين وشددت الوزارة على أن المواطنين الروس "حققوا اختيارهم بمشاركتهم في التصويت بكثافة، ولا يحق لأحد إلا المواطنين الروس تقرير مصير البلاد".