ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه بعد أن بات موعد الانسحاب المزمع للقوات الامريكية من أفغانستان قريبا، أبدت وكالات الاغاثة العاملة فى أفغانستان قلقها من التداعيات التي ستترتب على هذا الانسحاب، والتى يتمثل أهمها فى خفض التمويلات المادية لعمليات التنمية فى أفغانستان. وأوضحت الصحيفة أنه رغم أن الرئيس الافغاني حامد كرزاي ناشد الدول فى مؤتمر دعم أفغانستان الذى تجري أعماله فى بون بألمانيا بالاستمرار فى دعم أفغانستان لعقد آخر ، الا أن عدم تواجد القوات الامريكية هناك ينذر بزيادة خفض عمليات الانفاق المالية المخصصة لأفغانستان وهو ما يقوض جهود وكالات الاغاثة العاملة هناك. ولفتت الصحيفة الى أن مخاوف وكالات الاغاثة تولدت إثر قيام الولاياتالمتحدة ، والتى تمول ثلثي جميع عمليات المساعدة فى تطوير أفغانستان ، بتقليص ميزانيتها السنوية لافغانستان من 4 مليارات دولار الى ملياري دولار فقط العام المالي الحالي الذي انتهي فى 30 سبتمبر الماضي ، كما أن هناك احتمالات بأن يتم تخفيض هذه المعونات المادية بدرجة أكبر فى الميزانية المالية للعام المقبل 2012 والتى يقوم الكونجرس الامريكي بدراستها حاليا. ونسبت الصحيفة الى المدير الاقليمي لمنظمة كير الدولية والتى تشارك بقوة في إنشاء المدارس وتحسين جودة الحياة بالنسبة للمرأة الافغانية ، بريان كافاناج تأكيده أن المنظمة خسرت 80\% من ميزانيتها فى كابول ، ونتيجة لذلك اضطرت المنظمة لتسريح 400 من أصل 900 موظف يعملون لديها فى أفغانستان ، عشرة منهم فقط من غير الافغان ، مشيرا الى أن منظمات أخري مقرها فى أمريكا تعانى من تخفيضات حادة فى ميزانياتها ومنها ميرسي جروب ولجنة المصادر الدولية . ونقلت الصحيفة عن مسئول رفيع المستوي بقوات حلف شمال الاطلسي "الناتو" قوله إن " التخفيضات الاخيرة التى قام بها عدد من الجمعيات الخيرية "ضربت وترا حساسا" هنا فى أفغانستان وزادت من وتيرة القلق بشأن الاثار التى ستترتب على المدى الطويل ، خاصة لان عمل الاغاثة يتم التشديد دائماعلى انه الجزء الحرج من الاستراتيجية الامريكية طويلة الامد لمكافحة التمرد..وقد أدى التوقيت الى زيادة هذه المخاوف والتى تزامنت مع اقتراب موعد انسحاب القوات الامريكية من افغانستان حيث من المقرر ان ينسحب حوالى عشرة الاف جندي نهاية شهر ديسمبر الجاري غادر منهم (4000) جندى بالفعل". ونقلت الصحيفة أيضا عن هاشم مايار، المستشار الخاص لجهاز التنسيق لإغاثة افغانستان ، والذي يمثل عددا من مجموعات الاغاثة الرئيسية فى افغانستان قوله إن" هناك مخاوف من قطع جميع تلك الامدادات المالية ..ويمكن ان تترك افغانستان وحدها كما كانت فى التسعينيات ، وهو الامر الذى سيكون له عواقبه الوخيمة فى الوقت الحالي ..يجب ألا نخسر ما حققناه".